الإخوان المسلمون: مناورات سياسية مكشوفة وانقسامات وملاحقات للتجاوزات

الإخوان المسلمون: مناورات سياسية مكشوفة وانقسامات وملاحقات للتجاوزات


25/02/2021

واصل الإخوان المسلمون في تونس تصعيدهم في مواجهة الرئيس قيس سعيّد، حيث مارس رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، مناوراته السياسية المكشوفة، داعياً إلى الحوار من جهة، ومناشداً أنصاره الخروج إلى الشارع من جهة أخرى، وفي الجزائر، تعرّض عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) الإخوانية، لحملة انتقادات عنيفة، إثر مشاركته في ندوة افتراضية مشبوهة، شارك فيها فلول التنظيم الدولي، للتعريض بمصر، بينما يواصل حزب العدالة والتنمية (المصباح)، الذراع السياسي للإخوان في المغرب، تبريراته الواهية، لموقفه من الاتفاق الثلاثي، في ظل انقسامات حادة في صفوفه، وفي السودان واصل مجلس السيادة الانتقالي إجراءاته، في سبيل تفكيك التمكين وملاحقة الإخوان، في حين واصلت الحكومة الأردنيّة جهودها، الرامية إلى متابعة شرعية أذرع الإخوان في مؤسسات المملكة.

تقدمت قيادية منشقة عن "العدالة والتنمية" المغربي بشكوى بحق أربعة من كوادره إثر تلقيها تهديدات بالقتل

الإخوان يرفعون درجة الاحتقان في تونس

في محاولة جديدة لإلقاء الكرة في ملعب الرئاسة، وادعاء الحرص على السعي إلى الحوار، قال زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، إنّ"الرئيس قيس سعيّد لم يتجاوب بعد مع المبادرة، لكني شديد القناعة أنّ الحوار، وخاصّة على صعيد الرئاسات الثلاث ضروري"، بينما علّق مراقبون على مبادرة الغنوشي، بأنّها تأتي في سياق المناورات السياسية، حيث لم يطرح أيّ تفاصيل تتعلق بحل الأزمة، مكتفياً بالدعوة إلى عقد لقاء ثلاثي؛ ليظهر في صورة الحريص على رأب الصدع.

من جهته، قال القيادي بالنهضة، نور الدين البحيري إنّ "رئيس الحكومة له كامل الصلاحيات، في التعديل والتحوير الوزاري"، لافتاً إلى أنّ الرئيس لا يملك سوى التصديق على التعديلات، في حين شنّ عبد الكريم الهاروني، رئيس شوري النهضة، هجوماً حاداً على سعيّد، متهماً إياه بــــ"تعطيل أداء اليمين، وتعطيل الحوار الوطني، والتشويش وتكريس خطابات التقسيم، التي لم تعد تحتملها البلاد".

علّق مراقبون على مبادرة الغنوشي بأنّها تأتي في سياق المناورات السياسية

وفي خطوة تصعيدية جديدة، وجهت حركة النهضة، يوم الأحد 21 شباط (فبراير) الجاري، نداءً إلى أنصارها، "للحضور المكثف يوم السبت 27 شباط (فبراير) القادم، من أجل "حماية دستور البلاد والديمقراطية، وللتعجيل في الإصلاحات التنموية والاجتماعية''، حسبما زعم بيان الحركة، وهو ما اعتبره أمين عام الحزب الجمهوري، عصام الشابي، "عنواناً لانسداد الأفق، داخل المؤسسات المنتخبة والهياكل الرسمية"، لافتاً في تصريح إعلامي إلى أنّ "العقل والحكمة، مسؤولية من هم في الحكم، ويقتضيان البحث عن أُطر للحوار، بدل استعراض العضلات والقوة في الشوارع".

من جهة أخرى، وقّع 103 من نواب البرلمان التونسي، على عريضة لسحب الثقة من رئيس مجلس النواب، راشد الغنوشي، لدواعي "سوء إدارة العمل، وتنامي العنف داخل البرلمان".

إخوان الجزائر في مرمى النيران

بالتزامن مع تقرير المركز الفرنسي للأبحاث والسياسات الدولية، الذي اتهم حركة مجتمع السلم (حمس) الجزائرية، الذراع السياسي للإخوان المسلمين، بلعب دور مشبوه بمنطقة المغرب العربي وليبيا، ووصفها بــ"الخطر الأكبر على أمن الجزائر"، تصاعدت المطالب بضرورة لجم الإخوان، كما شن نشطاء هجوماً حاداً على عبدالرزاق مقري، رئيس حمس، لما وصف بالإساءة إلى العلاقات المصرية الجزائرية، وذلك على خلفية مشاركة مقري، في مؤتمر افتراضي بعنوان: "الثورة المصرية وتجربتها الديمقراطية"، بصحبة فلول التنظيم الدولي، وحفنة من الهاربن، حيث شنّ في كلمته هجوماً على النظام المصري، متجاهلاً ثورة المصريين ضد الإخوان ورئيسهم المعزول، محمد مرسي، في العام 2013.

تعرض عبدالرزاق مقري رئيس "حمس" لهجوم حاد لما وُصف بإساءته إلى العلاقات المصرية الجزائرية

الإخوان في المغرب بين التبرير والانقسام

حاول الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية (المصباح) الحاكم، الذراع السياسي للإخوان في المغرب، عبدالإله بنكيران، تبرير تصديق حزبه على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، خلافاً لمواقف الحزب المعلنة، ومزايداته السابقة على الآخرين، مدعياً أنّ الدولة هي التي قامت بالتطبيع، وليس حزب العدالة والتنمية، الذي يحكم ويدير الدولة، في مغالطة فجة، زاعماً أنّ "الدولة يسيرها الملك، ومؤسسة الحكومة لديها مكان معين، على قد الحال، وصعب عليها تكون هي كل شيء".

وشن بنكيران هجوماً حاداً على منتقدي المصباح، واصفاً إياهم بـ"المكلخين"، أي الأغبياء، كما هاجم المشارقة الذين انتقدوا حزبه واعتبر انتقاداتهم نوعاً من قلة الحياء، على حد تعبيره، قبل أن يواصل دفاعه عن سعد الدين العثماني، عقب توقيعه للاتفاق الثلاثي، قائلاً: "تفهمنا أنّ ذلك من مصلحة بلادنا، وأنّ القرار اتخذه الملك، ولا يمكن أن نكون إلا معه، وليس ضده، في قضية كبرى كقضية الصحراء وفلسطين"، ولم يوضح بنكيران علاقة فلسطين بالأمر، ولماذا يصرّ على إقحامها في المسألة.

وعلى صعيد الوضع الداخلي بالحزب، واستكمالاً للتناقضات الحادة في مواقف كوادره، تقدمت يسرا الميموني، القيادية المنشقة عن العدالة والتنمية، بشكوى أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، تتهم فيها أربعة من كوادر المصباح، إثر تلقيها تهديدات بالقتل في شوارع الرباط وطنجة، ونشر تدوينات نالت من سمعتها، مؤكّدة أنّها "ضحية للجريمة الإلكترونية، وأنّها تعرضت للاستهداف والتشهير والافتراء على شرفها، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تقديمها استقالتها من الحزب".

المجلس الانتقالي يواصل ملاحقة الإخوان في السودان

في السودان، اتهم عضو لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الإخوان، صلاح مناع، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، أعضاء الإخوان، بإعلان الحرب الاقتصادية والتخريب، مطالباً الحكومة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لمواجهة الجماعة. وبدورها طلبت لجنة تفكيك الإخوان من أفرعها في شتى الولايات، بضبط وتوقيف عناصر الجماعة المتورطين في أحداث العنف والتخريب الأخيرة.

في السودان اتهم عضو بلجنة إزالة التمكين في تغريدة له أعضاء الإخوان بإعلان الحرب الاقتصادية والتخريب

من جهة أخرى، أكّد عضو مجلس السيادي، محمد حسن التعايشي، عزم الحكومة تقديم المطلوبين من قيادات الإخوان، إلى المحكمة الجنائية الدولية، تمهيداً لمحاكمتهم.

وعلى صعيد آخر، بدأت الحكومة السودانية في اتخاذ الإجراءات الرسمية، من أجل إعادة قيادات الإخوان الهاربين بالخارج، حيث أعلن النائب العام السوداني، تاج السر علي الحبر، عن قيام النيابة العامة بــ"التواصل مع الشرطة الدولية، الإنتربول، لإعادة 33 من قيادات تنظيم الإخوان الهاربين بالخارج".

قطع أذرع الإخوان في الأردن

في خطوة جديدة، واصلت السلطات الأردنية عملية تصحيح الأوضاع في المؤسسات التي يهيمن عليها الإخوان، ومواجهة كافة المخالفات الإدارية والمالية التي ارتكبوها، بكل ما يمثله ذلك من قطع الطريق أمام مخطط التمكين الإخواني.

وفي خطوة جديدة، أصدرت اللجنة المنبثقة عن وزارة التنمية السياسية، توصية بحل حزب الشراكة والإنقاذ، التابع للإخوان المسلمين، مع إيقافه عن العمل بشكل مستعجل، وذلك لتجاهله الرد على مراسلات اللجنة، ورفضه للتجاوب مع الوزارة.

اقرأ أيضاً: الأردن: قرار بحل جماعة الإخوان... هذا هو ردهم

تجميد الشراكة والإنقاذ، أحبط مخطط الجماعة للدفع بالحزب بصورة أكثر فاعلية في الساحة السياسية الأردنية، عقب الفشل الذريع الذي حققه الذراع السياسي للجماعة، حزب جبهة العمل الإسلامي في الانتخابات الأخيرة.

وعليه سقط مخطط المراقب العام السابق، سالم الفلاحات، والذي انشأ حزب الشراكة والإنقاذ في العام 2016، لتخفيف الضغط عن التنظم وذراعه الرئيسي، وتكوين واجهة جديدة، يمكن من خلالها المناورة، والتمدد في المجال السياسي الأردني.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية