لماذا تعد المرأة صيدا سهلا للجماعات الإرهابية في إفريقيا؟

لماذا تعد المرأة صيدا سهلا للجماعات الإرهابية في إفريقيا؟

لماذا تعد المرأة صيدا سهلا للجماعات الإرهابية في إفريقيا؟


23/08/2023

تروي ف. مايغا التي تسكن مدينة غاوا شمالي مالي، أن الكثير من النساء في بلادها تعرضن للاغتصاب على يد مسلحين تابعين لجماعات إرهابية.

وتقول مايغا التي تعرضت هي شخصيا للاغتصاب على يد جماعة مسلحة عندما كان عمرها 15 عاما، إلى صعوبة تفادي الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على الجرائم الجنسية التي تعرضت لها الكثير من النساء في مالي.

وتؤكد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنها لا تزال تعاني نوبات خوف واضطراب نوم متكررة، رغم مرور 10 سنوات على حادثة الاغتصاب التي تعرضت لها.

وأوضحت: "كان ذلك في عام 2012، حيث اقتحم مسلحون منزلنا نهارا وكنت وحدي. كانوا يبحثون عن أخي الأكبر وعندما لم يجدونه ارتكبوا جريمتهم وذهبوا، وتركوني أعاني الألم الجسدي والنفسي الذي لا يزال يلازمني".

الاغتصاب والاستغلال

وقصة مايغا نموذج لما تعانيه المرأة في إفريقيا من جراء الإرهاب، إذ تعرضت عشرات الآلاف من السيدات للاغتصاب والقتل في غرب القارة فقط.

ولاحظت بيانات حديثة تزايد استغلال المرأة الإفريقية في انشطة إرهابية محرمة، مثل تهريب الأسلحة والنهب، مما يجعلها ضحية مزدوجة في يد تلك الجماعات.

وخلص بحث أجرته منظم "أسليد" المتخصصة في رصد النزاعات الإرهابية المسلحة إلى أن الفقر هو أحد الأسباب التي تجعل المرأة صيدا سهلا للجماعات الإرهابية في غرب إفريقيا.

وتتحمل المرأة العبء الأكبر من الفقر في القارة السمراء، حيث تفقد 53 بالمئة من النساء فرصة التعليم الأساسي، كما تحد القيود الاجتماعية وسياسات التوظيف أيضا من الإمكانات الاقتصادية للمرأة، مع استبعاد حوالى 70 بالمئة من النساء من الوصول إلى الخدمات المالية والاقتصاد الرسمي.

ووفقا لتقديرات منظمة العمل الدولية، فإن 90 بالمئة من النساء العاملات في جنوب الصحراء يعملن بشكل غير رسمي مقارنة بـ83 بالمئة من الرجال، مما يعني أنهن يعملن في عمل لا يوفر الحماية القانونية.

وانطلاقا من تلك الظروف التي تعيشها النساء، تجبر العديد من الجماعات الإرهابية في المنطقة النساء على الاتجار بالأسلحة مقابل المال، أو الحصول على مساعدات أخرى.

وفي الكثير من الأحيان، يتم استغلال النساء كسلاح في العمليات الإرهابية، إذ تشير تقارير إلى استغلال عشرات الفتيات في عمليات انتحارية، كما حدث في شمال نيجيريا وبوركينا فاسو من قبل جماعات "بوكو حرام" وغيرها.

وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما باهوص، إن هناك تدهورا كبيرا في أوضاع النساء بمناطق الحروب في إفريقيا.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى انتهاكات واسعة ضد النساء في المناطق التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية، فعشرات الآلاف من النساء يتعرضن هناك للاغتصاب والعنف الجنسي والجسدي.

أرقام مخيفة في نيجيريا

ويتخذ العنف عدة أشكال من بينها الجنسي، ففي نيجيريا مثلا تعرضت نحو 50 ألف امرأة للاغتصاب من قبل الجماعات المسلحة، كما أجبرت أكثر من 10 آلاف سيدة على الخضوع لعمليات إجهاض قسري في 5 مستشفيات نيجيرية على الأقل خلال العقد الأخير.

وتنتشر الظاهرة في شمال مالي أيضا.

وتقول الاخصائية الاجتماعية سارا جاري لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ بدء انتشار الجماعات الإرهابية في مالي، فإن الكثير من اللائي لجأن إلى مراكز العناية الاجتماعية بعد تعرضهن للاغتصاب أو العنف في مناطق الحرب، يواجهن صعوبة كبيرة في تخطي التأثيرات النفسية للجرائم التي تعرضن لها".

وفي الصومال، كانت النساء من أكثر الفئات المستهدفة في الهجمات التي شنتها خلال الفترة الأخيرة حركة الشباب الإرهابية.

ورصدت منظمات دولية زيادة بنسبة 200 بالمئة في حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي في الصومال.

واستهدفت أكثر الهجمات الدموية التي نفذتها حركة الشباب؛ أمينة محمد عبدي التي فازت بمقعد في البرلمان في سن مبكرة للغاية. وقبل ذلك بأشهر قليلة، قتلت حركة الشباب حبق أبو بكر، مستشار شؤون المرأة في مكتب رئيس الوزراء الصومالي.

كما تستهدف الحركات الإرهابية بشكل خاص الناشطات والنساء العاملات في الدوائر المحلية والوطنية في الصومال.

وفي الأشهر الأخيرة، تلقت سعدية سماتر، وهي أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس البرلمان في الصومال، تهديدات بالقتل لتحدثها بصوت عال لدعم التشريعات الداعمة لحقوق المرأة.

أرقام

44 بالمئة من النساء الإفريقيات يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 30 بالمئة وفقا لأرقام الأمم المتحدة.

80 بالمئة من قضايا العنف الجنسي في إفريقيا لا تصل إلى القضاء، إما بسبب الخوف من الملاحقة الأمنية أو الوصمة الاجتماعية.

عن "سكاي نيوز عربية"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية