ضرب وإهانة.. تقارير تكشف معاملة عنصرية بحق الأفارقة الفارّين من أوكرانيا

ضرب وإهانة.. تقارير تكشف معاملة عنصرية بحق الأفارقة الفارّين من أوكرانيا


02/03/2022

نيران الحرب وأسلحتها لا تفرّق بين أبيض وأسود، فعندما تطلق قاذفة فهي لا تكشف قبل وقوعها عن هوية الضحايا، إلا أنّ السلطات الأوكرانية قررت أن تنفذ إجلاءً "على الهوية"، فالأولوية للأوكرانيين ولذوي البشرة البيضاء، والأفارقة في الصف الأخير.

الأمر لم يقف عند الوقوف في نهاية الصفوف، فقد نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً عن سوء المعاملة التي تلقاها مهاجرون أفارقة كانوا يحاولون مثل غيرهم من الجاليات الأجنبية الفرار من الحرب الدائرة في الداخل الأوكراني.

نشرت "نيويورك تايمز" تقريراً عن سوء المعاملة التي تلقاها مهاجرون أفارقة كانوا يحاولون مثل غيرهم الفرار من حرب أوكرانيا

وفي حوار مع الصحيفة الأمريكية، قال عدد من الأفارقة الذين يعيشون في أوكرانيا: إنّهم علقوا لعدة أيام عند المعابر المؤدية إلى دول الاتحاد الأوروبي المجاورة، متجمعين في البرد دون طعام أو مأوى، وإنّ السلطات الأوكرانية، التي دفعتهم إلى نهايات طوابير طويلة، احتجزتهم وضربتهم، بينما سمحت للأوكرانيين بالمرور.

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فرّ ما لا يقلّ عن (660) ألف شخص من أوكرانيا في الأيام الـ5 التي أعقبت بدء الغزو الروسي، معظمهم من الأوكرانيين، لكنّ البعض منهم طلاب أو عمال مهاجرون من أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى، ممّن هم في أمس الحاجة إلى الفرار.

وقالت تشيني مباغو، وهي طبيبة نيجيرية تبلغ من العمر (24) عاماً، وتعيش في بلدة إيفانو فرانكيفسك بغرب أوكرانيا: إنّها قضت أكثر من يومين عالقة عند معبر الحدود بين بولندا وأوكرانيا في بلدة ميديكا، حيث سمح الحراس للأوكرانيين بالعبور، ومنعوا الأجانب.

قال عدد من الأفارقة الذين يعيشون في أوكرانيا، العالقون على الحدود: إنّ السلطات الأوكرانية احتجزتهم وضربتهم، وسمحت للأوكرانيين بالمرور

وأضافت في مقابلة عبر الهاتف بصوت يرتجف: "كانوا يضربون الناس بالعصي"، وينزعون ستراتهم، وكانوا يصفعونهم ويضربونهم، ويدفعونهم إلى نهاية الطابور، كان الأمر مروّعاً."

وقد دان الاتحاد الأفريقي والرئيس النيجيري محمد بخاري سوء معاملة الأفارقة الفارّين من أوكرانيا، بعد تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن قيام حرس الحدود بمنعهم من المغادرة، وأفاد أفارقة آخرون أنّهم مُنعوا من ركوب القطارات المتجهة إلى الحدود.

وقال الاتحاد الأفريقي: إنّ "التقارير التي تفيد باستهداف الأفارقة بمعاملة مختلفة غير مقبولة، وهي عنصرية بشكل مروّع، وتنتهك القانون الدولي".

من جهته، قال أنطون هيراشينكو نائب وزير الداخلية الأوكراني: "نحن أول من أطلق سراح النساء والأطفال، يجب على الرجال الأجانب انتظار تقدّم النساء والأطفال، مضيفاً: "سنطلق سراح جميع الأجانب دون عائق...، الشيء نفسه ينطبق على السود."

وقدرت المنظمة الدولية للهجرة أنّ هناك أكثر من 470.000 من الرعايا الأجانب في أوكرانيا، بما في ذلك عدد كبير من الطلاب والعمال المهاجرين في الخارج. وصل 6000 منهم، على الأقل، إلى مولدوفا وسلوفاكيا وحدهما خلال الأيام الخمسة الماضية، وعبر الكثير منهم إلى بولندا ضمن 300 ألف شخص.

من القمع على الحدود إلى الاضطهاد في بولندا

لم يكد المهاجرين الأفارقة يتنفسوا الصعداء بعد بلغوهم بولندا، حتى تعرضوا لاعتداءات من قبل ناشطي اليمين المتطرف، حيث أفاد موقع قناة "الحرة" أنّ الشرطة البولندية تدخلت، أمس، لوقف اعتداءات مجموعة من ناشطي اليمين المتطرف ضد لاجئين من جنسيات أفريقية في أغلبها.

ووفقاً للقناة، وقع الاعتداء في مدينة بريشميسيل القريبة من الحدود، والتي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين في بولندا ومعهم الآلاف من الطلبة والمهاجرين الأفارقة في أوكرانيا.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية