بهذه الطريقة أعادت السعودية الهدوء إلى سوق النفط

بهذه الطريقة أعادت السعودية الهدوء إلى سوق النفط


29/09/2020

حققت المملكة العربية السعودية تقدّماً على الصعيد العالمي في قطاع النفط، متوّجة كأفضل لاعب في سوق النفط العالمي خلال 2020، مع سياسة نفطية نجحت في مجملها في ضبط السوق واستقرار الأسعار.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن الخبير النفطي إيليا بوشيف، الرئيس السابق لكوش غلوبال للأبحاث، أنّ المملكة نجحت في فرض كلمتها في السوق خلال العام الجاري، ليس فقط من خلال قدرتها على إعادة التوازن إلى السوق، ولكن أيضاً من خلال إدخالها المزيد من الديناميكية إلى استراتيجيات الإمدادات التابعة لمنظمة أوبك، وفق ما نقلت "العربية".

 

السعودية نجحت في فرض كلمتها في سوق النفط، من خلال إدخالها المزيد من الديناميكية إلى استراتيجيات الإمدادات التابعة لأوبك

ويضيف بوشيف: "التحوّل كان دقيقاً ولكنه رائع، فمن خلال تبنّي الاجتماعات الافتراضية للمنظمة أصبحت السوق دائماً في حالة من التكهّن. لقد أثبتت الاستراتيجية فعاليتها أيضاً مع المنافسين الذين يسعون للتخطيط مبكراً. كلّ تلك الأمور أعطت السعودية المزيد من الخيارات والميزة التنافسية كأحد أكبر منتجي النفط رخيص التكلفة في العالم".

وانتقل المقال للحديث عن سياسة السعودية حيال معاقبة المقامرين في أسواق النفط العالمية، في إشارة إلى تصريحات وزير الطاقة السعودي الذي تعهّد في وقت سابق من الشهر الجاري بجعل المقامرين في السوق "يتألمون كما لو أنهم في الجحيم".

ويقول الكاتب: "العالم يستهلك نحو 100 مليون برميل من النفط يومياً، تُصدّر من الدول المنتجة، فيما يتمّ تداول نحو 2.5 مليار برميل آخر في اليوم باستخدام العقود المستقبلية، وأكثر من ذلك إذا قمنا بتضمين عقود الخيارات وعقود المنتجات المكررة".

ويرى بوشيف أنّ معاقبة المضاربين قد تمثل تحدياً للسعودية، مع حقيقة أنّ الغالبية العظمى منهم تعمل وفق آليات لا تتوافق مع آليات السوق، مع اعتمادهم على خوارزميات تتبع بعض القواعد التي تعوّدوا من خلالها على جني المال في الماضي.

ويضيف بوشيف: إنّ السعودية لديها القدرة على إلحاق الأذى بقطاع عريض من المضاربين ذوي المراكز الضعيفة، ولكنّ الاختبار الحقيقي للسعودية يكمن في قدرتها على تغيير القواعد الهيكلية للسوق في وضع "الكونتانغو"، وهو وضع للسوق تكون فيه الأسعار الآجلة أعلى من الأسعار الفورية، والتي تسببت في أضرار كبيرة للمستثمرين ذوي المراكز طويلة الأجل في عقود النفط، في وقت جنى فيه المراهنون على هبوط الأسعار مكاسب كبيرة.

والسياسة النفطية للسعودية محلّ تقدير كبير في الآونة الأخيرة، إذ أشار تقرير سابق لوكالة "بلومبيرغ" إلى أنّ الاتفاق الذي هندسته السعودية في وقت سابق من العام الماضي بين كبار المنتجين داخل أوبك وخارجها بسحب نحو 10% من معروض النفط العالمي نجح في إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمي الذي تضرّر بشدة من جائحة كورونا.

وأضاف التقرير حينها: إنّ السعودية لعبت الدور الأكبر في مضاعفة الأسعار نحو 3 مرّات، ما ساهم في عودة الهدوء إلى أسواق النفط العالمية، بعد أن وصلت أسعار بعض خاماته إلى النطاق السالب.

الصفحة الرئيسية