لاعبو كرة القدم والفنانون الإيرانيون يتحدون الولي الفقيه: لكم الشرطة فقط

لاعبو كرة القدم والفنانون الإيرانيون يتحدون الولي الفقيه: لكم الشرطة فقط

لاعبو كرة القدم والفنانون الإيرانيون يتحدون الولي الفقيه: لكم الشرطة فقط


27/11/2022

ما تزال الاحتجاجات المندلعة في إيران تهدد نظام الملالي، بينما تواصل نشاطها لأكثر من شهرين، في غالبية مدن وأقاليم طهران. اللافت في التظاهرات، التي تقودها طالبات المدارس الثانوية والجامعات، أنّها تحظى بدعم النخبة الإيرانية، بما يكشف عن غياب الولاء للنظام بين صفوف المثقفين والفنانين والرياضيين. هذا الانسحاب من مربعات للنظام وانكشاف الفراغات التي تعري هشاشة "آيات الله" في مواجهة انتفاضة شعبية ومجتمعية تباغتهم بتكتيكات وتحركات جديدة، فضلاً عن اصطفاف فئات وقطاعات متفاوتة، يؤكد أنّ العصا الأمنية الغليظة باتت السبيل الوحيد الذي تستمد منه السلطة شرعيتها. 

دعم النخبة الإيرانية للمحتجين

لم تتوقف، للحظة، مبادرات التضامن تجاه المحتجين من قبل نجوم الفن والرياضة، وذلك حتى قبل مقتل الشابة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، على يد أفراد دورية "شرطة الأخلاق" بدعوى "حجابها السيء". وقبل هذه المحطة القصوى من التصعيد، كشف العديد من نخبة المجتمع الإيراني عن رفضهم لممارسات السلطة القمعية، وإدارتهم الأمنية لملف الحجاب وفرضه قسراً على المرأة.

لاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم، علي كريمي، تسببت تغريداته ومواقفه في غضب وهجوم الحرس الثوري ضده، لا سيما أنّ المتظاهرين رددوا اسمه في مسيراتهم التي تجوب شوارع طهران. وعمدت المنصات الإعلامية المقربة من الحرس الإشارة إلى أنّه يقيم خارج البلاد، وقد انتقل إلى الإمارات استعداداً للهجرة إلى كندا. غير أنّ لاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم قال: "هذا العار لن يمحى بأيّ شيء".

المعارض الإيراني علي رضا اسدزاده: التظاهرات تطوق نظام الولي الفقيه

ويكاد لا يختلف موقف اللاعب السابق في المنتخب الوطني، مهدي مهدوي كيا، الذي يشرف على المنتخب الأولمبي الإيراني، عن سابقه، إذ كتب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، موجهاً حديثه إلى الحكومة "لا يمكن أن يعيش أبناؤكم برفاه وهدوء في الطرف الآخر من العالم، بينما تريدون من الشعب الإيراني أن يأكل الخبز الجاف والملابس المتهرئة". وتابع: "لا يمكن أن تدفن فتاة مثل مهسا أميني ويعيش أبناؤكم في الطرف الآخر من الدنيا. بدلاً من حل قضايا الناس وتلبية طلبات فئات المجتمع يقومون بقمعهم".

دعم النخبة الإيرانية للاحتجاجات، يفضح غياب التأثيرات الأيديولوجية التقليدية التي تتسلل عبر الإعلام والصحف والتعليم وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية الدعائية على أجيال عديدة في إيران

الممثلة الإيرانية الشهيرة، والحائزة على جوائز فنية عالمية، ترانة عليدوستي، لا تتوقف عن دعم الاحتجاجات، مع الأخذ في الاعتبار أنّها ما تزال تعلن عن وجودها داخل إيران. ففي مطلع الشهر الحالي، نشرت عليدوستي صورة لها عبر "انستغرام" وهي من دون حجاب بينما حملت ورقة مكتوب عليها: "المرأة. الحياة. الحرية".

"نبغضكم..."

وذكرت الفنانة الإيرانية على حسابها في "إنستغرام": "أقف بكل وجودي إلى جانبكم وسأبقى". وقالت: "لا يوجد لي اتجاه سوى الناس، وحقوقهم ومستقبلهم وأهدافهم. أنا هنا بالقرب منكم، وقلبي يعتصره الألم من أجل كل الدماء التي تمت إراقتها".

كما هاجمت الممثلة مريم باليزبان النظام، وخاطبت ممثليه قائلة: "نبغضكم... المرأة والسينما والمسرح والفن والثقافة والعلم والدين وإيران ليسوا ملككم". وتابعت: "ما تملكونه هي دوريات الشرطة".

غير أنّ الممثلة الإيرانية كتايون الرياحي، والتي اشتهرت بدور الشخصية التاريخية "زليخا" في مسلسل النبي "يوسف"، قد تم اعتقالها، مؤخراً، بحسب ما أعلنت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وفي حديثه لـ"حفريات"، يوضح عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، علي رضا، أنّ النظام في طهران يواجه أصعب التحديات السياسية والأمنية منذ عام 1979، مضيفاً أنّ طبيعة الصراع، الآن، تكشف عن رفض النظام السياسي برمته؛ بل إنّ غياب الحماية عنه يعد المؤشر الأبرز "فلم تعد الاحتجاجات كما في السابق للمطالبة بتخفيف القيود أو مساندة الإصلاحيين على حساب الجناح الأصولي المتشدد".

المعارض الإيراني علي رضا اسدزاده لـ"حفريات: أرغم النظام الايراني لاعبي المنتخب الوطني على المشاركة في حفل بحضور الرئيس الإيراني وتم إجبار اللاعبين على إعلان ولائهم للنظام

ويتابع: "دعم النخبة الإيرانية للاحتجاجات، يفضح غياب التأثيرات الأيديولوجية التقليدية التي تتسلل عبر الإعلام والصحف والتعليم وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية الدعائية على أجيال عديدة في إيران. فلم تعد هذه الأجيال ترى في حيز الجمهورية الإسلامية ثمة انتماء أو ارتباط، وبالتالي، لا تعدو مواقف النخبة كونها أمراً مباغتاً، بل نتيجة طبيعية على خلفية النفور التلقائي من القيود والتشدد واللجوء إلى أدوات البحث العالمية والاستفادة من التكنولوجيا والعولمة".

وقبل أيام، نشرت فرزانه جمامي مدربة فريق "كنكو" لكرة السلة للسيدات، في إيران، صورة جماعية لها ولاعبات فريقها من دون دون حجاب. وكتبت: "علمي ابنتك أنكِ ذات قيمة ولا يمكن تعويضك. لا تخفي نفسك. وقاومي".

اختطاف لاعبين

يتعين النظر إلى أنّ هناك درجة قصوى من التحريض يقودها المخرج الإيراني أصغر فرهادي، والذي حصل على جائزة أوسكار مرتين، لكسب التضامن العالمي مع المتظاهرين، وتوجيه الأنظار إلى تحركاتهم وأنشطتهم الثورية المناهضة لنظام "الحكم الديني"، وفق ما يوضح المعارض الإيراني، مهيم سرخوس لـ"حفريات".

وكان فرهادي، الذي حرّض المنخرطين في قطاع السينما على دعم المحتجين، قد ظهر في بث مباشر على "انستغرام" ووصف "النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن الإنسانية إلى جانب الرجال" بأنّهن "يبحثن عن حقوق بسيطة لكنها أساسية حرمتهن منها الدولة لسنوات". وتابع: "لقد سلك هذا المجتمع، وخصوصاً هؤلاء النساء، طريقاً قاسية ومؤلمة للوصول إلى هذه النقطة، وقد بلغن بوضوح حالياً محطة مفصلية".

وأضاف فرهادي: "لقد رأيتهن عن كثب خلال هذه الليالي: معظمهن يافعات في سن السابعة عشرة أو العشرين". وتابع: "رأيت الغضب والأمل في وجوههن وطريقة سيرهن في الشوارع. أحترم بشدة نضالهن من أجل الحرية وحقهن في اختيار مصيرهن، رغم كل الوحشية التي يتعرضن لها".

إذاً، مر أكثر من شهرين على اندلاع التظاهرات التي تطوق نظام "الولي الفقيه"، ومنذ اللحظة الأولى "كان هناك دعم ملحوظ من قبل النخبة الإيرانية"، حسبما يوضح المحلل السياسي والمعارض الإيراني، علي رضا اسدزاده، مشيراً في تصريح لـ"حفريات" إلى دعم عدة نجوم في قطاعات مختلفة للاحتجاجات؛ مثل علي كريمي وعلي داعي من نجوم كرة القدم القدماء، بالإضافة إلى استقالة أقدم مذيع تلفزيوني وهو مهران مديري.

وكانت هناك دعوات لاستبعاد فريق النظام الإيراني من المشاركة في بطولة كأس العالم، مثلما استبعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المنتخب الروسي. يقول رضا اسدزاده.

ويختم: "أرغم النظام الايراني لاعبي المنتخب الوطني على المشاركة في حفل بحضور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وتم إجبار اللاعبين على إعلان ولائهم للنظام، مما أثار غضب عموم الشعب الإيراني".

مواضيع ذات صلة:

إيران... النظام والثورة والمرأة

قتلى وجرحى... الاحتجاجات الإيرانية تتوسع والنظام يهدد ويواجه الشارع بهذه الطرق

استقبال الحوثيين في إيران.. ما الرسالة التي يريدون إيصالها؟

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية