تبرأت دولة لبنان من نشاط حزب الله، ومن إطلاقه (3) طائرات مسيّرة باتجاه حقل كاريش، ردّاً على الموقف الأمريكي الذي جاء على لسان المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، وعلى لسان السفيرة الأمريكية دورثي شيا.
وقد عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب لبحث الموضوع.
ميقاتي: أيّ تحركات غير رسمية في الخلاف مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية خطيرة وغير مقبولة
وانتقدت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي أيّ تحركات غير رسمية في الخلاف مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، واعتبرت أنّ أيّ خطوة غير رسمية في هذا الملف خطيرة وغير مقبولة، وفق وكالة الأنباء الوطنية.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي أنّ لبنان يعتبر أنّ أيّ عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي الذي تُجرى فيه المفاوضات غير مقبول ويُعرّض لبنان لمخاطر لا داعي لها.
من جهته، ذكر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أنّ البحث "تطرق إلى الوضع في الجنوب، وموضوع المسيّرات الـ3 التي أطلقت في محيط المنطقة البحرية المتنازع عليها، وما أثارته من ردود فعل عن جدوى هذه العملية التي جرت خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي، خصوصاً أنّ المفاوضات الجارية بمساعٍ من الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين قد بلغت مراحل متقدمة".
بوحبيب: لبنان يعتبر أنّ أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة، والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرّض لبنان لمخاطر هو في غنى عنها
وأضاف: "وفي هذا الإطار، فإنّ لبنان يجدد دعمه مساعي الوسيط الأمريكي للتوصل إلى حل يحفظ كامل الحقوق اللبنانية بوضوح تام، والمطالبة في الإسراع في وتيرة المفاوضات. كما أنّ لبنان يعوّل على استمرار المساعي الأمريكية لدعمه وحفظ حقوقه في ثروته المائية، ولاستعادة عافيته الاقتصادية والاجتماعية".
وأكد أنّ لبنان "يعتبر أنّ أيّ عمل خارج إطار مسؤولية الدولة، والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرّض لبنان لمخاطر هو في غنى عنها، ومن هنا نهيب بجميع الأطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية، والالتزام بما سبق وأعلن بأنّ الجميع من دون استثناء هم وراء الدولة في عملية التفاوض. كما أنّ لبنان يجدد المطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لسيادته بحراً وبراً وجواً".
الحكومة اللبنانية تناقض نفسها فهي لا تُعارض سلاح الحزب الذي يطالب الكثير من اللبنانيين بسحبه لكنّها ترفض استخدامه
وقد نفذ حزب الله عمليته يوم السبت، بعد جهود طويلة الأمد وغير مثمرة حتى الآن بوساطة أمريكية للاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين بالقرب من منطقة اكتشفت فيها إسرائيل كميات كبيرة من الغاز الطبيعي.
هذا، وكشف رفض رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب إرسال حزب الله لطائرات مسيّرة استطلاعية إلى المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل عند حقل "كاريش" للغاز، كشف تناقض الحكومة اللبنانية التي لا تعارض سلاح الحزب الذي يطالب الكثير من اللبنانيين بسحبه، لكنّها ترفض استخدامه.
ووفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية، فإنّ التصعيد المفاجئ لحزب الله في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل أعاد الجدل بشأن استخدام الحزب لسلاحه خدمة لأجندته الخاصة والأجندة الإيرانية، دون أخذ مصلحة لبنان بعين الاعتبار.
وكان الجانب الأمريكي الذي يقود مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل قد اعترض على مناورات حزب الله، معتبراً أنّ هذا الأمر سيؤثر سلباً على الموضوع.