"الجمهورية الجديدة" بلا إخوان... الدستور التونسي يدخل حيز التنفيذ

"الجمهورية الجديدة" بلا إخوان... الدستور التونسي يدخل حيز التنفيذ


17/08/2022

في ضربة قاتلة لكافة محاولات حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، العودة إلى المشهد السياسي التونسي، أقرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية دستور "الجمهورية الجديدة"، الذي يضع حدّاً لتسييس الدين، على غرار ما تفعله حكرة النهضة الإخوانية.

ونقلت قناة "نسمة" الجزائرية عن فاروق بوعسكر، رئيس هيئة الانتخابات، إعلانه في ندوة صحفية قبول مشروع الدستور الجديد، الذي طُرح للاستفتاء في 25 تموز (يوليو) الماضي، وسط اكتساح للتصويت بـ (نعم) بنسبة 94.6%، مقابل رفض 5.4%.   

وجاء إعلان هيئة الانتخابات التونسية للنتائج النهائية بعد استكمال كل مراحل التقاضي للأطراف التي طعنت في النتائج الأولية للتصويت.

 الدستور يدخل حيز التنفيذ

بالإعلان عن النتائج النهائية للاستفتاء، دخل دستور "الجمهورية الجديدة" حيز التنفيذ، بعد ختمه من رئيس تونس قيس سعيّد، ونشره في عدد خاص من الصحيفة الرسمية "الرائد".

أقرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية دستور "الجمهورية الجديدة"، الذي يضع حدّاً لاستغلال الدين في تحقيق مكاسب سياسية

دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ يقرّ واقعاً جديداً حاولت حركة النهضة الإخوانية على مدار شهور متواصلة إجهاضه، تارة عبر حملات التشكيك الممنهجة، وأخرى عبر التشويش واختراق النظم المتعلقة بسير التصويت والتسجيل، فلم يكد الاستفتاء على دستور "الجمهورية الجديدة" يبدأ في صباح 25 تموز (يوليو) الماضي حتى فاضت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر بآلاف التغريدات والمنشورات، التي تبدو للوهلة الأولى مدارة بعناية من جهة ما، في تحرك كورالي منسق، لطالما أجادته كتائب جماعة الإخوان المسلمين الإلكترونية، لتصدير ترند وهمي وحشد أصوات لا وجود لها، إلا في الواقع الافتراضي، لإفشال الاستفتاء على الدستور الجديد الذي لا يدع لها أيّ فرصة للعودة مجدداً إلى المشهد السياسي التونسي.

ولم تتخلَّ الجماعة وذراعها التونسي عن كارتها المفضل، أو بالأحرى الرشاوى الانتخابية واللعب على وتر الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، التي كانت النهضة سبباً رئيسياً فيها، فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية (6) أشخاص، بينهم شقيق شخص مصنف على أنّه "إرهابي"، أثناء توزيعهم رشاوى انتخابية للتأثير على إرادة الناخبين وإقناعهم بالتصويت بـ "لا" بدلاً من "نعم"، على حدّ قول "موزاييك".

محاولات شبيهة رصدتها جمعية "شباب بلا حدود" التونسية، التي تراقب نزاهة العملية التصويتية عبر (330) ملاحظاً، فقد نقلت عنها "موزاييك" قولها: إنّه تمّ تسجيل (7) محاولات للتأثير على إرادة الناخبين في محيط مراكز الاقتراع.

دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ يقرّ واقعاً جديداً، حاولت حركة النهضة الإخوانية على مدار شهور متواصلة إجهاضه

وقبيل بدء الاستفتاء بأيام، اتهم سعيّد أطرافاً لم يسمّها بإحداث تشويش على مستوى الأقمار الاصطناعية منذ 20 تموز (يوليو) الماضي، في خضم مواجهات حادة مع الحركة الإخوانية.

وفي 13 تموز (يوليو) الجاري، أعلنت الرئاسة التونسية أنّ موقع تسجيل الناخبين الإلكتروني تعرض لـ (1700) هجوم أو اختراق إلكتروني، وأنّ السلطات حققت مع (7) أشخاص حتى الآن، معتبرة أنّ هذه الاختراقات محاولة يائسة لإدخال الفوضى والإرباك يوم الاستفتاء.

والدستور هو أحدث جبهات المواجهة بين سعيّد وإخوان تونس، فقد أعلن الرئيس التونسي، نهاية آذار (مارس) الماضي، حلّ البرلمان ذي الغالبية النهضاوية، بعد (8) أشهر من تعليق أعماله في 25 تموز (يوليو) 2021، ضمن إجراءات استثنائية وصفها خصومه بأنّها "انقلاب على الشرعية"، بينما أكد هو أنّها تصحيح للمسار الثوري.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية