كيف حول أردوغان "الهلال الأحمر" من مؤسسة إغاثية إلى شركة؟ معارض تركي يجيب

كيف حول أردوغان "الهلال الأحمر" من مؤسسة إغاثية إلى شركة؟ معارض تركي يجيب


16/08/2022

الهلال الأحمر التركي بات محط أنظار، بعد الكشف عن فضائح فساد ومخالفات عدة في الأعوام الأخيرة؛ ممّا دفع البرلماني المعارض عن حزب الشعب الجمهوري جورسال تكين إلى تقديم استجواب في البرلمان التركي، حول وضع مؤسسة الهلال الأحمر الذي "تحوّل من مؤسسة إغاثية إلى شركة تجارية"، على حدّ تعبيره.

وبحسب صحيفة "زمان" التركية، قدّم تكين طلب الاستجواب إلى فؤاد أوقطاي نائب الرئيس، وأشار إلى أنّ الهلال الأحمر التركي كان منظمة إغاثة عريقة في تركيا، قائلاً: "كان الهلال الأحمر، الذي سُمّي على اسم مؤسس جمهوريتنا مصطفى كمال أتاتورك، منظمة يتم فيها تمثيل كرم الأمّة التركية".

الهلال الأحمر التركي بات محط أنظار؛ ممّا دفع البرلماني المعارض جورسال تكين إلى تقديم استجواب في البرلمان التركي

خضع الهلال الأحمر التركي إلى العديد من التغييرات التي تمهد لما أطلق عليه تكين "نهب المؤسسة" الإغاثية، فقد قال: "تم إجراء العديد من التغييرات مؤخراً التي من شأنها أن تمهد الطريق لنهب المؤسسة، ويعمل الهلال الأحمر كامتداد للحزب الحاكم، ويملأ كوادره أعضاء الحزب الحاكم"؛ ممّا أدى إلى تراجع الثقة بالهلال الأحمر "في نظر أمّتنا".

واعتبر تكين أنّ الهلال الأحمر، الذي تأسس للمساعدات الإنسانية، تحوّل إلى "شركة هادفة للربح على الرغم من كل الاعتراضات، فقد أصبح الهلال الأحمر التركي رسمياً شركة قابضة"، لافتاً إلى أنّ تلك المنظمة الخيرية فقدت وظيفتها، وتحولت إلى شركة تشتري وتبيع البضائع.

وتابع تكين: "على هذا النحو، طغت أنشطة الهلال الأحمر التي تتعارض مع هدف تأسيسه بشكل خطير على هيبة المؤسسة. هل سمعت يوماً عن مؤسسة خيرية تتكون من (11) شركة، و(11) مديراً عامّاً، إضافة إلى مدير تنفيذي واحد، ونائب رئيس تنفيذي واحد، والعديد من المستشارين؟".

 فساد الهلال الأحمر التركي

في عام 2020 رفعت وزارة الداخلية دعوى قضائية ضد مسؤولي الهلال الأحمر حول أسلوب التصرف في التبرعات والمساعدات المقدمة للمؤسسة، وفي ختام التحقيقات قضت السلطات بتغريم رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك (344) ألف ليرة، وتغريم المدير العام للمؤسسة، إبراهيم ألتان (70) ألف ليرة، بتهمة "إساءة استخدام الثقة الممنوحة لهم".

وتعالت في ذلك العام المطالبات بعزل رئيس الهلال الأحمر في تركيا، بعد ظهور واقعة تحويل الهلال أموال تبرعات حصل عليها من شركة للغاز إلى وقف الأنصار الذي يتبع حزب العدالة والتنمية الحاكم، بغرض مساعدة الشركة في الحصول على إعفاء ضريبي.

البرلماني المعارض عن حزب الشعب الجمهوري: يعمل الهلال الأحمر كامتداد للحزب الحاكم، ويملأ كوادره أعضاء الحزب الحاكم

وفي العام التالي 2021 كشفت تحقيقات لوزارة الداخلية أنّ إمره أيتار المنسق السابق لفرع الهلال الأحمر التركي في سنجاك تبه بإسطنبول، و(11) شخصاً آخرين، يقومون بالاستيلاء على المعاطف والسراويل والسترات التي تنتجها المصانع للهلال الأحمر، ويقومون ببيعها في أسواق الأحياء مثل "بانديك، جاماك قوي، كيركلارلي، تاكيرداغ، كوجايلي"، وأنّ هناك أضراراً بحوالي (4) تريليون ليرة جرّاء هذا.

وكان الرأي العام في تركيا قد أبدى العام الماضي اهتماماً بالتساؤل حول مصير الرسوم المحصلة لمواجهة مخاطر الزلزال، التي يبلغ إجمالي قيمتها منذ عام 2004 حوالي (65) مليار ليرة، وذلك بعد طلب الهلال الأحمر التركي تبرعات من المواطنين.

وأصبح الهلال الأحمر التركي يعمل وفق أجندة سياسية يضعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي حوّل المؤسسة الإغاثية إلى قوة ناعمة للتدخل في عدد من الدول، ومن بينها أفغانستان، ويشير تقرير نشره موقع "نورديك مونيتور" إلى أنّ أردوغان يدير شبكة جهادية في أفغانستان، وكشف تقرير لـ"فويس أوف أمريكا" أنّ الهلال الأحمر التركي قدّم مساعدات للأفغان عقب زلزال حزيران (يونيو) الماضي. ويعتقد مراقبون أنّ "الهلال الأحمر" التركي شأنه شأن العديد من أدوات القوة الناعمة لأردوغان للسيطرة على المجتمعات، ولا سيّما المجتمع الأفغاني، حيث تدير أنقرة عدداً من المدارس الدينية، التي شهدت حشداً غير مسبوق لدعم أردوغان، فقد قام الطلبة بتأدية التحية العسكرية التركية وارتداء الزي العسكري التركي وتحية أردوغان.

وبينما قطعت دول كثيرة العلاقات الدبلوماسية مع أفغانستان بعد عودة طالبان إلى السلطة العام الماضي، نشطت تركيا، العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي له وجود دبلوماسي في الدولة التي مزقتها الحرب، على جبهات عديدة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية