أكدت الدراسة التي أجراها مركز النمذجة الرياضية للأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أنّ السلالة المتحورة معدية أكثر من السلالات الأخرى لكورونا بنسبة 56%، وستتطلب مزيداً من الإجراءات الإضافية لاحتوائها.
وتُعدّ تلك النسبة تراجعاً فيما تمّ تقديره مع بداية ظهور السلالة، فقد قال المسؤولون البريطانيون، حيث ظهرت السلالة المتحورة: إنّ نسبة انتشارها أكبر بـ70%.
ومن جهة أخرى، وجدت الدراسة أنه ما من دليل على كون السلالة الجديدة أكثر فتكاً من السلالات الأخرى.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، نيكولاس ديفيز، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بحسب ما أورده موقع سكاي نيوز: قد يكون من الضروري تسريع طرح اللقاح على نطاق واسع، مضيفاً: إنّ النتائج الأولية تشير إلى أنّ التطعيم السريع سيكون أمراً مهماً لأي بلد عليه التعامل مع هذه السلالة.
قد يكون من الضروري تسريع طرح اللقاح على نطاق واسع، النتائج الأولية تشير إلى أنّ التطعيم السريع سيكون أمراً مهماً لأي بلد عليه التعامل مع هذه السلالة
ولم يدرس العلماء سلوك الفيروس في الاختبارات المعملية، لكنهم استخدموا نماذج حاسوبية للتنبؤ بشدة العامل الممرض، وفق ما ذكر موقع "بي جي آر".
كما وضع العلماء نماذج لما قد يحدث خلال الأشهر الـ6 المقبلة، وصنعوا نماذج باستخدام مستويات تقييد مختلفة، ليجدوا أنّ "الإصابات والحالات التي تتطلب الحصول على العناية المركزة والوفيات في عام 2021 بسبب السلالة المتحورة، قد تكون أعلى من تلك التي حدثت في عام 2020.
ونصح القائمون على الدراسة بإغلاق المدارس حتى شباط (فبراير)، كون ذلك قد يمنح السلطات الصحية بعض الوقت، محذرين من أنّ رفع القيود سيؤدي إلى ارتفاع كبير في الإصابات.
وأظهر نموذج تطعيم يتم فيه تلقيح 200 ألف شخص أسبوعياً أنّ تلك الوتيرة ستكون بطيئة للغاية، بحيث لا تؤثر على انتشار الفيروس المتحور بشكل إيجابي، في حين ينبغي أن يصل هذا الرقم إلى مليونين.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت الأسبوع الماضي: إنه "لا داعي للذعر" بسبب السلالة المتحورة، مشيرة إلى أنّ ظهور السلالة جزء طبيعي من تطوّر الجائحة.
وسلّط مسؤولو منظمة الصحة العالمية ضوءاً إيجابياً على اكتشاف السلالات الجديدة التي دفعت عدداً كبيراً من الدول إلى فرض قيود على دخول القادمين من بريطانيا وجنوب أفريقيا، وقالوا إنّ أدوات جديدة لتعقب الفيروس تحقق النتائج المرجوة.
وأفاد مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في المنظمة في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "يتعين علينا أن نقيم توازناً، من المهم للغاية أن تكون هناك شفافية، من المهم للغاية إبلاغ الجمهور بحقيقة الأمر، لكن من المهم أيضاً أن نقول إنّ هذا جزء عادي من تطوّر الفيروس".