"زيتونة الجليل" حنا أبو حنا: مات معلّم الشعراء

"زيتونة الجليل" حنا أبو حنا: مات معلّم الشعراء


09/03/2022

ما إن يذكر الأدب والشعر الفلسطيني حتى تتم الإشارة إلى أستاذ ومعلم الأدباء والشعراء الفلسطينيين، الذين نشأوا في دولة إسرائيل الجديدة، وقاوموا مساعي السلطات الإسرائيلية لتهميشهم واقتلاعهم من أرض وطنهم، حيث وصفه النُّقاد بـ "زيتونة فلسطين"، وصدر كتاب بحثيّ حمل اسم "زيتونة الجليل" تكريماً له، في إشارة إلى التماهي بينه وبين الزيتون في العطاء والأصالة والتجذُّر، وهو الشاعر والأديب الفلسطيني الكبير حنا أبو حنا.

ويعدّ أبو حنا المعلم الأول للجيل الأدبي والشعري الفلسطيني، جيل محمود درويش، وسميح القاسم، وراشد حسين وتوفيق زياد، وسالم جبران، وحنا إبراهيم، ومحمود الدسوقي، ونايف سليم وسواهم"، وهو ما شهد به الشاعر الفلسطيني الكبير، محمود درويش، الذي نشأ في إسرائيل، حين قال: "حنّا أبو حنّا علّمنا ترابيّة القصيدة".

وولد حنا أبو حنا في قرية الرينة قضاء الناصرة لعائلة بروتستانتية، عام 1928، وهو أحد شعراء المقاومة الفلسطينية، وينتمي إلى الجيل الأول من شعراء المقاومة العرب في إسرائيل.

يعدّ أبو حنا المعلم الأول للجيل الأدبي والشعري الفلسطيني

التحق الأديب والشاعر الفلسطيني بـ "مدرسة اللاتين"، ثم انتقل إلى مدرسة المعارف في مدينة الناصرة، واختير، بعد أن أنهى دراسته فيها، لمتابعة الدراسة في "الكلية العربية" في القدس، التي أقام فيها أربع سنوات (1943-1947)، حصل في نهايتها على شهادة الاجتياز الفلسطينية (Matriculation)، ثم على شهادة الـ (Intermediate) وإجازة التعليم، ثم نال درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة حيفا، ثم حصل على الماجستير في الأدب.

اقرأ أيضاً: الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد يرحل قابضاً على قلم وبندقية

مل مديراً للكلية الأرثوذكسية العربية في حيفا، حتى سنة 1987، ومحاضراً في جامعة حيفا وكلية إعداد المعلمين عام 1973، وهو يقيم فيها، وشارك في تحرير برامج الطلبة في إذاعتَي القدس والشرق الأدنى، وشارك في إصدار مجلة "الجديد" 1951، "الغد"1953، و"المواكب" 1984، و"المواقف" 1993.

أعماله الأدبية والشعرية

غاصَ الشاعِر حنّا أبو حنّا في عالم الأدب مِن أوسع أبوابه، فكتب عن الأدب الملحمي على مرّ العصور، متنقلاً بين الأدب العالمي والعربي، وصولاً إلى الجبرانيات وأدب المهجر والرابطة القلمية، وبعدها إلى الحداثة والقصيدة الحرَّة. 

التحق الأديب والشاعر الفلسطيني بـ "مدرسة اللاتين"، ثم انتقل إلى مدرسة المعارف في مدينة الناصرة، واختير، بعد أن أنهى دراسته فيها، لمتابعة الدراسة في "الكلية العربية" في القدس

ومن أبرز أعماله ديوان "نداء الجراح" (وهي قصائد عن مجزرة كفر قاسم)، و"قصائد من حديقة الصبر"، و"تجرَّعت سمَّك حتى المناعة"، و"عالم القصة القصيرة"، و"روحي على راحتي: ديوان عبد الرحيم محمود" (تحقيق وتقديم)، و"دار المعلمين الروسية في الناصرة"، و"رحلة البحث عن التراث"، و"الأدب الملحمي"، و"خميرة الرماد"، و"مهر البومة"، و"طلائع النهضة في فلسطين: خريجو المدارس الروسية"، عامَي 1862 1914، و"ديوان الشعر الفلسطيني"، و"ثلاثة شعراء".

ومن إصداراته كذلك: مهر البومة، وفستق أدبي، وعراف الكرمل، وظل الغيمة، ورحلة البحث عن التراث، وخميرة الرماد، وأوراق خضراء، وغيرها.

جوائز عديدة

 حاز الشاعر والأديب الفلسطيني، حنا أبو حنا، على جائزة محمود درويش للعام 2013، ضمن احتفالية شعبنا ومؤسساته الأدبية والثقافية بيوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، عرفاناً وتقديراً لجهوده الأدبية ومنجزاته الشعرية والبحثية، وإسهاماته الرائدة في المشهد الثقافي الفلسطيني.

غاصَ الشاعِر حنّا أبو حنّا في عالم الأدب مِن أوسع أبوابه

كما حاز على وسام القدس للإبداع الشعري، وجائزة فلسطين للسيرة الذاتية، عام 1999، عن ثلاثية تناول فيها سيرته الذاتية، وله أربع مجموعات شعرية، وسبعة كتب في التراث الثقافي الفلسطيني، وأربعة كتب تتضمّن مقالات وأبحاثاً أدبية، و15 كتاباً للأطفال، كما حرّر كتاباً عن مذكرات الروائي الفلسطيني نجاتي صدقي.

وعن الديوان نفسه كتبَ الدكتور شوقي ضيف في وصف أبي حنا: "لم تمر نكبة ولا فاجعة بأبناء قومه، دون أن يهتز لها، بل دون أن تمُس شغاف قلبه وتملأه حسرة ولوعة، وكان أدهى القوارع ما أنزله الإسرائيليون أثناء عدوانهم الغادر على قناة السويس، عام 1956، حينَ أنشد حنّا:

ما زالَ يرتعدُ المساءُ            لهول ذكرى المجزرة

صور المآسي بالرصاصِ        بمقلتيهِ مصوَّرَه

كتلٌ مِن الأشلاءِ فاغرة           الدِّماءِ معفَّره

متوثِّبات كالطّيورِ               ذبيحة متعثِّرهْ

الاهتمام بالمواهب الأدبية والشعرية

وبعد تخرجه في الكلية العربية، حصل على "بعثة" حكومية لمتابعة الدراسة في بريطانيا، ابتداء من خريف 1947، بيد أنّ ظروفه العائلية اضطرته إلى تأجيل البعثة سنة واحدة، فتعيّن معلماً في المدرسة الثانوية في الناصرة.

وبعد الاحتلال الإسرائيلي للناصرة سنة 1948، تعطل مشروع السفر إلى بريطانيا، فواصل أبو حنا التدريس في المدرسة الثانوية في الناصرة، وظلّ أبو حنا بعد احتلال الناصرة يعلّم في مدرستها إلى أن فصله الحكم العسكريّ لنشاطه السياسيّ.

اقرأ أيضاً: محمد المهدي المجذوب.. جنون شاعر وزهد صوفيّ

وشارك في السنة نفسها في إنشاء "اتحاد الشبيبة الديمقراطية" في مدينة الناصرة، لينضم، بعد فترة قصيرة، إلى "اتحاد الشبيبة الشيوعية" عقب اندماج الشيوعيين العرب في "عصبة التحرر الوطني في فلسطين"، بالحزب الشيوعي الإسرائيلي، في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1948.

أنشأ أبو حنا في مدينة الناصرة، في أواخر سنة 1948، مع الموسيقار ميشيل درملكنيان، الأرمني الأصل والفلسطيني النشأة والهوى (توفي سنة 2009)، "جوقة الطليعة"، التي غدت من أهم الفرق الموسيقية العربية في إسرائيل، وصار يكتب لها الأناشيد ويرعى مسيرتها.

اشترك الأديب والشاعر الفلسطيني، سنة 1949، في "مهرجان الشباب العالمي" في بودابست بهنغاريا، وفي مؤتمر "اتحاد الطلاب العالمي" في صوفيا  ببلغاريا.

تعرض أبو حنا للفصل السياسي التعسفي من السلك التعليمي؛ فاحترف العمل السياسي الحزبي في إطار الحزب الشيوعي

تعرض أبو حنا للفصل السياسي التعسفي من السلك التعليمي؛ فاحترف العمل السياسي الحزبي في إطار الحزب الشيوعي، وشارك، سنة 1950، في تحرير صحيفة "الاتحاد" الشيوعية، التي أصبحت له فيها زاوية أسبوعية في كلّ يوم جمعة، تحت عنوان "وحي الأيام" يكتب فيها شعراً وخواطر في الأحداث.

كما كان سنة 1951 في الهيئة التي بادرت الى إصدار مجلة "الجديد" الثقافية الشهرية، وكان له دور بارز في إقامة وتنظيم المهرجانات الشعرية في القرى والبلدات العربية، والاهتمام بالمواهب الأدبية الناشئة وتشجيعها.

شارك أبو حنا، سنة 1957، في "مهرجان الشباب العالمي" في مدينة موسكو، ثم حضر مؤتمر "اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي" في مدينة كييف.

اعتقالات إسرائيلية متكررة

وفي أيار (مايو) عام 1958، اعتُقل أبو حنا إدارياً وتنقل بين عدد من المعتقلات والسجون الإسرائيلية، ومن معتقله كان يبعث بقصائده لنشرها في صحيفة "الاتحاد" ومجلتَي "الجديد" و"الغد".

عاد، في أيلول (سبتمبر) 1959، إلى سلك التعليم في القطاع الخاص، وصار يعلّم في "الكلية الأرثوذكسية العربية" في حيفا، مادة اللغة العربية وآدابها ومادة الأدب العالمي، مع استمرار عمله في هيئة تحرير مجلة "الجديد"، وشارك في مطلع الستينيات في إصدار سلسلة كتب عن "دار الاتحاد"، باسم "الكتب المختارة"، بغية التعريف بنتاجات كبار الكتاب العرب في العالم العربي وفي إسرائيل.

شارك، سنة 1950، في تحرير صحيفة "الاتحاد" الشيوعية، التي أصبحت له فيها زاوية أسبوعية في كلّ يوم جمعة، تحت عنوان "وحي الأيام" يكتب فيها شعراً وخواطر في الأحداث

تقاعد أبو حنا، سنة 1987، من إدارة "الكلية الأرثوذكسية العربية"، وانتقل للتعليم في "كلية إعداد المعلمين العرب" في حيفا حتى سنة 1995، كما شغل منصب مدير "مركز الجليل للأبحاث الاجتماعية"، وأنشأ مع مجموعة من الأدباء والمثقفين العرب الفلسطينيين في إسرائيل مجلة "مواقف" الأدبية الثقافية.

شارك أبو حنا، سنة 1957، في "مهرجان الشباب العالمي" في مدينة موسكو

عُيّن أبو حنا مستشاراً للجنة المنبثقة عن قسم المناهج في وزارة المعارف الإسرائيلية، التي أقرت منهاج تعليم اللغة العربية وآدابها للمدارس العربية، وأفلح، مع زملائه، في إدخال نماذج من الأدب الفلسطيني في مادة منهاج اللغة العربية الرسمي، كما شارك في عضوية العديد من اللجان الوطنية الثقافية، ومنها "لجنة متابعة التعليم العربي" التابعة للسلطات المحلية العربية، وكان عضواً في الهيئة الإدارية لـ "المسرح الناهض"، و"مسرح الميدان" في حيفا.

نعي فلسطيني واسع

وبعيْد انتشار خبر الوفاة، في الثاني من الشهر الماضي، شهدت منصات التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك، تفاعلاً كبيراً مع رحيل الأديب المناضل.

وقدم رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، التعزية لعائلة الأديب والشاعر والمربي، حنا أبو حنا، وقال في برقية التعزية: "تلقينا بحزن كبير نبأ رحيل المربي وشاعر المقاومة المناضل حنا أبو حنا، تاركاً بصمات مهمة في الصحافة والمسرح والموسيقى والتعليم، وإرثاً كبيراً في صناعة الثقافة وهويتها الوطنية".

وقال عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الدكتور باسل غطاس: "مات معلم الشعراء ومربي الطلاب والمعلمين وشيخ الحركة الوطنية، حنا أبو حنا أبا الأمين لروحه السلام "فَتى عَاشَ يَبْني المَجْدَ تِسعينَ حُجّْةً وكانَ إلى الخيراتِ والمَجدِ يَرتَقي".

اقرأ أيضاً: احتفاء بتجربة الشاعر المصري إبراهيم داود: البساطة وهشاشة الوجود

بدوره، ذكر النائب عن التجمع، سامي أبو شحادة: "رحل عنّا اليوم الشاعر والأديب والمناضل العريق الدكتور حنا أبو حنّا ابن الرينة ومدينة حيفا، عرفته عن قرب في العديد من المراحل النضالية، وعرفناه بصدقه واستقامته وصراحته واستعداده الكبير للعطاء والعمل دون كلل من أجل شعبنا وقضاياه وسخّر حياته من أجل ذلك".

وأكد أنّ الراحل "لعب دوراً مركزياً في تثبيت الحركة الوطنية وتأسيس التجمّع، وعلى المستوى الثقافي، كان له دور تاريخي في الحقل الأدبي، وسيبقى أدبه وشعره حاضرين بين الأجيال القادمة، كان إنساناً أصيلاً معطاءً ومُحباً وطنياً عروبياً لا يعرف التعب ولا الكلل".

اقرأ أيضاً: بأفلام تسرد حياتها.. مهرجان بيروت للأفلام يُكرم الفنانة والشاعرة اللبنانية إيتيل عدنان

وأضاف أبو شحادة: "غابت عنا اليوم الغيمة الفلسطينية التي غمرتنا بعطائها الطويل على مدار عقود، وأخذنا من خيرها الكثير الكثير من الأدب والفكر والشعر، مما ساهم في بناء الذاكرة الجماعية الوطنية لشعبنا الفلسطيني بشكل خاص وللأمة العربية وللإنسانية بشكل عام"، مشدداً على أنّ أبو حنا "هو المثال للمثقف العضوي الذي يحمل قضايا وهموم شعبه وينخرط في ميادين النضال ولا يكتفي بالكتابة عنه".

من جانبها، ذكرت مديرة مركز "مدار" للدراسات الإسرائيلية، هنيدة غانم: "وداعاً حنا أبو حنا، الشاعر والمربي والكاتب المناضل، الشاهد على صمت البلاد وخرس ساحلها المنكوب، الذي اجترح من فقدان الوطن كلاماً كثيراً عن الصمود وعن الكفّ التي تقاوم المخرز، الذي حرّض على النهوض من تحت الردم، وداعاً آخر شعراء جيل المقاومة، ندين لك بالكثير".

نشر أدب المقاومة

وأكد المؤرخ والأكاديمي الفلسطيني من مدينة حيفا بالداخل المحتل جوني منصور لـ "حفريات" إلى أنّ "الراحل حنا أبو حنا ساهم في نشر أدب المقاومة عبر مسارين أولهما الكتابة الشعرية والنثرية في ميداني الشعر والنصوص الأدبية، والذي اهتم من خلالها بكتابة القصائد التي تسعى إلى تثبيت البقاء الفلسطيني في الداخل بعد النكبة الرهيبة التي حلت على الشعب العربي الفلسطيني خلال العام 1948، كما ساهم أبو حنا في مقاومة سياسات تغريب اللغة واقصائها وعبرنة الحيز العام لمشهد اللغة".

اقرأ أيضاً: لُقّب بـ "شاعر أفريقيا والعروبة".. من هو الفيتوري الذي يحتفل به "غوغل"؟

وتابع: "المسار الثاني كان عبر الممارسة الفعلية على أرض الواقع، من خلال تنظيم المهرجانات الشعرية لإلقاء الشعر سواء كان ذلك بلسانه أو بمشاركة شعراء أمثال، سميح القاسم، ومحمود درويش، وعصام العباسي وغيرهم، وذلك لنشر الأدب وتعميمه على شرائح المثقفين وخصوصاً من شريحة الشباب، حتى إنّه تابع مسيرته المليئة بالنشاطات بعد انفصاله عن الحزب الشيوعي وانتمائه الى الحركة التقدمية، ثم الى حزب التجمع الديمقراطي، وهذا ما يعني أنّ بوصلة أفكاره كانت واضحة وثابتت المعالم".

اقرأ أيضاً: رحيل الفنانة والشاعرة اللبنانية إيتيل عدنان.. ماذا تعرف عنها؟

وأكد منصور أنّ " أعمال أبو حنا ودواوينه الشعرية تبيّن مدى تمسكه بالثوابت الوطنية المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني في حريته، وفي بناء وطنه، والحفاظ على أرضه، ورفض كل أشكال التمييز، وهذه قيم وجوانب انسانية وحقوقية في الوقت ذاته، فالصراع هو على الأرض، وهذا يعني صراع على الوجود والبقاء والاستمرارية، حيث انتهز الراحل المناسبات الوطنية، أو الأحداث التي تصيب الشعب الفلسطيني، ليلقي قصائده وينشرها على صفحات جريدة الاتحاد ومجلة الجديد، بالإضافة إلى مساهماته في كتابة الأبحاث والدراسات المتعلقة بالتراث الأدبي والفكري الفلسطيني".

أعمال أبو حنا ودواوينه الشعرية تبيّن مدى تمسكه بالثوابت الوطنية المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني في حريته

وحثّ المؤرخ والأكاديمي الفلسطيني على "ضرورة السعي لنشر أدب أبو حنا ومساهماته الفكرية في فلسطين، وكذلك إدراج بعض قصائده في المنهاج التعليمي للغة والأدب العربيين في الخطة التعليمية الفلسطينية، وحتى في بعض البلدان العربية، حتى يتعرف الجيل الصاعد على هذه الشخصية الأدبية والقامة الوطنية التي دمجت بين القلم والرمح".

الدقة في نقل الأحداث

من جهته، يرى الناقد والكاتب الفلسطيني د. نبيه القاسم خلال حديثه لـ "حفريات" أنّ "الشاعر والأديب حنا أبو حنا كان من أكثر الأدباء والشعراء دقة في نقل الأحداث، ومن أشدهم التزاماً بالعادات والتقاليد التي تتعلق بالمعتقدات الدينية والفكرية وحتى السلوكية، والتي كان يحاول القفز عنها نظراً لحساسية التطرق لها في مجتمعاتنا العربية، وكذلك برع الشاعر والأديب الراحل في نقل وإظهار المشاهد الاجتماعية المتنوعة، والتي تظهر طبيعة المجتمع الفلسطيني في فترات معينة من حياته".

اقرأ أيضاً: جريس سماوي شاعر يستبطن الذات الإنسانية

وتابع أنّ "تفوقه الكبير في اللغة العربية جعله أن يكون الأديب والشاعر المبدع فلسطينياً، حيث لم يتورع طوال حياته عن قراءة سائر النوادر الأدبية والكتب التراثية والتي ذاع صيتها، وهو ما جعل رواياته وأشعاره المختلفة كنزاً أدبياً، لها وزنها ومكانتها على الساحة الأدبية".

ولفت القاسم إلى أنّ "كتابات الراحل أبو حنا كانت تعتمد على أسلوب التشويق والتفسير، بحيث تظهر فيها الأبعاد الجمالية المتميزة، والسرد الفني المتمكن، والتي استخدمها لتكتمل وتتشكل عبارات أشعاره وكلماته بانسيابية وايقاعية".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية