قضية التسفير إلى بؤر التوتر.. هل انتصر القضاء التونسي لدماء الشباب؟

قضية التسفير إلى بؤر التوتر.. هل انتصر القضاء التونسي لدماء الشباب؟

قضية التسفير إلى بؤر التوتر.. هل انتصر القضاء التونسي لدماء الشباب؟


12/05/2025

رغم أن القضاء حسم أحكامه وأغلق الملف، لا تزال قضية تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، التي يتورط فيها قادة الإخوان الذين تولوا الحكم خلال الفترة التي أعقبت الثورة، تثير الجدل في تونس.

فقد عبرت النائبة السابقة فاطمة المسدي، التي قادت لجنة التحقيق البرلمانية في ملف التسفير، عن ارتياحها لصدور الأحكام، مشيرة إلى أن الانتصار ليس شخصيًا بل للحق ولدماء الشباب الذين زُج بهم في حروب لا علاقة لهم بها.

كما كتبت المسدي على صفحتها الرسمية في فيسبوك: |منذ 2016 وأنا أحمل هذا الملف الثقيل رغم التهديدات والتشويه، اليوم تأكد أن كلمة الحق لا تموت، ولو طال الزمن".

والأسبوع الماضي، أسدلت محكمة تونسية الستار مبدئيًا على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل، والمعروفة إعلاميًا بملف "تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر"، بإصدارها أحكام صارمة بحق عدد من قادة التنظيم، وفقا لتقرير تفصيلي حول الأحكام القضائية، نشره موقع "أخبار اليوم".

أحكام السجن تراوحت بين 18 و36 عامًا بحق ثمانية متهمين بارزين في ملف التسفير، من أصل نحو 800 متهم لا تزال قضاياهم قيد التحقيق أو بانتظار المحاكمة، حيث شملت الأحكام نائب رئيس حركة النهضة، علي العريض، بالسجن لمدة 34 عامًا، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية السابقة المرتبطة بالحركة، وأعضاء في تنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابي.

فاطمة المسدي: الانتصار ليس شخصيًا بل للحق ولدماء الشباب الذين زُج بهم في حروب لا علاقة لهم بها

وكشف القطب القضائي لمكافحة الإرهاب؛ أن لائحة التهم تضمنت اتهامات ثقيلة طاردت وتطارد قيادات بارزة داخل الجماعة بتونس شملت: تكوين والانضمام إلى تنظيم إرهابي داخل تونس، استخدام الأراضي التونسية لتسهيل جرائم إرهابية في الخارج، تجنيد وتمويل سفر تونسيين إلى بؤر التوتر، التحريض على مغادرة البلاد للانضمام إلى جماعات مسلحة.

وحول أبرز المدانين في القضية، يأتي على رأس القائمة، علي العريض نائب رئيس حركة النهضة، الذي سُجن 34 عامًا، وعلي العريض، هو من تولى وزارة الداخلية ثم رئاسة الحكومة بين 2011 و2014، وهي الفترة التي نشطت خلالها شبكات التسفير.

كما برز في القضية أيضًا تنظيم "أنصار الشريعة" المصنّف إرهابيًا محليًا ودوليًا؛ إذ أظهرت التحقيقات وجود تعاون وثيق بينه وبين حركة النهضة، خصوصًا في فترات ما بعد الثورة، واعترف عدد من المتهمين بلعب أدوار محورية في الاستقطاب، والتدريب، وتسفير الشباب إلى سوريا وليبيا والعراق.

وكان أبرز هؤلاء من قيادات أنصار الشريعة المتهمين: لطفي الهمامي، عضو بارز بالخلية التكفيرية لتنظيم أنصار بمنطقة "ديبوزفيل" بالعاصمة تونس، ومشرف على الخلية التي تقوم بتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر وإعطاء الأوامر، وسبق أن قال في اعترافات سابقة: "من جهز غازيا كمن غزا".

أبرز المتهمين أيضا، نور الدين قندوز "قيادي سابق في النهضة"، 36 عامًا، وفتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي "قياديان أمنيّان من المحسوبين على النهضة"، 26 عامًا، هشام السعدي، لطفي الهمامي، سيف الدين الرايس، وسامي الشعار، "قيادات في "أنصار الشريعة"، تراوحت الأحكام ضدهم بين 18 و36 عامًا.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية