العراق: الصدريّون يتظاهرون نصرةً للقضية الفلسطينية... والحكومة ترسل مساعداتها عبر مصر

العراق: الصدريون يتظاهرون نصرةً للقضية الفلسطينية... والحكومة ترسل مساعداتها عبر مصر

العراق: الصدريّون يتظاهرون نصرةً للقضية الفلسطينية... والحكومة ترسل مساعداتها عبر مصر


14/10/2023

غصت ساحة التحرير في العاصمة بغداد أمس الجمعة بالحشود الجماهيرية التي خرجت في احتجاج دعا إليه زعيم (التيار الصدري) مقتدى الصدر، نصرةً للقضية الفلسطينية، ومساندة قطاع غزة المحاصر منذ أيام، وقد امتلأ وسط العاصمة بآلاف المحتجين الذي رفعوا أعلام فلسطين والعراق معاً.

وحذّر زعيم (التيار الصدري) خلال كلمته الملقاة في صلاة الجمعة الموحدة، الإدارة الأمريكية من "الزحف" نحو الشرق الأوسط، بهدف دعم إسرائيل، مطالباً جميع العراقيين بتجهيز "قافلة الطوفان" من الماء والطعام، وإرسالها إلى قطاع غزة المحاصر.

ومنذ ليلة الخميس توافد العديد من أنصار التيار الصدري إلى ساحة التحرير البغدادية، استعداداً لإقامة صلاة الجمعة الموحدة في ساحة نفسها، بناءً على دعوة زعيم التيار الإثنين الماضي، الذي دعا إلى تظاهرة مليونية من أجل نصرة القضية الفلسطينية.

ودخلت القوات الأمنية العراقية باستنفار عام بعد التحشيد الجماهيري للتظاهرة الصدرية وسط العاصمة بغداد، حيث انتشرت القطعات الأمنية أمام مقار السفارات الأجنبية، خشية استهداف سفارة ما، على غرار ما حدث للسفارة السويدية ببغداد، في مظاهرة سابقة نددت بحرق المصحف الشريف على يد لاجئ عراقي في السويد.

"القدس لنا ليس شعاراً"

وارتدى المتظاهرون الأكفان البيضاء زيّاً موحداً لهم، في إشارة الى استعدادهم للمواجهة والتضحية في أيّ وقت. ونقلت صلاة الجمعة المركزية التي يقيمها الصدريون من مسجد الكوفة إلى ساحة التحرير وسط بغداد.
ونابَ عن الصدر الخطيب مهند الموسوي، الذي تلا كلمة زعيم التيار، قائلاً: إنّ "التظاهرة المليونية اليوم هي مساندة للحقّ الفلسطيني المغصوب"، وإنّ "القدس لنا ليس مجرد شعار، وإسرائيل كيان غاصب لأرضنا وقدسنا".

 الحكومة العراقية ترسل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر مصر

ولفت إلى أنّ "كل الشعوب العربية والإسلامية على استعداد للتضحية بالغالي والنفيس وتنتظر كلمة واحدة". مبيناً أنّ "الكيان الصهيوني إرهابي بكل ما للكلمة من معنى، وعنصري، وهو عازم على إرهاب المؤمنين في غزة".

وخاطب الصدر الرئيس بايدن: إنّ "زحفك نحو الشرق الأوسط سيُسبب لك ما لا تتوقعه من ردّة فعل، لا من الخانعين، بل من المجاهدين في فلسطين، ومن يؤازرهم، وكلُّ الشعوب العربية والإسلامية على أهبة الاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس، وإنّها تنتظر إشارة واحدة من ذوي الإيمان والصلاح والعلم الجهاد، لا من الفاسدين والمهادنين".

ودعا الصدر العراقيين إلى تجهيز "قافلة الطوفان" من الماء والطعام، وتحضيرها، قائلاً: عسى أن نستطيع إيصالها لأهلنا في غزة بعد التنسيق مع سوريا أو مصر، وإن لم نستطع، فتلك وصمة عار في جبين التاريخ الإسلامي والعربي".

فعاليات حكومية

من جانب آخر، وجّه رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني توجيهاً بإرسال مساعدات إنسانية لقطاع غزة بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية.

وذكر بيان للمتحدث باسم الحكومة باسم العوادي أنّه "تأكيداً لمواقف العراق الثابتة والمبدئية من القضية الفلسطينية، وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني  بإرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني".

وأشار العوادي إلى أنّ إرسال المساعدات سيجري "بالتنسيق مع السلطات المصرية لغرض إيصال المساعدات التي تتضمن مستلزمات طبية وعلاجية، واحتياجات إنسانية عاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق".

مقتدى الصدر يطالب العراقيين بتجهيز "قافلة الطوفان" من الماء والطعام، وإرسالها إلى قطاع غزة المحاصر عبر مصر أو سوريا.

وفي يوم اندلاع عمليات "طوفان الأقصى" السبت الماضي أجرى السوداني اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ناقش فيه تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وأكد الجانبان "أهمية وحدة الموقف العربي والإسلامي إزاء ما يتعرض له أبناء شعبنا الفلسطيني، والدفاع عن مقدساته وأمنه وحقوقه المشروعة، التي انتهكتها قوات الاحتلال الصهيوني".

وشدد السوداني والسيسي في اتصالهما على "ضرورة التحرك العاجل لتجنّب المزيد من العنف الذي ستنعكس تأثيراته الخطيرة على المنطقة، وأن يأخذ المجتمع الدولي دوره في وقف السياسات العنصرية، والعمل على حفظ حقّ الشعب الفلسطيني في العيش الكريم على أرضه".

تحركات نيابية

بالمقابل، كشف نائبان عراقيان عن تحرك لعقد جلسة طارئة للبرلمان بنية إصدار قرارات تدعم فلسطين إثر الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى".

رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون ياسر صخيل المالكي قال: إنّ كتلته ستتبنى مشروع قرار "يدعو الحكومة لتسيير قوافل الدعم الإنساني إلى أهلنا في غزة من المدنيين المحاصرين".

الخطيب مهند الموسوي يلقي كلمة مقتدى الصدر في خطبة صلاة الجمعة بساحة التحرير

وأضاف عبر حسابه في منصة (إكس): إنّ القرار سينص على مفاتحة الجانب المصري لاستحصال الموافقات اللازمة وبالسرعة القصوى "انطلاقاً من بيان سماحة الإمام السيستاني الداعم للأشقاء في غزة الصمود".

أمّا النائب يوسف الكلابي، فقد أكد أنّه "يقوم بجمع تواقيع لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب لإصدار قرارات دعم وإسناد للشعب الفلسطيني"، معتبراً أنّ ذلك "أقلّ ما يمكن تقديمه للشعب الذي يتعرض للإبادة الجماعية، ولجرائم يندى لها جبين الإنسانية".

نائبان عراقيان يكشفان عن تحرك لعقد جلسة طارئة للبرلمان بنية إصدار قرارات تدعم فلسطين، إثر الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد عملية "طوفان الأقصى"

وكان مكتب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني قد أصدر مساء الأربعاء الماضي بياناً استنكر فيه حصار الاحتلال الإسرائيلي الخانق على غزة، وقطع الماء والغذاء والدواء، وضروريات الحياة الأخرى، وقال: إنّ الاحتلال يريد بذلك الانتقام منهم، وتعويض خسارته المدوّية، وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة.

كما استنكر البيان صمت العالم، بل ومساندة "هذه الأعمال الإجرامية وتبريرها بذريعة الدفاع عن النفس"، على حدّ وصفه، داعياً إلى "الوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع، ومنع تمادي قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم".

وقال: إنّ "إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم ـ المستمرة منذ (7) عقود ـ بنيله لحقوقه المشروعة، وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة، هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فسوف تستمر مقاومة المعتدين، وتبقى دوّامة العنف تحصد مزيداً من الأرواح البريئة".

مواضيع ذات صلة:

أدلة على فظائع إسرائيل في غزة: ما تعريف الحيوانات البشرية؟

"طوفان الأقصى": هل تتحرك واشنطن لكبح صعود إيران وروسيا؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية