"غنيوة" من ليبيا إلى السودان... تجارة المخدرات وتهريب البشر، وعلاقته مع "الإخوان"

"غنيوة" من ليبيا إلى السودان... تجارة المخدرات وتهريب البشر، وعلاقته مع "الإخوان"

"غنيوة" من ليبيا إلى السودان... تجارة المخدرات وتهريب البشر، وعلاقته مع "الإخوان"


13/05/2025

في تطور خطير قد يعيد العاصمة الليبية إلى أجواء المواجهات المسلحة الواسعة، قُتل مساء أمس رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ "غنيوة"، الموالي لجماعة الإخوان المسلمين، في ظروف ما تزال غامضة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وفق ما نقل  موقع (أخبار 24).

وتشير معلومات أولية إلى أنّه سقط داخل مقر ميليشيات تُعرف باسم "اللواء 444 قتال" في طرابلس، وسط غموض يلفّ سبب وجوده داخل المعسكر.

وأوضحت مصادر، نقل عنها موقع (أنباء إكسبريس)، أنّ الككلي كان يحاول احتواء خلاف متفاقم بين فصيله وقوات اللواء 444 قتال، على خلفية تنازع النفوذ والسيطرة على عدد من المواقع الحيوية. 

وأشارت المصادر إلى أنّ الخلاف على تنازع النفوذ تطور إلى تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل الككلي وعدد من مرافقيه، وإصابة عناصر من الحراسات الأخرى.

ونقل موقع (أنباء إكسبريس) عن المصادر الأمنية قولها: "الاشتباك لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات بين جهاز دعم الاستقرار المدعوم من المجلس الرئاسي، ووحدات موالية لحكومة الوحدة الوطنية، أبرزها اللواء 444 قتال واللواء 111".

تشير معلومات أولية إلى أنّ غنيوة سقط داخل مقر ميليشيات تُعرف باسم "اللواء 444 قتال" في طرابلس.

 وأضافت المصادر أنّ "الخلافات تصاعدت بعد محاولة جهاز دعم الاستقرار السيطرة على أحد المقار الإدارية الاستراتيجية، ممّا اعتُبر تجاوزاً لمعادلة التوازن الهشّ بين الفصائل المسلحة في العاصمة".

ووفق ما نقلت (بوابة أفريقيا)، فإنّه قبل نحو أسبوع قامت قوات تتبع "غنيوة" باقتحام مسلح لمقر الشركة العامة للاتصالات القابضة وسط طرابلس، والقبض على رئيس مجلس إدارتها، وهو ما دفع لتأزم الوضع بين الجهاز وحكومة الدبيبة.

وبالعودة الى الاشتباكات في طرابلس أعلن مركز طب الطوارئ والدعم انتشال (6) جثث من أماكن الاشتباكات التي دارت بمحيط منطقة أبوسليم أمس الإثنين.

وأشار المركز إلى أنّ وحدة الانتشال بقسم الجثامين في المركز باشرت مهامها "بعد استقرار الأوضاع بشكل نسبي"، حسب بيان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).

 رئيس جهاز دعم الاستقرار الليبي: عبد الغني الككلي

وأفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأنّها تتابع عن كثب التقارير الواردة بشأن التحركات العسكرية وتصاعد حدّة التوترات في مدينة طرابلس والمنطقة الغربية بشكل عام.

ودعت البعثة جميع الأطراف إلى ضرورة خفض التصعيد بشكل عاجل، والامتناع عن أيّ أعمال استفزازية، والعمل على تسوية الخلافات من خلال الحوار البنّاء.

وأعربت البعثة في بيان نقلته صحيفة (المرصد) عن دعمها الكامل للجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي، بما في ذلك المبادرات التي يقودها الأعيان والقيادات الاجتماعية، وأكدت على المسؤولية الجوهرية التي تقع على عاتق جميع الأطراف في حماية المدنيين.

بعدها انضمت سفارة الولايات المتحدة إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ببيان نشرته عبر (إكس)، دعت فيه إلى التهدئة، في ظل تقارير تفيد بتصاعد التوترات في طرابلس".

وأعلنت السفارة الفرنسية لدى ليبيا انضمامها إلى دعوة بيان بعثة الأمم المتحدة لإيقاف الاشتباكات بشكل فوري في العاصمة طرابلس.

(13) عضوًا من مجلس النواب الليبي حذّروا من تدهور الوضع في طرابلس جراء تصاعد التوترات بين الجماعات المسلحة في العاصمة.

وذكرت وسائل إعلام ليبية أنّه بعد دعوة بعثة الأمم المتحدة إلى خفض التصعيد، حذّر (13) عضوًا في مجلس النواب الليبي من تدهور الوضع في طرابلس جراء تصاعد التوترات بين الجماعات المسلحة في العاصمة، مطالبين بضرورة التحرك العاجل لتنفيذ (4) استحقاقات وطنية.

وأرجع النواب، في بيان نقلته قناة (الحدث) الليبية، سبب التوتر الأمني في طرابلس إلى "فشل واضح في استكمال المسار السياسي، وتعطل متعمد في تشكيل حكومة موحدة، واستمرار حالة الجمود في تسمية وتوحيد المناصب السيادية، وغياب قرار وطني جامع يحمي الدولة ويضمن استقرارها".

وفي سياق منفصل، أفادت مصادر ليبية فجر اليوم بمقتل عبد الحميد المضغوطة مساعد رئيس "جهاز دعم الاستقرار" التابع للمجلس الرئاسي "غنيوة" الذي اغتيلَ في وقت سابق.

وذكرت مصادر ليبية أنّ عبد الحميد المضغوطة، الذي يُعرف بأنّه اليد اليمنى وذراع الككلي القوية، لقي حتفه بعد إطلاق النار عليه في طرابلس.

عبد الحميد المضغوطة

في الوقت ذاته سرت أنباء عن مقتل لطفي الحراري، وهو أحد مساعدي عبد الغني الككلي في "جهاز دعم الاستقرار" الليبي، وفق موقع (إرم نيوز).

هذا، وتناولت مواقع سودانية الحدث بشكل واسع، مؤكدة أنّ هناك علاقة تربط غنيوة بالنظام السابق وبميليشيات الحركة الإسلامية، وأنّ مقتل القائد الميليشياوي سيكون له تأثير على الداخل السوداني.

ووفق صحيفة (إدراك) الإلكترونية، فإنّه رغم عدم وجود تحالف رسمي بين الككلي والجيش السوداني، إلا أنّ العلاقة غير المباشرة كانت حاضرة وقائمة على مصالح مشتركة. وتتمثل أوجه التأثير في شبكات التهريب والتمويل، حيث يُعدّ غنيوة واحدًا من أبرز أمراء الحرب في غرب ليبيا، وامتدت أنشطته عبر الحدود لتشمل تهريب الذهب، والسلاح، والبشر، وهي ملفات تقاطعت فيها مصالحه مع عناصر من الجيش السوداني والمنظومة الإسلامية.

بعض عناصر هذه الشبكات كانت على صلة بـ "القوات المشتركة" التي تضم عناصر من السودان وتشاد والنيجر.

وقد حافظ غنيوة على علاقات وثيقة مع مجموعات محسوبة على الإسلاميين الليبيين (الإخوان)، الذين بدورهم وفّروا ممرات آمنة ودعمًا لفلول نظام البشير، وشبكات تهريب كانت تُستخدم لتهريب مطلوبين سودانيين.

بينما حصل غنيوة على غطاء سياسي وأمني، لم يتخلّ عن أسلوبه في بسط السيطرة بالقوة، حيث واجه اتهامات بالتعذيب، والاختطاف، والابتزاز.

و"غنيوة" الموالي لجماعة الإخوان المسلمين تدرّج من تاجر مخدرات إلى أحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة، وظل طيلة العقد الأخير رقمًا صعبًا في المعادلة الأمنية الليبية، وشريكًا ضمنيًا في رسم حدود الاشتباك والتسويات.

في عام 2021 قرر المجلس الرئاسي تحويل القوة التي يتزعمها غنيوة إلى كيان رسمي شبه حكومي، تحت مُسمّى "جهاز دعم الاستقرار".

ورغم الصبغة القانونية، ظل الجهاز محل اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وإدارة معتقلات خارج الإطار القضائي.

وبينما حصل غنيوة على غطاء سياسي وأمني، لم يتخلّ عن أسلوبه في بسط السيطرة بالقوة، فقد واجه اتهامات بالتعذيب، والاختطاف، والابتزاز، وسط صمت رسمي عكس حجم تأثيره داخل دوائر الحكم في طرابلس، بحسب شبكة (سكاي نيوز).

ولم يكن غنيوة مجرد قائد ميليشيا تقليدي، بل أحد مهندسي ما يمكن وصفه بـ "توازن الرعب" في الغرب الليبي، إلى جانب شخصيات مثل هيثم التاجوري وعبد الرؤوف كارة.

وقد شارك بقوة في معارك "فجر ليبيا" 2014، ولعب أدوارًا مزدوجة في أكثر من مواجهة داخلية، وعُرف بتبديله السريع للتحالفات حسب المصلحة، وهو ما مكّنه من البقاء في قلب المشهد الأمني مدة (10) أعوام متواصلة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية