ما هي استراتيجيات إيران في ترسيخ تواجدها العسكري في سوريا؟

ما هي استراتيجيات إيران في ترسيخ تواجدها العسكري في سوريا؟


07/11/2020

كشفت دراسة حديثة للمجلس الأطلسي عن عدة استراتيجيات تستخدمها إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، بعدما توقفت الأعمال القتالية، وبات نفوذها مهدداً بالخطر، لذا استعاضت  عن ذلك بتدعيم وإنشاء ميليشيات تابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى التواجد عبر شركات أمن في العاصمة والمناطق الحيوية. 

تقول الدراسة إنه منذ بداية عام 2017 ركزت إيران على المجتمع السوري، وتعزيز علاقاتها مع رجال الأعمال السوريين، لافتة إلى أنّ الاستهداف الإسرائيلي للوجود العسكري الإيراني، خلال السنوات الماضية، كان سبباً في أن تسلك إيران نهجاً مختلفاً من أجل حماية ميليشياتها.  

وبدأت إيران إنشاء قوات الدفاع المحلي، ودعم ألوية محددة داخل الجيش السوري، ثم لجأت مؤخراً إلى إنشاء شركات أمنية خاصة محلية، بحسب ما أورد موقع الحرّة.

ويقول المجلس الأطلسي إنّ إيران شجعت الأقلية الشيعية في سوريا على تشكيل ميليشيات خاصة. كما جندت السنّة، خاصة العشائر، في محافظات حلب والرقة ودير الزور.

بعد تجنيد الأفراد، يتم تدريبهم لفترة تتراوح بين 21 إلى 45 يوماً على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بينما يمتد التدريب على الأسلحة الثقيلة لمدة 6 أشهر

كما جندت وما تزال بعض الميليشيات الشيعية في سوريا على أساس طائفي، بذريعة الدفاع عن الأماكن التي يعتبرها الشيعة مقدّسة، في وقت تتواصل فيه حملات التجنيد في المناطق التي تضم الأضرحة الشيعية المقدسة كحي السيدة زينب في دمشق.

وأضافت الدراسة: بعد تجنيد الأفراد، يتم تدريبهم لفترة تتراوح بين 21 إلى 45 يوماً على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بينما يمتد التدريب على الأسلحة الثقيلة لمدة 6 أشهر. 

وتنقسم الميليشيات السورية، المدعومة من إيران أو التي شكلتها إلى عدة مجموعات، وهي قوات الدفاع الوطني، وقوات الدفاع المحلي، والميليشيات الشيعية السورية.

وتستخدم إيران عدة آليات لتجنيد مقاتلين أجانب، فهي تعتمد على العامل الإيديولوجي من خلال "كشافة الحسينيات" لتجنيد متطوعين شيعة تحت شعار "حماية الأضرحة الشيعية".

كما تجذب إيران المقاتلين إلى سوريا بالمرتبات المرتفعة، حيث تمنح كل مقاتل في لواء "فاطميون" ما بين 450 دولاراً و700 دولار شهرياً، ممّا يجعلها أكثر الميليشيات التي يتلقى أفرادها أجوراً مرتفعة. 

وبالنسبة إلى الميليشيات الأخرى، تدفع إيران رواتب تتراوح بين 200 و300 دولار. أمّا الميليشيات المحلية، مثل كتائب نبّل والزهراء، فيتقاضى أفرادها أقل من 100 دولار في الشهر، علماً بأنّ دفع رواتب الميليشيات يتم  من ميزانية الحرس الثوري الإيراني التي تبلغ حوالي 7.6 مليار دولار.

ويدرّب الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني عادة أفراد هذه الميليشيات في معسكرات في مشهد (شمال شرق إيران) ثم ينقلونهم إلى سوريا إمّا عن طريق البر عبر العراق وإمّا جواً. 

ويمكن للحرس الثوري الإيراني الاعتماد على أفراد هذه الميليشيات، وهم يتمركزون في قواعد عسكرية داخل سوريا، مثل مطار دمشق الدولي، ومطار التيفور، وقاعدة إزرع، وقاعدة السيدة زينب، ومعسكر الكسوة، ومعسكر الزبداني، ومعسكر القصير.

وتقسم إيران الميليشيات الأجنبية إلى عراقية وأفغانية وباكستانية ولبنانية.

ومن جهة أخرى، تعتمد إيران على شركات أمن تابعة لها، وبحسب الدراسة فإنه قبل أيار (مايو) 2013، اقتصرت أنشطة الشركات الأمنية الخاصة في سوريا على تأمين مراكز التسوق والبنوك والحفلات الموسيقية، لكن الحاجة المتزايدة لقوات مسلحة قانونية وغير مرتبطة بالحكومة أدت إلى إصدار المرسوم التشريعي رقم 55، الذي يسمح للميليشيات بالعمل في سوريا واستخدام القوة العسكرية دون الحاجة إلى إبلاغ جيش النظام أو الفروع الأمنية.

وتؤكد الدراسة أنّ إيران استخدمت شركات أمنية خاصة لتعزيز نفوذها في مناطق سورية حساسة، مثل العاصمة دمشق، دون مخاوف من استمرار هذا الوجود في المستقبل، لأنّ هذه الشركات تعمل تحت ستار شركة سورية مسجلة. 

ووجدت إيران الأمن الخاص وسيلة مثالية للحفاظ على وجودها في المواقع الاستراتيجية، مثل الطريق السريع بين بغداد ودمشق في الصحراء الشرقية لسوريا، بحسب المجلس الأطلسي.

الصفحة الرئيسية