زيارة وزير خارجية إيران لموسكو... هل تثمر عن تفاهمات حول مفاوضات فيينا؟

زيارة وزير خارجية إيران لموسكو... هل تثمر عن تفاهمات حول مفاوضات فيينا؟


16/03/2022

بعدما حمّلت الولايات المتحدة الأمريكية روسيا مسؤولية توقف مسار مفاوضات "خطة العمل الشاملة المشتركة" حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا، أكدت إيران أنّ موسكو طمأنت طهران مجدداً بأنّها ما زالت مواكبة لإيران للوصول إلى الاتفاق النهائي في فيينا.

ونقلت وكالة "إيرنا" الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله: إنّ موسكو طمأنت طهران مرة أخرى بأنّها ما زالت مواكبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للوصول إلى الاتفاق النهائي في فيينا.

وقد بدأ وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان زيارة للعاصمة الروسية موسكو أمس الثلاثاء، لإجراء مباحثات حول الأزمة الأوكرانية ومفاوضات فيينا التي توقفت الجمعة الماضية، لما وصفه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ"عوامل خارجية"، في إشارة إلى سعي موسكو للحصول على ضمانات من الدول الغربية المفاوضة بأنّ العقوبات على موسكو، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، لن تعيق العلاقات الاقتصادية بين روسيا وطهران، المطلب الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.

أكدت إيران أنّ موسكو طمأنت طهران مجدداً بأنّها ما زالت مواكبة لإيران للوصول إلى الاتفاق النهائي في فيينا

وفور وصوله موسكو أمس، كتب عبد اللهيان، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، عن هذه الزيارة ولقائه بنظيره الروسي سيرغي لافروف: "أجريت خلال لقائي وزير الخارجية الروسي مباحثات بنّاءة حول العلاقات الثنائية ومفاوضات فيينا، وقضايا أوكرانيا وسوريا واليمن وأفغانستان". وأضاف: "لقد جرت طمأنتنا مرّة أخرى بأنّ روسيا ما زالت مواكبة للتوصل إلى اتفاق نهائي في فيينا."

علاقات إيران مع روسيا

أشار وزير الخارجية الإيراني إلى عزم طهران على التنمية الشاملة للعلاقات مع الدول الجارة، ومنها روسيا، معتبراً ذلك من المحاور الرئيسية وذات الأولوية في السياسة الخارجية للحكومة الـ13.

وأكد عبد اللهيان أنّ مسيرة تنمية العلاقات مع الجيران، ومنها روسيا، لن تتأثر بأيّ عامل ثالث أو تطورات دولية، وقد تمّ تعريفها بمنأى عن المفاوضات في فيينا، وستستمر بصورة مستقلة عنها.

وأشار إلى أوضاع المفاوضات في فيينا، ووصف نهج روسيا فيها خلال الأشهر الـ 11 الماضية بأنّه كان "بنّاءً ومواكباً"، معرباً عن ثقته باستمرار هذا النهج حتى الوصول إلى نتيجة جيدة وقابلة للارتكاز.

أشار وزير الخارجية الإيراني إلى عزم طهران على التنمية الشاملة للعلاقات مع الدول الجارة، ومنها روسيا

وفي اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانغ يي، أشار عبد اللهيان إلى لقائه ومحادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، وقال: إنّ موسكو أكدت على أداء دور بنّاء في المفاوضات، ودعمها لإلغاء الحظر المفروض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الكرة في ملعب أمريكا

وبعد حصول بلاده على تطمينات من الجانب الروسي، أعلن وزير الخارجية الإيراني أنّ "الكرة الآن في ملعب أمريكا أكثر من أيّ وقت مضى، لتقديم الإجابات اللازمة لاختتام المفاوضات بنجاح."

ونقلت "إيرنا" عن عبد اللهيان قوله، خلال الاجتماع مع نظيره الروسي لافروف: إنّه "لو قامت أمريكا بالردّ بشأن القضايا القليلة، والمهمّة المتبقية في مفاوضات فيينا، ولم تضيع الوقت أكثر من هذا، فبالإمكان العودة إلى فيينا على وجه السرعة للوصول إلى حصيلة نهائية للمفاوضات."

وفي الاتصال الهاتفي مع نظيره الصيني، أكّد وزير الخارجية الإيراني أنّه سيتمّ الوصول إلى اتفاق "جيد وراسخ ومستدام"، بدعم من جميع أطراف المفاوضات في فيينا، إذا تصرّف الجانب الأمريكي بـ"واقعية".

 وتخوض إيران مفاوضات مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا بشكل مباشر، ومع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لاستئناف العمل بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، الهادف لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وقد بدأت هذه المفاوضات في نيسان (أبريل) 2021 لإنقاذ الاتفاق المبرم بين إيران والقوى الكبرى، ثم استؤنفت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد تعليقها عدّ أشهر. وانسحبت الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب أحادياً من الاتفاق في 2018 بعد (3) أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد عام تقريباً بالتراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.

وتُعدّ الجولة الـ8 من المفاوضات، التي بدأت في 27 كانون الأول (ديسمبر) في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون مسودة نصّ الاتفاقية، ويبتّون في بعض القضايا الخلافية.

وقد بلغت المفاوضات الآن مرحلة يتعلق نجاحها أو فشلها فقط باتخاذ قرارات سياسية من جميع الأطراف، وتهدف المفاوضات إلى تطبيق "عودة متبادلة" من جانب واشنطن وطهران إلى الاتفاق، الذي يُقدّم تخفيفاً للعقوبات عن إيران، مقابل قيود على برنامجها النووي.

 وتسعى طهران للحصول على ضمانات حقيقية من واشنطن للتأكد من عدم انسحابها من الاتفاق مرّة أخرى، وأن تحترم تعهداتها، ومن بين هذه الضمانات رفع جميع العقوبات مرّة واحدة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، وعدم فرض عقوبات أمريكية جديدة، طالما أنّ إيران تلتزم بشروط الاتفاقية.

 

 

الصفحة الرئيسية