مذكرة الجنائية الدولية… ماذا جاء فيها ومن هم المتهمون

مذكرة الجنائية الدولية… ماذا جاء فيها ومن هم المتهمون

مذكرة الجنائية الدولية… ماذا جاء فيها ومن هم المتهمون


22/05/2024

طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الاثنين إصدار مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وكذلك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية و زعيم الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار وقائد كتائب القسام محمد ضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتشمل الجرائم “تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب باعتباره جريمة حرب، وتعمد إحداث معاناة شديدة، أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، والقتل العمد أو القتل باعتباره جريمة حرب”. إضافة إلى “تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين باعتباره جريمة حرب، والإبادة و/أو القتل العمد بما في ذلك في سياق الموت الناجم عن التجويع باعتباره جريمة ضد الإنسانية، والاضطهاد باعتباره جريمة ضد الإنسانية، وأفعال لاإنسانية أخرى باعتبارها جرائم ضد الإنسانية”.

ووفق الإجراءات المحددة بنظام عمل المحكمة من المقرر أن تدرس لجنة من قضاة المحكمة طلب خان. وإذا اقتنعت اللجنة بأن الأدلة المقدمة من خان توفر أسبابا معقولة فإنها ستصدر مذكرات اعتقال بحق المتهمين. وفيما يلي نظرة في السيرة الذاتية للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولة والمتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية:

كريم خان

يسعى المحامي البريطاني والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي ساهم في إنهاء السياسة الأميركية ضد المحكمة إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق عدد من قادة إسرائيل، مما يضع منصبه من جديد في مهب مواجهة تصادمية مع الولايات المتحدة. وحفر خان (54 عاما) اسمه كمحام جنائي دولي. وكان يُنظر إليه على أنه ذلك القادم من خارج المحكمة الجنائية الدولية ليتم تعيينه في أعلى منصب بها في تصويت أجرته الدول الأعضاء بعد خلاف سياسي حاد.

ويخضع خان ومكتبه لتدقيق مكثف بسبب تحقيقه في الصراع بين إسرائيل وحماس، مع ضغوط سياسية تضمنت توجيه انتقادات علنية نادرة في وقت سابق من هذا الشهر. وقال خان إن جميع المحاولات الرامية إلى تعطيل أو تخويف مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية أو التأثير بشكل غير لائق عليهم يجب أن تتوقف على الفور.

وسافر خان بشكل متكرر إلى البلدان التي تجري المحكمة الجنائية الدولية تحقيقات بشأنها. وأصبح أول مدع عام للمحكمة الجنائية الدولية يزور منطقة حرب عندما زار أوكرانيا في مارس 2021. وفي ديسمبر ، أجرى خان زيارة مهمة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، وكانت أيضا أول زيارة من نوعها يجريها مدع عام للمحكمة الجنائية الدولية.

ويعرّف نفسه بأنه عضو في الطائفة الأحمدية في باكستان، واستشهد بآيات من القرآن في عدة بيانات صادرة عن المحكمة. وخلال مسيرته القانونية التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، عمل خان في كل المحاكم الجنائية الدولية تقريبا واضطلع بأدوار في الادعاء والدفاع فضلا عن العمل كمستشار للضحايا.

وبدأ خان مسيرته المهنية في مجال القانون الدولي مستشارا قانونيا لمكتب المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب الخاصة التابعة للأمم المتحدة لكل من يوغوسلافيا السابقة ورواندا بين عامي 1997 و2001.

وسطع نجمه عندما كان محامي الدفاع الرئيسي عن رئيس ليبيريا السابق تشارلز تيلور الذي كان يحاكَم بتهمة ارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الخاصة بسيراليون التي انعقدت في لاهاي لمحاكمة تيلور. وفي اليوم الأول للمحاكمة عام 2007، خرج خان من قاعة المحكمة بشكل درامي مخالفا أوامر القضاة بعدما أعلن أن تشارلز تيلور استغنى عن خدماته.

وعمل خان بعد ذلك في قضايا المحكمة الجنائية الدولية بشأن كينيا والسودان وليبيا قبل تعيينه في عام 2018 رئيسا لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق (يونيتاد).

يحيى السنوار

يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، كان العقل المدبر للهجوم الأكثر دموية على إسرائيل في 7 أكتوبر. وبدأ السنوار عمله في حركة حماس كمنفذ صارم للقواعد عاقب وقتل المتعاونين مع إسرائيل قبل أن يرتقي إلى دور قيادي بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 2011 وعودته إلى غزة.

وسجنت إسرائيل السنوار لمدة 23 عاما قبل إطلاق سراحه وتوليه دورا قياديا في الجماعة المسلحة. ويدير السنوار إلى جنب أخرين العمليات العسكرية ربما من مخابئ تحت الأرض في غزة. كما أنه قاد مفاوضات مبادلة السجناء والرهائن. وانتخب السنوار (61 عاما)، المولود في مخيم خان يونس للاجئين، زعيما لحركة حماس في غزة في عام 2017.

وقبل سجنه، كان السنوار رئيسا لجهاز الأمن والدعوة “مجد” الذي تعقب وقتل فلسطينيين متهمين بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية. ويتفق قادة حماس والمسؤولون الإسرائيليون الذين يعرفون السنوار على إخلاصه الهائل للحركة. ووصفه أحد رموز حماس المقيمين في لبنان بأنه متزمت ويتمتع بقدرة مذهلة على التحمل.

وقال مايكل كوبي، المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الذي استجوب السنوار لمدة 180 ساعة في السجن، إنه كان له حضور واضح بسبب قدرته على الترهيب والقيادة. وسأل كوبي ذات مرة السنوار الذي كان يبلغ من العمر حينذاك 28 أو 29 عاما، لماذا لم يتزوج.

وقال كوبي إن السنوار “قال لي إن حماس هي زوجتي، وحماس هي ولدي. وحماس بالنسبة لي هي كل شيء”. وكان السنوار قد اعتُقل عام 1988 وحُكم عليه بأحكام سجن مؤبد لمرات متتالية لاتهامه بالتخطيط لاختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وقتل أربعة فلسطينيين.

محمد الضيف

قلما يتحدث محمد الضيف، القائد العسكري السري لحماس وأحد واضعي خطط هجوم 7 أكتوبر، كما أنه لا يظهر أبدا على العلن مما ساعده على الإفلات من الاغتيال. ونجا الضيف من سبع محاولات إسرائيلية لاغتياله، آخرها في عام 2021، على مدى مسيرة سرية وطويلة في حماس لكنه تعرض لإصابات وأصبح يستخدم كرسيا متحركا.

وعلى مدى شهور منذ هجوم أكتوبر، يُعتقد أن الضيف كان يوجه العمليات العسكرية لحماس من الأنفاق والشوارع الخلفية في غزة، إلى جانب آخرين من كبار القادة. وترقى الضيف في صفوف الحركة على مدى أكثر من 30 عاما، إذ طور شبكة الأنفاق وأكسب الحركة خبرة في صنع المتفجرات. ويتصدر الضيف قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ عقود، ويُتَّهم بأنه وراء مقتل عشرات الإسرائيليين في تفجيرات انتحارية.

وشكل الضيف واثنان آخران من قادة حماس في غزة مجلسا ثلاثيا خطط لهجوم السابع من أكتوبر، وهو الهجوم الأكثر إزهاقا للأرواح الذي تتعرض له إسرائيل على مدى 75 منذ إعلان قيام الدولة. ولا تتوافر سوى ثلاث صور للضيف، إحداها وهو في العشرينات، وأخرى وهو ملثم، والثالثة لظله.

وولد الضيف باسم محمد المصري عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الذي أنشئ بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، واشتهر باسم محمد الضيف بعد انضمامه إلى حماس خلال الانتفاضة الأولى، أو الانتفاضة الفلسطينية، التي بدأت عام 1987. وقال مصدر في حماس إن إسرائيل اعتقلت الضيف عام 1989 وقضى نحو 16 شهرا في الأسر.

وحصل الضيف على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس علوم الفيزياء والكيمياء والأحياء. وأبدى انجذابه للفنون أيضا إذ ترأس لجنة الترفيه بالجامعة وأدى أدوارا في أعمال كوميدية على خشبة المسرح.

وقالت مصادر في حماس إنه فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في واحدة من محاولات الاغتيال الإسرائيلية. كما قُتلت زوجته ووليد له كان عمره سبعة أشهر فقط وابنة في الثالثة من عمرها في غارة جوية إسرائيلية في عام 2014. واكتسب نظرا لنجاته من محاولات الاغتيال وقيادته للجناح العسكري لحماس مكانة البطل الشعبي الفلسطيني.

إسماعيل هنية

يمثل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس والمقيم في قطر، الوجه الحازم على صعيد الدبلوماسية الدولية للحركة الفلسطينية. وتقلد هنية منصب رئيس المكتب السياسي لحماس في 2017، وهو يتنقل حاليا بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة هربا من قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر، وهو ما يساعده على التفاوض في محادثات وقف إطلاق النار وإجراء مباحثات مع إيران، حليفة حماس.

وعلى الرغم من اللهجة الصارمة التي يستخدمها في تصريحاته، فإن الدبلوماسيين والمسؤولين العرب يعتبرونه واقعيا نسبيا بالمقارنة بالأصوات الأكثر تشددا داخل غزة. وتنظر إسرائيل إلى جميع قادة حماس باعتبارهم إرهابيين، وتتهم هنية ومشعل وآخرين بمواصلة “تحريك خيوط منظمة حماس الإرهابية”.

ولم يتضح حتى الآن إلى أي مدى كان هنية يعلم بهجوم السابع من أكتوبر قبل وقوعه. فقد كانت الخطة، التي وضعها المجلس العسكري في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في غزة سرية للغاية لدرجة أن بعض مسؤولي الحركة بدوا مصدومين من توقيتها وحجمها.

ومع ذلك كان لهنية دور فعال في بناء القدرات القتالية لحماس عبر عدة طرق، منها تعزيز العلاقات مع إيران التي لا تخفي دعمها للحركة. وعندما غادر هنية غزة في 2017، خلفه يحيى السنوار الذي قضى أكثر من عقدين في السجون الإسرائيلية والذي رحب به هنية مجددا في غزة في 2011 بعد عملية لتبادل المحتجزين.

ويقول أديب زيادة، المتخصص في الشؤون الفلسطينية بجامعة قطر “هنية يقود المعركة السياسية لحماس مع الحكومات العربية”، مضيفا أن هنية يرتبط بعلاقات وثيقة مع شخصيات أكثر تشددا في الحركة والجناح العسكري. وتابع “إنه الواجهة السياسية والدبلوماسية لحماس”.

وكان هنية من أوائل المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة. وفي عام 1994 قال إن تشكيل حزب سياسي سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة.

ورفض قادة حماس الدخول في ميدان السياسة في البداية، ثم وافقوا عليه لاحقا وأصبح هنية رئيسا للوزراء بعد فوز الحركة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، وذلك بعد عام من انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

بنيامين نتنياهو

بنيامين نتنياهو يعتبر واحدا من أكثر الزعماء إثارة للاستقطاب في تاريخ إسرائيل فهو لاعب سياسي لا مثيل له، سواء في حلبة السياسة الإسرائيلية التي يتصارع فيها المتنافسون بخشونة أو في ساحة الدبلوماسية الدولية التي ظلت لكنته الأميركية في نطق اللغة الإنجليزية علامة بارزة فيها على مدى عقود.

لكن الرجل الذي كان يطلق عليه أنصاره ذات يوم لقب “الملك بيبي” أصبح يعيش في أجواء عدائية بصورة متزايدة. وتضررت بشدة صورة نتنياهو باعتباره من الصقور بسبب هجوم حماس في السابع من أكتوبر. وحمله معظم الإسرائيليين مسؤولية الإخفاقات الأمنية التي سمحت بوقوع أعنف هجوم في يوم واحد منذ إعلان قيام الدولة قبل أكثر من 75 عاما.

وظهر إلى العلن انقسام حول إدارة الحرب بينه وبين مجموعة من الجنرالات السابقين بما في ذلك وزير الدفاع، الذين طالبوه بشرح أهدافه الإستراتيجية للحرب. ويجد نتنياهو صعوبة في الحفاظ على تماسك ائتلافه في زمن الحرب، ويبدو أن عزلته تتزايد.

وسيطر نتنياهو، وهو عضو سابق في قوات النخبة الخاصة التي نفذت بعضا من العمليات الأكثر جرأة في إنقاذ الرهائن، على السياسة الإسرائيلية عقودا، وأصبح رئيس الوزراء الأطول بقاء في المنصب حين فاز بولاية سادسة لم يسبقه أحد في بلاده إليها في 2022.

وكان تحالفه مع الأحزاب الدينية القومية اليمينية المتشددة عاملا أساسيا في فوزه، وواجه بعضا من أكبر الاحتجاجات في تاريخ إسرائيل العام الماضي بسبب حزمة من الإجراءات استهدفت تقليص صلاحيات المحكمة العليا، مما أثار اتهامات بأنه يقوض الأسس الديمقراطية للبلاد. لكن رغم ضراوة معارك التعديل القضائي، سيطغى على سجله على الأرجح هجوم السابع من أكتوبر والحملة الإسرائيلية اللاحقة في غزة .

وتضررت شعبية نتنياهو (74 عاما) بصورة أكبر بسبب محاكمته باتهامات فساد ينفيها. ويرفض تحمل المسؤولية الشخصية عن أحداث السابع من أكتوبر. واكتفى بالقول إنه سيتعين على الجميع الإجابة على أسئلة صعبة حين تنتهي الحرب مع حماس ورَفَض الدعوات للاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة.

يوآف غالانت

ولد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في يافا لأبوين يهوديين بولنديين مهاجرين، فيما كانت والدته فروما، إحدى الناجيات من المحرقة عندما كانت طفلة، لتصل إلى إسرائيل عام 1948. ويعدّ غالانت أحد أكبر الداعمين للاستيطان ، والقائلين بضرورة التوغل الإسرائيلي في غزة ويواجه اتهامات بانتهاك القانون الدولي الإنساني في حرب إسرائيل على غزة في 2008/2009.

وبدأ غالانت مسيرته العسكرية عام 1977 في البحرية وتولى عام 1993 قيادة فرقة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومن ثم قيادة فرقة الجيش الإسرائيلي في غزة. وحصل غالانت على رتبة لواء عندما أصبح السكرتير العسكري لرئيس الوزراء عام 2002.

وعام 2005، عين غالانت قائدا للقيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي. وخلال فترة ولايته (التي استمرت حتى 21 أكتوبر 2010)، شرع الجيش الإسرائيلي في عملية الرصاص المصبوب ضد حماس في قطاع غزة، فيما قاد غالانت العملية.  وعام 2011، اختير غالانت لخلافة جابي أشكنازي كرئيس للأركان العامة من قبل وزير الدفاع إيهود باراك.

وفي يناير 2015، دخل السياسة وانضم إلى حزب “كلنا” الجديد. وبعد انتخابه للكنيست عيّن وزيرا للبناء. ونهاية عام 2018، انضم إلى حزب “الليكود” وشغل سابقًا منصبي وزير الهجرة والاستيعاب ووزير التربية والتعليم.

عن "العرب" اللندنية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية