قمع واعتقال وغرامات.. الحرب في غزة تكشف زيف ادعاءات أوروبا حول حرية التعبير والقضايا الإنسانية

قمع واعتقال وغرامات.. الحرب في غزة تكشف زيف ادعاءات أوروبا حول حرية التعبير والقضايا الإنسانية

قمع واعتقال وغرامات.. الحرب في غزة تكشف زيف ادعاءات أوروبا حول حرية التعبير والقضايا الإنسانية


14/10/2023

مرة أخرى تكشف دول الاتحاد الأوروبي زيف ادعاءاتها حول حرية التعبير، وموقفها من القضايا الإنسانية، وحقوق المدنيين، وازدواجية المعايير لديها، وتكشف أيضاً وقوفها إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، ودعمها للعمليات الحربية التي قُتل فيها آلاف الأطفال والنساء في قطاع غزة.

 ولم يقتصر موقفها الداعم لإسرائيل على وقف المساعدات للفلسطينيين، كما فعلت المجر وألمانيا والنمسا والدنمارك وبريطانيا وفرنسا؛ بل تجاوزها ليصل إلى مستوى قمع مواطنيها، ورفض أيّ تحرك مساند للفلسطينيين على أراضيها.

 في فرنسا، شهدت العاصمة باريس قمع الشرطة الفرنسية مظاهرات داعمة لفلسطين ومتضامنة مع قطاع غزة، بعد تعرضه لقصف مكثف من طيران الاحتلال الإسرائيلي منذ السبت الماضي.

 واستخدمت الشرطة قنابل الغاز وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين المطالبين بوقف قصف قطاع غزة المتواصل، الذي خلف آلاف الشهداء والجرحى ودماراً واسعاً في المباني السكنية والمرافق الحيوية، وفق ما نقلت وكالة (رويترز).

 وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قد قرر في وقت سابق حظر المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء البلاد، غير أنّ ذلك لم يمنع خروج مسيرات في باريس للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على غزة.

أعلنت الشرطة البريطانية أمس أنّها اعتقلت شابة تبلغ (22) عاماً، للاشتباه بإلقائها كلمة مؤيدة للفلسطينيين

 كما خرجت أمس مظاهرات في مدن فرنسية أخرى، منها ليون ومارسيليا، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وأفادت تقارير نقلتها وكالة الأنباء الألمانية باستخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ووثقت مقاطع مصورة نشرها ناشطون على منصات التواصل جوانب منها، مبُرّرة ذلك بـ "خطر الإخلال بالنظام العام".

ووفقاً لبيان لشرطة باريس، نقلته قناة (تي آر تي)، فُرضت غرامات على (24) شخصاً ممّن شاركوا في المظاهرة، واعتقل (10) أشخاص.

 وكانت السلطات النمساوية قد قمعت مظاهرة خرجت نصرة لأهالي غزة، وأصدرت الشرطة تصريحاً بحظر المظاهرة بعد إعادة تقييمها للموقف، مشيرة إلى أنّها ستتسبب في حدوث تكدير للأمن العام، وتعريض المصالح العامة للخطر، مع توقعات بحدوث اشتباكات عنيفة، وفق وصفها، وفق وكالة (سبوتنيك).

لم يقتصر موقفها الداعم لإسرائيل على وقف المساعدات للفلسطينيين، بل تجاوزها ليصل إلى مستوى قمع مواطنيها

 

 ومن جانبها، حظرت شرطة العاصمة الألمانية برلين الأربعاء الماضي خروج مظاهرات داعمة لفلسطين ومتضامنة مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

 وشهدت العاصمة مواجهات بين المتظاهرين والشرطة التي ألقت القبض على عدد منهم، وقد اتهم منظمو المسيرات التضامنية مع الفلسطينيين شرطة برلين بالعنصرية.

 وقالت "مبادرة فلسطين": إنّه "تمّ حظر المسيرات لأسباب عنصرية، إلّا أننا لن نسكت...، سنعلن عن الخطوات القادمة لإيصال القضية الفلسطينية إلى شوارع برلين".

وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تحث الشرطة على استخدام إجراءات صارمة لوقف مظاهرات نصرة الفلسطينيين

 وفي بريطانيا أيضاً، حثت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان الشرطة على استخدام إجراءات صارمة لوقف مظاهرات نصرة الفلسطينيين، فور الإعلان عن أخبار عملية "طوفان الأقصى"، وتنظيم مظاهرات كرنفالية أمام السفارة الإسرائيلية بالعاصمة لندن.

 ووفق ما أوردت شبكة (روسيا اليوم)، فإنّ الإجراءات الأمنية لم تثنِ الجالية العربية والفلسطينية ويهود مؤيدين للقضية الفلسطينية، عن الحضور بقوة، وقامت الشرطة بدفع الصحفيين وإبعادهم، وهو ما أثار غضب بعض المتظاهرين.

وأعلنت الشرطة البريطانية أمس أنّها اعتقلت شابة تبلغ (22) عاماً، للاشتباه بإلقائها كلمة مؤيدة للفلسطينيين الذين يخوضون كفاحاً مسلحاً ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

كانت السلطات النمساوية قد قمعت مظاهرة خرجت نصرة لأهالي غزة

 وقالت الشرطة، في بيان نقلته شبكة (بي بي سي): إنّ الشابة اعتُقلت بموجب قانون الإرهاب بعد التحقيق في كلمة ألقتها خلال تظاهرة احتجاجية يوم الأحد الماضي في مدينة برايتون.

 ومن المواقف الأوروبية أيضاً المتعلقة بقطع المساعدات عن الفلسطينيين، علّق الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين الماضي مساعداته التنموية للفلسطينيين، وقرر إعادة تقييم جميع برامجه الحالية وتأجيل ميزانيات مشاريع عام 2023 كافة حتى إشعار آخر.

 وقال المفوض أوليفر فارهيلي عبر منصة (إكس): إنّهم علّقوا على الفور جميع المدفوعات لفلسطين، مضيفاً أنّ برنامج المساعدة التنموية الذي علّقوه يبلغ (691) مليون يورو، وفق وكالة (فرانس برس).

قمعت الشرطة الفرنسية مظاهرات داعمة لفلسطين ومتضامنة مع قطاع غزة، واستخدمت الشرطة قنابل الغاز وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين

 

 وأشار متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل إلى أنّ قرار الاتحاد الأوروبي يأتي في إطار أنّه لا يموّل "سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة" حركة (حماس)، على حدّ تعبيره.

 هذا، وقررت ألمانيا والنمسا يوم الثلاثاء الماضي تجميد مساعداتهما الثنائية للطرف الفلسطيني.

 وكانت برلين قد ضمنت "وثيقة الأمن الوطني" الصادرة في شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي تأكيدات مفادها أنّ ألمانيا "تتحمل مسؤولية الدفاع عن حق إسرائيل في الوجود"، وأنّها تعتبر علاقتها بها شبيهة، وفي المستوى نفسه، لعلاقاتها مع شركائها الأوروبيين.

 كما أعلنت الدنمارك والسويد تعليق معوناتهما التنموية للفلسطينيين، فيما المساعدات الإنسانية متواصلة.

  وأشارت كوبنهاغن إلى أنّها "أطلقت دراسة لضمان أنّ الأموال الدنماركية لا يُساء استخدامها، وخاصة لدعم منظمات تهاجم إسرائيل بشكل غير مباشر".

 وكانت كوبنهاغن قد رصدت (31.6) مليون يورو كمساعدات تنموية لعام 2023، وهذا المبلغ تم تجميده.

قررت ألمانيا والنمسا يوم الثلاثاء الماضي تجميد مساعداتهما الثنائية للطرف الفلسطيني

 يُذكر أنّ كتائب (عز الدين القسام) وغيرها من فصائل المقاومة تشنّ منذ يوم السبت الماضي عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقتلت أكثر من (1300) إسرائيلي، وتمكنت من أسر أعداد كبيرة، وفق أرقام إسرائيلية.

 ومن جانبها، ردّت إٍسرائيل بقصف المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد في قطاع غزة، ممّا أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال.

مواضيع ذات صلة:

أدلة على فظائع إسرائيل في غزة: ما تعريف الحيوانات البشرية؟

"طوفان الأقصى": هل تتحرك واشنطن لكبح صعود إيران وروسيا

العراق: الصدريّون يتظاهرون نصرةً للقضية الفلسطينية... والحكومة ترسل مساعداتها عبر مصر




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية