قصة صاحب عُمرة البدل في مصر.. ولماذا يدافع عنه الإخوان؟

أشرف عبد الحميد

تصدر اسم الداعية المصري أمير منير صاحب عمرة البدل وبـ 130 دولاراً فقط مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية خاصة بعد أن أعلن صديقه الدكتور محمد الغليظ القبض عليه للتحقيق معه في بلاغ قدمه أحد المحامين.

وأثار الداعية أمير منير الجدل في مصر بسبب فيديو نشره على فيسبوك، قدم فيه عرضاً لتطبيق يمكن من خلاله أداء عمرة لأحد الأقارب، من المتوفين أو العاجزين، مقابل سداد مبلغ 4000 جنيه –ما يعادل 130 دولاراً وهو ما دفع الأزهر ودار الإفتاء للرد عليه.

من هو الداعية الذي أثار كل هذا الجدل؟

حسب المعلومات المتاحة عنه فهو داعية يعتنق الفكر السلفي من مواليد العام 1983، وتخرج في كلية الصيدلة، وفشل في العمل كصيدلي ثم اتجه للعمل بالتدريس وفشل أيضا، وبعد نصائح من أصدقائه قرر أن يتجه للعمل كمقدم محتوى بهدف جني الأرباح والأموال.

قدم مع دعاة ينتمون للفكر السلفي مجموعة من البرامج على مواقع التواصل حول الحياة الزوجية وسلوكيات الشباب، والاستثمار في الأطفال، وشارك صديقه الداعية السلفي محمد الغليظ تنظيم رحلات حج وعمرة وجنيا منها الكثير من الأرباح.

ملايين المشاهدات لفيديو

اتجه الداعية المصري كذلك إلى تقديم فيديوهات تحتوي على دورات تدريبية للأطفال بمقابل مادي كبير وبدعوى التعرف على المشاعر والانفعالات المختلفة، وتعليمهم طرق فعالة للتعبير، وحصد فيديو له بعنوان أهم 7 نصائح ستغير حياة الشباب من الفئة التي لا تتجاوز عمرها 23 عاما ملايين المشاهدات ومئات الآلاف من الأرباح.

لديه نحو 8 ملايين متابع ودشن تطبيقا على منصة باتريون لجمع التبرعات بحجة دعم تقدم محتوى جيد، وفي العام 2019 قدم ما عرف ببرنامج استثمر في طفلك، وعرض فيه تقديم دورات تدريبية للأطفال والمراهقين مقابل 3000 جنيه للطفل الواحد.

"الإخوان" تدخل على الخط

عقب الإعلان عن القبض على الداعية دشنت حسابات تابعة لجماعة الإخوان والموالين لها حملة على مواقع التواصل للإفراج عنه وحاول عناصر الجماعة تسييس الحملة بهدف إثارة المواطنين ضد النظام بحجة أنه يعتقل الدعاة وأصحاب العمل الدعوي والخيري.

وقالت حسابات عناصر الجماعة إن منير حسب زعمهم يقدم العمل الدعوي تحت سقف "الممكن"، ويقدم الخطاب الديني الدعوي في أبسط صوره، ويتحدث في الأخلاق والقيم والعبادات، مؤكدة أن اعتقال منير هو تثوير لشرائح جديدة من الناس لم تكن تأبه بالأوضاع السياسية حسب قول أحد عناصر الجماعة الهاربين لتركيا وهو الدكتور محمد إلهامي.

وكان أحد المحامين قد تقدم ببلاغ عاجل للنائب العام المصري ووزارة الداخلية ضد الداعية، متهما إياه بتلقي الأموال والتبرعات دون ترخيص.

رد الأزهر

وكان مركز الفتوى العالمي التابع للأزهر الشريف قد رد على الداعية وأكد أن تعظِيم شعائر الله واجبٌ على كلِّ مسلم، ويتعيّن أن يؤديها بنفسه، متى كان قادرًا على أداء مناسكها، لما يحققه قصد بيت الله الحرام وزيارة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من تعزيز التواصل الرّوحي، والإيمان بالله، والتعلق به.

عن "العربية"