كشف حقيقة فصائل أردوغان في ليبيا‎

كشف حقيقة فصائل أردوغان في ليبيا‎


13/07/2020

محمد نافع

لفت انتباهي تقرير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يذكر فيه وصول عدد القتلى من المرتزقة الذين تم نقلهم عن طريق تركيا إلى جبهات القتال في ليبيا إلى 470 قتيلاً، إذ يوجد حاليا أكثر من 15 ألف مقاتل أغلبهم يتبعون جماعات متطرفة كانت تقاتل في سوريا تم الزج بهم عن طريق أردوغان للقتال في بلد عربي آخر لا ناقة لهم ولا جمل فيه، وهم نفسهم الذين كان يرسلهم تارة لمقاتلة الأكراد لتصفية حساباته معهم، وتارة أخرى يرسلهم لدولٍ عربية أخرى لتحقيق مصالحه. قد يتبادر إلى ذهنك: ما الغاية المرجوة من استخدام أردوغان الآلاف من المرتزقة للزج بهم في ساحات القتال وفي معارك تخدم مشاريعه التوسعية ؟ 

أولا : يهدف أردوغان من إرسال 15 ألف مقاتل من بقايا الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون في سوريا إلى ليبيا كي يكسب المليارات من حكومة الوفاق مقابل ذلك. 

ثانيا : أردوغان يعلم أن جزءا كبيرا من هؤلاء المرتزقة سوف يتم القضاء عليهم بسبب المعارك ولن يعود إلا القليل منهم، وهو يرى أنهم أرخص بكثير من أي مقاتل تركي، وهو يخشى حال أرسل الجنود الأتراك أن يقتل عدد كبير منهم بالتالي ستتشكل قضية رأي عام شعبي ضده في تركيا.

ثالثا : يرى أردوغان أن هؤلاء المرتزقة باتوا يشكلون عبئا كبيرا عليه وعلى مشاريعه، لذلك يهدف بالزج بهم في ليبيا إلى التخلص منهم كما فعل سابقا باستخدامهم لمحاربة الأكراد

استغل أردوغان سابقا التعامل مع الجماعات الإرهابية من "داعش" أو "النصرة" وحصل لمدة زمنية طويلة على النفط السوري بثمن بخس وبعد ذلك استغل وجود اللاجئين السوريين في تركيا كورقة ابتزاز ضد أوروبا ليضغط عليها حتى ترسل له المليارات من الدولارات مقابل إغلاق حدود أوروبا أمامهم، فعليا حصل على المليارات وبعد ذلك استغل ملف القضية السورية وأصبح يستخدمها كورقة ضغط لتحقيق مكاسب اقتصادية مع الجانب الروسي والجانب الإيراني، وأصبح هو من يتفاوض وسلم كثيرا من المدن التي كانت تقع تحت سيطرة الفصائل والجماعات المسلحة التابعة له في سوريا، سلمها للروس وللنظام دون قتال، وبعد ذلك استخدم هؤلاء المقاتلين للزج بهم في معارك مع خصومه من الأكراد، وأيضا أرسل 15ألف مقاتل منهم إلى ليبيا كي يحصل بالمقابل على المليارات من الدولارات من الوفاق وأيضا كي تمنحه موطئ قدم وقاعدة عسكرية ليحصل على ثروات ليبيا بشكل دائم.

ولو قمنا بتتبع الفصائل والجماعات المسلحة النشطة في سوريا التي يقودها أردوغان ويحركها كما يريد، نجدهم من بقايا الجماعات الإخوانية والتي تنتهج نهجا مبنيا على أن الولاء للمرشد والحزب وليس للوطن الذي عاشوا فيه وهذا يعطينا قناعة أكبر عن خطر الإخوان في نسيج المجتمعات العربية، إذ من السهولة جدا أن يستخدمهم رموز الحزب الإخواني ليكونوا أداة لتنفيذ مشاريعهم حتى لو كلف ذلك دمار أوطانهم وخسارة أرواحهم.

لقد تعلمنا من التاريخ أنه مهما بلغ عدد المرتزقة لن يتمكنوا من تحقيق انتصار دائم على أصحاب الأرض، لذلك مهما أرسل أردوغان من "المرتزقة" إلى ليبيا لن يحقق الانتصار، فالنصر لأصحاب الأرض.

عن "العين" الإخبارية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية