ماذا حدث في الدقائق الأخيرة قبل اغتيال قاسم سليماني؟ كوشنر يكشف التفاصيل

بعد (3) أعوام من مقتله في غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد في 3 كانون الثاني (يناير) 2020، كشف كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق جاريد كوشنر تفاصيل الدقائق الأخيرة التي سبقت اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في العراق.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أوضح كوشنر الطريقة التي أمر فيها دونالد ترامب باغتيال سليماني في العراق، دون أن يعرف أحد من فريقه الانتخابي من ضمنهم كوشنر نفسه.

تغيير اللعبة

يروي كوشنر، صهر ترامب، في مذكراته: "في 3 كانون الثاني (يناير) من عام 2020، وبينما كان يجلس الرئيس مع فريق حملته الانتخابية في Mar-a-Lago، دخل مستشار الأمن القومي روبيرت أوبراين إلى الغرفة"، مضيفاً: "قال أوبراين: سيدي الرئيس، حان الوقت، وقف ترامب وتبع أوبراين إلى خارج الغرفة، وقبل أن يخرج التفت إلينا قائلاً: انتظروا هنا يا رفاق... سأعود".

كشف جاريد كوشنر تفاصيل الدقائق الأخيرة التي سبقت اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني

وأشار كوشنر إلى أنّ فريق ترامب كان يراجع إعلاناً كان يخطط لإذاعته خلال بث مباريات كرة القدم الأمريكية، وسيصل إلى 80% من الناخبين، مضيفاً: "قلت لهم لن يعود قبل مضي وقت".

وأردف كوشنر بالقول: إنّ السيناتور ليندسي غراهام أخبره قبل ليلة من ذلك أنّ ترامب يخطط للقيام بخطوة "ستغير اللعبة"، وأردف أنّه لم يعرف عمّا كان يتحدث غراهام، مضيفاً: "في وقت أقصر ممّا توقعت عاد الرئيس إلى الغرفة".

وأشار إلى أنّ الرئيس الأمريكي السابق طلب إكمال العمل على الإعلان، دون أن يتحدث عن سبب خروجه المفاجئ من الغرفة، لافتاً إلى أنّه رأى مستشار الرئيس الأمريكي السابق دان سكافينو يتصفح تويتر، وكان يعلم أيّ الصحفيين يجب أن يتابع ليعرف الأخبار العاجلة، حتى أنّه كان يخبر الرئيس السابق بأخبار عن أحداث حول العالم قبل مسؤولي الاستخبارات.

وأضاف مستشار الرئيس الأمريكي السابق: "بعد مضي دقائق قال سكافينو: هناك صور عن انفجار في العراق، الناس تقول إنّه قرب المطار"، قبل أن يردّ ترامب قائلاً: "دان... تابع الأمر عن كثب، وأخبرني إذا ما حدث شيء مثير للاهتمام".

وتابع كوشنر: "بعد مضي (5) دقائق قال سكافينو: عليكم أن تروا هذا... نشر صحفي من إيران تغريدة تحمل صورة ليد متضررة بشدة ويغطيها الرماد يزينها خاتم يحمل حجراً أحمر كبيراً بلون الدم بجانب تلك الصورة، وللمقارنة كانت هناك صورة جديدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني يمسّد لحيته، وقد وضع الخاتم نفسه في إصبعه".

وأضاف كوشنر: بعد مضي دقائق قال سكافينو: هناك صور عن انفجار في العراق، الناس تقول إنّه قرب المطار

وقد قُتل سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيّرة قرب مطار بغداد بعد وصوله من سوريا، واغتيل معه القيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

 رصد الهدف

قبل اغتيال سليماني، راقبت (3) فرق من القوات الأمريكية، التي كانت متواجدة في العراق حينها، المكان من مواقع مخفية في مطار بغداد الدولي بانتظار الهدف قاسم سليماني، الذي كان أقوى قائد عسكري في إيران حينها، بحسب معلومات كشفها تقرير لـ"ياهو نيوز" في حزيران (يونيو) الماضي.

ووفقاً للتقرير، فإنّ عناصر من تلك الفرق كانت متنكرة بزي عمال صيانة، في حين اختبأ آخرون في مبانٍ قديمة أو مركبات على جانب الطريق، وشهدت بغداد، في ذلك اليوم ليلة باردة ملبدة بالغيوم، وتم إغلاق الجانب الجنوبي الشرقي من المطار في غضون مهلة قصيرة لإجراء تدريب عسكري، أو هكذا أُبلغت الحكومة العراقية.

وتمركزت فرق القناصة الـ3 على بعد (600 إلى 900) ياردة من منطقة الاستهداف على طريق الوصول من المطار، وكان لأحد القناصين منظار رصد مزود بكاميرا تمّ بثها مباشرة إلى السفارة الأمريكية في بغداد، حيث كان يتمركز قائد قوة دلتا الأرضية مع طاقم دعم.

هبطت طائرة سليماني قادمة من دمشق بعد منتصف ليل 3 كانون الثاني (يناير) 2020 متأخرة عدة ساعات عن الموعد المحدد، ثم حلقت (3) طائرات أمريكية بدون طيار في سماء المنطقة. وأثناء تحرك الطائرة بعيداً عن المدرج باتجاه الجزء المغلق من المطار، قام أحد العناصر الأكراد المتنكرين بزي طاقم أرضي بتوجيه الطائرة إلى التوقف على المدرج. وعندما نزل الهدف من الطائرة كان العناصر الأكراد، الذين تظاهروا بأنّهم مسؤولو الأمتعة، حاضرين للتعرف عليه فوراً.

وفور وصول سليماني إلى مطار بغداد الدولي، استقل هو ومن معه مركبتين، وانطلقوا بينما كان القناصون الأمريكيون بانتظارهم. بعدها انسحبت السيارتان؛ إحداهما تقلّ سليماني إلى الشارع لمغادرة المطار، وبينما حلقت الطائرات المسيّرة الـ3؛ اثنتان منها مسلحتان بصواريخ هيلفاير، كانت أسلحة القناصة جاهزة مصوّبة باتجاه الهدف.