غزة تودّع العام 2019 مثقلة بأوضاع مأساوية واقتصاد منهار

بانوراما 2019

غزة تودّع العام 2019 مثقلة بأوضاع مأساوية واقتصاد منهار


25/12/2019

يودّع الغزيّون العام 2019، وهم مثقلون بالهموم، ويستعدون بعد أيام قليلة لاستقبال عامهم الجديد، 2020، لكنّهم يتمنون ألّا يكون هذا العام مثل سابقه، ويأملون أن يحمل لهم انفراجات على مختلف الأصعدة، وأن تتحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

اقرأ أيضاً: المستشفى الأمريكي في غزة: للعلاج أم للتجسس على الفلسطينيين؟
فتلك البقعة الضيقة على وجه الكرة الأرضية، والتي تقع على الساحل، يعاني سكانها من عدة مشكلات، جعلت الهجرة في مقدمة أحلامهم، فقد كان العام 2019، من أسوأ الأعوام على سكان غزة، الذين يعانون من حصار إسرائيلي منذ ثلاثة عشر عاماً، وانقسام داخلي، وارتفاع في نسب البطالة، وغيرها من المشكلات التي أثرت فيهم بشكل كبير.

كان 2019 من أسوأ الأعوام التي مرّت على سكان قطاع غزة
ووفق وزارة التنمية الاجتماعية بغزة؛ فإنّ نسبة الفقر والبطالة في قطاع غزة، وصلت لما يقارب 75%، وأنّ 70% من سكان قطاع غزة غير آمنين غذائياً.
في حين أظهرت إحصائية صادرة عن اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار؛ أنّ ربع مليون عامل عاطل عن العمل في قطاع غزة، فيما تعمل المصانع بـ20٪ من طاقتها الإنتاجية؛ بسبب الحصار الإسرائيلي والإغلاق وتقييد حركة الاستيراد والتصدير والاعتداءات المتواصلة.

اقرأ أيضاً: بين القبول والرفض.. تعرف إلى مبادرة "زواج البركة" في غزة
"حفريات" تجولت في شوارع قطاع غزة، واستطلع آراء المواطنين حول العام 2019، وأمنياتهم في العام الجديد.
أسوأ الأعوام
المواطن عبد الرحمن حمادة (29 عاماً)، يقول: "لقد كان 2019 من أسوأ الأعوام التي مرّت على سكان قطاع غزة، فقد ارتفعت نسب البطالة بين الخريجين، وازدادت أوضاع المواطنين سوءاً، وتعثرت جهود المصالحة الفلسطينية، وكثرت فيه هجرة الشباب، والعقول المبدعة بحثاً عن فرص أفضل خارج تلك البقعة الضيقة".
ويضيف: "أتمنى أن يكون العام 2020 أفضل من سابقه، وأن تكون الأوضاع المعيشية أفضل بكثير، فأنا تخرجت من الجامعة قبل سبعة أعوام، ولم أحصل حتى هذه اللحظة على فرصة عمل تمكنني من تأمين مستقبلي؛ فالعمر يمضي قبل أن نحصل على أدنى حقوقنا، فهناك جيش من الخريجين مثلي ينتظرون فرصة عمل لتحقيق أحلامهم".
عانون من حصار إسرائيلي منذ ثلاثة عشر عاماً

تحقيق المصالحة الفلسطينية
في حين يتمنى الشاب حسام راضي (27 عاماً)، أن تتمّ المصالحة الفلسطينية التي تعثرت طوال الأعوام السابقة، وأنّ تتوحد كافة الفصائل، لمواجهة كافة المؤامرات التي تحاك ضدّ القضية الفلسطينية.
يقول راضي: "منذ عدة أعوام ونحن نسمع بأنّ هناك جهوداً لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين طرفي الانقسام، حركتي فتح وحماس، وعندما يسكن الأمل قلوبنا، سرعان ما يختفي نتيجة عدم اتفاقهم، فقد أرهقونا بذلك، نحن صبرنا (13 عاماً)، وأضعنا زهرة شبابنا، ولا نحتمل الصبر أكثر من ذلك، فنتمنى أن يكون العام الجديد بشرة خير لنا، وأن يكون عام المصالحة الفلسطينية.
أحلام بسيطة
فيما تأمل الشابة الفلسطينية في بداية عقدها الثاني، إيمان رمضان، أن تتمّ محاربة الفساد في قطاع غزة، وتوفير حياة كريمة لسكان القطاع، الذين يعيشون تحت خط الفقر، ويعانون من مشاكل أهمها، انقطاع التيار الكهربائي، وندرة فرصة العمل، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة نسبة الطلاق، وهجرة العقول المبدعة.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تستهدف في غزة ودمشق قيادات الجهاد الإسلامي
وحول أمنياتها الشخصية، قالت إيمان: "أتمنى أن تتحسن الظروف، كي أستطيع إكمال دراستي الجامعية، والجلوس على منصة التخرج برفقة زملائي، وتحقيق جميع أمنياتي الخاصة، فأنا منقطعة عن الدراسة منذ حوالي عام، نظراً لعدم مقدرة والدي على دفع الرسوم الدراسية، التي تفوق ألفي دولار سنوياً".

نسبة الفقر والبطالة في قطاع غزة وصلت إلى ما يقارب 75%
وتواصل الطالبة إيمان حديثها: "أحلامنا ليست وردية، أو من الصعب تحقيقها؛ فهي لا يوجد أبسط منها، لكنّها تحتاج إلى أشخاص يحملون هم الوطن والمواطن ليعملوا على تحقيقها، فأنا كطالبة من حقّي أن أكمل مسيرتي التعليمية، وأحصل على فرصة عمل مناسبة، ومن حقّ غيري الحصول على العلاج المناسب داخل المستشفيات، ومن حقّ الآخرين التنقل بحرية دون أيّة عوائق".
ضعف الحركة التجارية
ويأمل حسن أبو صلاح، صاحب أحد المحلات التجارية في مدينة غزة، أن تتحسّن الظروف الاقتصادية في قطاع غزة، وتنتهي كافة الأزمات التي أثرت في الحركة الشرائية في الأسواق بشكل كبير؛ يقول: "كان العام 2019 الأسوأ علينا، فقد تعرضنا لخسائر مالية كبيرة، فهناك عدد كبير من التجار يقبعون داخل السجون، لعدم إيفائهم للديون نتيجة الركود الاقتصادي الحاد الذي يشهده القطاع".

هنادي أبو الكاس: نحن في حاجة إلى عقد انتخابات شاملة، لتوحيد الفلسطينيين

ويواصل حديثه: "نتمنى أن يكون العام الجديد (2020)، أفضل من سابقه، والذي يعد الأسوأ على الإطلاق، والتخلص من حالة التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، فنحن نبيع البضائع بأقل من سعرها الأصلي بكثير، لتحصيل جزء من الأموال كي ندفعها للتجار، فهناك عدد كبير من المتاجر والمطاعم التي أغلقت أبوابها لتراكم الديون بسبب ضعف الحركة الشرائية".
من جهته، يقول أحمد أبو دان (31 عاماً): "مع نهاية كلّ عام نأمل بأن تتحسن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في قطاع غزة، مع حلول العام الجديد، لكنّها بالحقيقة تزداد سوءاً عن سابقه، فأمنيتي للعام الجديد لن تكون الحصول على فرصة عمل، أو الزواج، أو الحصول على شقة سكنية، فأنا أتمنى أن أهاجر من غزة إلى أيّ مكان في العالم".

اقرأ أيضاً: غزة: جفت الزيتون حين يغدو مصدر رزق لعائلات أنهكها الحصار
ويضيف: "لم تكن الهجرة أحد أهدافي في يوم من الأيام، فأنا أحب غزة كثيراً، وأتمنى أن أستقر فيها، وأستطيع تكوين مستقبلي، لكنّ الأزمات المتتالية، وعدم الوصول إلى اتفاق نهائي لإنهاء الانقسام الفلسطيني تفاقمت أوضاعنا، فأنا حتى الآن لم أمتلك، ولو حتى غرفة كي أتزوج بها؛ لذلك فإنّ الهجرة هي الحلّ الأنسب في الوقت الراهن".
يعانون من مشاكل أهمها انقطاع التيار الكهربائي

إجراء انتخابات شاملة
فيما كانت أمنية الطالبة الجامعية هنادي أبو الكاس (22 عاماً)، من سكان مدينة غزة؛ أن تقام انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت.

إيمان رمضان: أحلامنا بسيطة لكنّها تحتاج إلى أشخاص يحملون هم الوطن والمواطن ليعملوا على تحقيقها

وعن ذلك تقول: "كانت آخر عملية انتخابات أجريت في فلسطين، العام 2006، والتي فازت بها حركة حماس، ولم أتمكن آمذاك لصغر سنّي من اختيار المرشح المناسب، فنحن في حاجة إلى عقد انتخابات شاملة، لتوحيد الفلسطينيين".
في حين تحلم السيدة الفلسطينية ندى جعرور (45 عاماً)، بزيارة المسجد الأقصى، والصلاة داخله، إلّا أنّها لم تتمكن من ذلك نتيجة القيود الإسرائيلية المشددة، على زيارة سكان قطاع غزة للضفة الغربية ومدينة القدس؛ "لا يفصلنا عن المسجد الأقصى سوى عدة ساعات، ولكن، للأسف، لا يمكننا زيارته والصلاة داخله، فالاحتلال الإسرائيلي يحرمنا من ذلك، ويقيّد حركة التنقل عبر معبر بيت حانون "إيرز"، فأتمنى أن يتحقق حلمي في العام الجديد (2020)، وأتمكن من زيارة أولى القبلتين، والصلاة في باحاته".
التخلص من الاحتلال
فيما توقع المواطن أبو أحمد سلامة (54 عاماً)، من سكان شمال غزة؛ أن يكون العام 2020 مثل الأعوام السابقة، أو أشدّ قسوة، وذلك لعدم وجود حلول نهائية لكافة الأزمات التي يعاني منها سكان القطاع.
ويقول في حديثه لـ"حفريات": "الاعتماد على المساعدات الخارجية والمنح، لا يعد حلاً للأزمات في قطاع غزة، بل يزيدها تعقيداً؛ لأنّها تحولنا إلى شعب متسول، يعتمد على مساعدة بعض الدول، فنتمنى في العام الجديد، أن يكون لنا كيان اقتصادي كباقي الدول، والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، وأن يكون لنا معابر خاصة بنا، نتنقل من خلالها متى نشاء، بدلاً من إذلالنا ومنعنا من السفر".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية