عن مصادر تمويل "الإخوان"

عن مصادر تمويل "الإخوان"

عن مصادر تمويل "الإخوان"


01/06/2023

هيلة المشوح

لا يزال تنظيم «جماعة الإخوان المسلمين» ينفق على كوادره ورموزه واتباعه، حتى بعد خروج هذه الكوادر من مصر وهروبها عقب الإطاحة بحكم الجماعة هناك في 30 يونيو 2013 وفرار الأعضاء البارزين إلى دول أوروبا وأميركا وكندا، حيث تتضاعف الأعباء المالية بسبب بالغلاء المعيشي هناك وصعوبة الحياة على المهاجرين حتى وإن حصلوا على الوظائف والإعانات المتواضعة هناك.

ومن غير المنطقي البتة أن كوادر وأعضاء التنظيم في تلك الدول قد أسسوا أجهزةً ومنصاتٍ إعلاميةً ضخمة، وفي فترات قياسية، فضلاً عن أنشطتهم السياسية ضد بلادهم وحراكهم التخريبي الذي يظهر بين فترة وأخرى.. وهو ما يستلزم وجود مصادر مالية كبيرة للإنفاق على هذه الأنشطة، مع العلم بأن الغالبية الساحقة من هؤلاء الفارين ليس لديهم أي مؤهلات للعمل في تلك البلدان لكسب المال، ولا يستندون إلى مصادر دخل واضحة، بل إن أغلبهم -وخصوصاً الكوادر- متفرغون تماماً لعمل الجماعة وخدمة حزبها!

لدى قيادات الحزب الإخواني إجراءاتها الاحترازية الخاصة، والتي تعتمد على طمس مصادر تمويلها وقنوات ثرائها بحكم الأيديولوجية المتمرسة في التلاعب وطرق التهرب والإفلات من الرقابة الحكومية وتوظيف الخبرات التاريخية المتراكمة في العمل بسرية وحذر، فالاقتصاد والتمويل يشكلان أهمية استثنائية لدى التنظيم كأهم المرتكزات لتنفيذ مشروعه (الفكري والسياسي)، ولبناء قاعدة اجتماعية داعمة لمشروعهم الشمولي بتراتبية دقيقة.

ومن المهم جداً التركيز على مصادر تمويل الجماعة، لكن الأهم هو معرفة أن دعائم هذه الجماعة وحزبها ليست رجال الدين والتنظير الفكري والعقائدي وخطب الوعظ.. إلخ، بل رجال مال وأعمال كوّنوا ثرواتهم عبر تنوع تجاراتهم ونخب اقتصادية نافذة، أو كما قال أحد المنشقين عن الحزب، فإن الجماعة تقاد بالصرافين والمصرفيين وليس بالعلماء والواعظين. وهناك بعض الأسماء الإخوانية الاقتصادية التي ارتبطت بالمال والأعمال مثل إبراهيم الزيات وعصام الحداد الذي ينتمي لعائلة ثرية، وكان يتولى منصب مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية في عهد مرسي، وهو أحد أبرز الممولين للحزب في بريطانيا، وكان مشرفاً على 64 جمعية حول العالم، ويوسف ندا الذي أسس «بنك التقوى» عام 1988 كأول بنك إسلامي خارج العالم الإسلامي في جزر البهاما.

وهذا فضلاً عن المؤسسات والجمعيات التي أسستها الجماعة في دول الغرب مثل «مؤسسة الإغاثة الإسلامية» و«المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث»، و«المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية» و«اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا»، وغيرها من الجمعيات والفروع المنبثقة من هذه المؤسسات داخل دول أوروبا كدار الوقف الإسلامي في بريطانيا والمركز الإسلامي في ميونيخ.. وقدّم أعضاءُ الجماعة من خلالها صورةً منمقةً لمشروعهم المسيس بخطاب براغماتي حاول التحايل على هوامش الحرية والديمقراطية في دول الغرب، لتصبح هذه الأنشطة ومَن يدعمها مصادرَ تمويلية ومداخل أساسية للتمدد داخل الأوساط العربية والمسلمة هناك.

قد يصعب على بعض الباحثين والمهتمين تتبّع مصادر تمويل التنظيم الإخواني في ظل السرية الكبيرة لدى الجماعة وحزبها، لكن الأكيد أنهما قائمان على ركيزتين أساسيتين، اقتصادية وسياسية، أما التمظهر الديني فهو لباس لجذب السذج وحشد الأتباع والمريدين!

عن "الاتحاد" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية