لماذا سيكون 2022 عاماً متوتراً للعلاقات اليونانية التركية؟

كتب النائب اليوناني جورج كوموتساكوس مقالة في صحيفة كاثيميريني اليونانية عدّد فيها مجموعة من الأسباب التي من شأنها أن تزيد من التوتّر بين تركيا واليونان.

هنا ما أورده جورج كوموتساكوس من أسباب وتعليقه عليها:

- الوضع الداخلي في تركيا

نظرًا لأن الاقتصاد التركي في حالة اضطراب مع عدم وجود مخرج واضح، سيتعرض الرئيس رجب طيب أردوغان لضغوط شديدة لاستعادة صورته الملطخة بشدة من خلال الانخراط في مناورات سياسية في تركيا. وبدافع من حليفه القومي دولت بهجلي، سيسعى إلى تعزيز الكبرياء التركي. إن القضية الكردية وقضية قبرص والعلاقات مع اليونان، على الرغم من أنها مشحونة عاطفياً، قد أفضت دائمًا إلى تحقيق غايات سياسية وأغراض انتخابية في تركيا.

تصلب المواقف التركية تجاه اليونان وقبرص

في يوليو الماضي، شرعت الدبلوماسية التركية في توسيع "منهاج التفاوض" مع اليونان. وأضافت في رسائل من الممثل الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، أن تجريد الجزر اليونانية من السلاح كشرط مسبق للاعتراف بالسيادة اليونانية عليها أمر غير مستدام على الإطلاق من وجهة نظر قانونية وموقف غير مقبول سياسيًا. وهكذا، ارتبط الطلب التركي بنزع السلاح بالتشكيك في سيادة الجزر اليونانية، مثل ليسفوس وساموس وخيوس وليمنوس وساموثراكي. هذا تشويه غير مسبوق لأحكام معاهدة لوزان.

هذا التكتيك المتمثل في التحول إلى المواقف المتطرفة، والذي يقوض بوعي احتمالات إجراء حوار هادف، تبنته أنقرة في قضية قبرص أيضًا، مع الترويج لـ "حل الدولتين".

 توقيت الانتخابات في اليونان وقبرص وتركيا

عام 2023 هو عام الانتخابات في جميع البلدان الثلاثة. هذا الوضع سيجعل من الصعب، على مدار عام 2022، وهو عام ما قبل الانتخابات، إمكانية وجود حركات معتدلة على رقعة الشطرنج السياسية الدبلوماسية. المسؤولية تقع على عاتق الجانب التركي. وهذا ما يؤكده تشدد المواقف، مع قيام طائرات وطائرات بدون طيار بتحليق فوق الجزر اليونانية وخطاب عنيف موجه حتى ضد رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، ووزير الخارجية نيكوس ديندياس، ومؤخراً رئيسة الجمهورية اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو. إن إضفاء الطابع الشخصي على الاختلافات السياسية و"شيطنة" الخصم يزيد من سوء المناخ الصعب بالفعل.

التوتر في الخطاب العام والدبلوماسية

من المتوقع تكثيف الخطاب العام الحاد بالفعل في العلاقات اليونانية التركية بمناسبة الذكرى المئوية لتدمير سميرنا والطرد العنيف لليونانيين من آسيا الصغرى، وهو ما يعتبره الطرف الآخر انتصارًا على "الغزاة القاسيين". يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضًا أن عام 2023 سيكون الذكرى المئوية المزدوجة، من ناحية، منذ تأسيس الجمهورية التركية بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى، ومن ناحية أخرى، منذ التوقيع على الاتفاقية. معاهدة لوزان، التي تشكل الأساس المؤسسي للوضع الراهن في بحر إيجة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​الذي تحدته تركيا. الدلالات هي عنصر هام من عناصر السياسة الخارجية. حتى أكثر من ذلك في هذا الجزء من العالم وللقادة الذين يتمتعون بخصائص الرئيس أردوغان، الذي يدعي بإصرار مكانة أعلى من (مؤسس تركيا الحديثة) كمال أتاتورك في سجلات التاريخ التركي.

 وجهة النظر التركية بشأن الدرع الدفاعي لليونان

في أعقاب أزمة الهجرة الخطيرة التي سببتها تركيا في مارس 2020 على الحدود في إيفروس والتوتر المطول في صيف العام نفسه في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​، مضت اليونان، كما ينبغي، في برنامج نشط متطور لتعزيز دفاعه. لا أحد يعرف كيف يمكن لبعض المتهورين في أنقرة تقييم ذلك.

ثم هناك قضية الهجرة. في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الافتراءات التركية المتكررة ضد اليونان فيما يتعلق بعمليات الإعادة، كان هناك استئناف لتدفقات الهجرة غير الشرعية التي قد تزداد، خاصة إذا كان هناك ركود في الوباء.

إن الجمع بين كل هذا يلزم اليونان بالهدوء واليقظة باستمرار، في مقابل مفهوم سياسي يكون في جوهره "سبب الحرب"، تصبح سياسة الاحتواء الدبلوماسية والتشغيلية النشطة التي تنفذها الحكومة بشكل منهجي الخيار الوحيد. بهذه الطريقة فقط يمكن تهيئة الظروف الموضوعية لحوار محدد بدقة مع تركيا.

حتى ذلك الحين، نحن بحاجة إلى التزام الهدوء والتصميم.

عن "أحوال" تركية