"طوفان الأقصى": هل تتحرك واشنطن لكبح صعود إيران وروسيا؟

"طوفان الأقصى": هل تتحرك واشنطن لكبح صعود إيران وروسيا؟

"طوفان الأقصى": هل تتحرك واشنطن لكبح صعود إيران وروسيا؟


12/10/2023

"رغم عدم وجود أدلة دامغة"، لدعم إيراني واضح لحركة حماس في "طوفان الأقصى"، إلا أنّ مسؤولين أمريكيين كشفوا لشبكة سي إن إن الأمريكية، أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بصدد التحقق من طبيعة الدور الإيراني ومدى تورط طهران أو ضلوعها في تنفيذ والتخطيط للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل.

 وأكد المسؤولون الأمريكيون أنه "لا يمكن إنكار تاريخ إيران في مساعدة حماس"، إثر التطورات الأخيرة في غزة والتي كشفت عن دور إيراني بقيادة قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، الذي زار لبنان، بشكل سري، للقاء عدد من الفصائل المسلحة، مؤخراً،

لقد قدموا الدعم

ووفق المصادر التي تحدثت للشبكة الأمريكية فإنّ "إيران موجودة في الصورة"، مردفة: "لقد قدموا الدعم على مدار سنوات لحماس وحزب الله". وأكد المسؤولون الأمريكيون أنّ العلاقات المتينة القائمة منذ سنوات بين حماس وحزب الله تؤشر إلى وجود تعاون محتمل بداية من التدريب والتمويل مروراً بتوفير السلاح وحتى الاشتراك في العملية ميدانياً.

وقال عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي إنّ "علاقات إيران الوثيقة مع حماس والدعم المالي والعملياتي تجعل من المحتمل أن يكون لها دور في هذا".

ووفق وزير الخارجية أنتوني بلينكن: "في هذه الحالة المحددة، لم نر بعد دليلاً على أنّ إيران وجهت هذا الهجوم بالتحديد أو كانت تقف وراءه".

 وأعلن السفير الإسرائيلي في العاصمة الألمانية برلين، رون بروسور، بأنّه ليست "حماس" وحدها المسؤولة عن الهجوم بل إيران أيضاً. وقال: "الأمر المؤكد بالنسبة لنا أنّ إيران تقف وراء هذا" موضحاً أنّ إيران تحاول بذل كل ما يمكن لإدخال المنطقة في حالة حرب.

أكد المسؤولون الأمريكيون أنه لا يمكن إنكار تاريخ إيران في مساعدة حماس

وأكدت وسائل إعلام إيرانية، قبل فترة وجيزة من الأحداث الأخيرة، أنّ قاآني زار المنطقة وتحديداً سوريا بينما باشر مهامه الميدانية، كما شارك في مناورات عسكرية. واللافت أنّ المرشد الإيراني علي خامنئي أكد ضلوع إيران في الهجوم الذي شنته حماس ثم تراجع بعد ذلك، ونفى في كلمة أمام القوات المسلحة أن تكون طهران متورطة في ذلك. وقال خامنئي، الثلاثاء، إنّ أنصار إسرائيل و"بعض أفراد الحكومة الإسرائيلية أطلقوا إشاعات في هذين اليومين أو الثلاثة... وقالوا إنّ إيران تقف وراء هذه الحركة". وأضاف: "هم مخطئون، بالطبع نحن ندافع عن فلسطين وعن النضال.. لكن من يقول إنّ عمل الفلسطينيين سببه غير الفلسطينيين.. يخطئ في حساباته". كما أكد خامنئي أنّ هذا الهجوم هو "من عمل الفلسطينيين" و"نُقَبِلُ الجباه والأيادي التي صممت هذا الهجوم ونحن فخورون بهم".

تاريخ طويل

ورغم تلميحات تقارير أجنبية بوجود دعم مالي إيراني لحركة حماس، إلا أنّ المرشد الإيراني لم يفصح عن هذه النقطة، كما شدد وزير الخارجية الأمريكي على أنّ الأموال المفرج عنها مؤخراً بشأن صفقة الأسرى في السجون الإيرانية لم تستخدم في أي نطاق عسكري. وسبق لوزارة الخارجية الأمريكية أن كشفت عن المبلغ الذي تدعم به إيران حركتي حماس والجهاد، وقالت إنه يبلغ حوالي نحو مائة مليون دولار سنوياً.

وزارة الخارجية الأمريكية كشفت في وقت سابق أنّ المبلغ الذي تدعم به إيران حركتي حماس والجهاد، يبلغ حوالي نحو مائة مليون دولار سنوياً

وفي حديثه لـ"حفريات" يوضح المحلل السياسي الدكتور عبد السلام القصاص أنّ الدور الإيراني "واضح" على أكثر من مستوى، فقبل الهجوم بأيام قليلة عرج المرشد الإيراني على ضرورة وقف عمليات التطبيع في المنطقة ووصفها بأنها "مقامرة"، مؤكداً أنّ "الخسارة تنتظر هؤلاء وهم يخطئون، ويراهنون على حصان خاسر".

كما هدد موقع "نور نيوز" التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني، بشكل ضمني، الدول التي تسعى للتطبيع مع إسرائيل، وقال: "هجمات اليوم ضد إسرائيل هي رسالة واضحة لأولئك الذين يفكرون في تطبيع العلاقات مع تل أبيب".

وقبل أيام قليلة، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن قيادات في حركتي حماس وحزب الله في لبنان زعمهم أنّ الحرس الثوري الإيراني ساعد حماس في التخطيط لهجمات برية وجوية وبحرية منسقة على إسرائيل منذ أغسطس (آب)، قبل شهرين. وذكرت الصحيفة الأمريكية أنّ طهران ساهمت بدور واضح وملحوظ في تصميم العملية الحالية، وذلك نتيجة سلسلة مكثفة من الاجتماعات التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت، وآخرها كان اجتماعً بحضور إسماعيل قاآني الأسبوع الماضي والذي سبق الهجوم مباشرة، حيث تم اتخاذ القرار النهائي لتدشين العملية ضد إسرائيل. كما رجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تكون حماس تلقت مساعدات من طهران لشن هجومها ضد إسرائيل.

جغرافيا آمنة لوكلاء إيران بالمنطقة

ويقول القصاص إنّ الوضع الإقليمي الراهن يعكس صورة شديدة التعقيد في الحسابات الدولية، لا سيما أنّ الولايات المتحدة منذ فترة تخشى من تنامي النفوذ الإيراني وتعاونها الفج مع روسيا، لافتاً إلى أنّ التمدد أكثر وأكثر لإيران في سوريا يجعل النتائج السياسية والأمنية متفاقمة "فهناك بيئة جغرافية واسعة وتبدو آمنة لحركة القوى التابعة لطهران والحرس الثوري من العراق مروراً بسوريا وحتى لبنان".

القصاص: الوضع الإقليمي الراهن يعكس صورة شديدة التعقيد في الحسابات الدولية

وسبق للفريق أليكسوس غرينكويتش قائد القوات الجوية التاسعة وقائد التشكيل الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأمريكية، جنوب غربي آسيا، التصريح بأنّ "تنامي العلاقات الإيرانية - الروسية سيكون له تأثير في المنطقة، لا سيما بعد إرسال إيران الطائرات المسيّرة لروسيا، واعتبار الأخيرة مدينة لها جراء ذلك".

وتابع: "لا يمكنني الحديث نيابة عن الإسرائيليين، لكن تنامي الروابط بين روسيا وإيران يمنح إيران التمدد أكثر في سوريا لتهدد إسرائيل، وهذا يثير مخاوف الولايات المتحدة. إسرائيل من أهم حلفائنا في المنطقة، ولدينا علاقات متينة، وقطعاً بالنسبة للإسرائيليين من حقهم الدفاع عن أنفسهم".

المحلل السياسي عبد السلام القصاص لـ"حفريات": الدور الإيراني واضح، فقبل "طوفان الأقصى" عرج المرشد الإيراني على ضرورة وقف عمليات التطبيع في المنطقة

وقال إنه "من وجهة نظرنا الإقليمية، نركز بصفة خاصة على الالتزام بالدفاع المشترك ونعمل مع شركائنا عن كثب لردع الاعتداءات المحلية، حيث يمكننا جلب قدرات دفاعية وتقاسم الاستخبارات بسرعة، وهناك كثير من التحضير والعمليات التي تتم والحوارات على مختلف المستويات الاستراتيجية".

وبهذا الصدد، يؤكد القصاص على أنّ الوضع الذي ينذر باحتمالات عسكرية تصعيدية، ربما، يجد في المقابل خطوات وتحركات أمريكية وبوساطات عربية لإيجاد فرصة عاجلة للتهدئة لمنع دخول "روسيا على الخط وحدوث أي تعاون في سوريا وفتح جبهة لبنان الجنوبية حتى لا تصبح السياسة الأمريكية في المنطقة على المحك وفي صورة فاشلة لإيجاد تسوية".

مواضيع ذات صلة:

ارتفاع حصيلة شهداء غزة... ما جديد العدوان الإسرائيلي؟

هذا موقف الصين وروسيا المعلن من العدوان الإسرائيلي على غزة



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية