رغم الإحصائيات الرسمية.. أردوغان يواصل استفزاز شعبه: تركيا لا يوجد بها بطالة

رغم الإحصائيات الرسمية.. أردوغان يواصل استفزاز شعبه: تركيا لا يوجد بها بطالة


30/08/2022

على الرغم من أنّ الإحصائيات الرسمية تؤكد اقتراب البطالة في تركيا من (4) ملايين، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محاولات تضليل شعبه بنفيه وجود بطالة من الأساس.

ووفقاً لصحيفة "زمان" التركية، قال أردوغان، خلال كلمته بالذكرى المئوية لأحداث 30 آب (أغسطس) "النصر الكبير" وحفل الافتتاح الجماهيري في كوتاهية: إنّ "تركيا لا يوجد بها بطالة"، معتبراً أنّ "المشكلة لدى من يبحثون عن عمل".

على الرغم من أنّ الإحصاءات تؤكد اقتراب البطالة من (4) ملايين، واصل أردوغان محاولات تضليل شعبه بنفيه وجود بطالة من الأساس

لم يكتفِ أردوغان بنفي الثابت من وجود بطالة في تركيا، بل هاجم زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، قائلاً: "السيد كمال يقول ماذا قدّمتم؟ قدّمنا دعماً زراعياً لمزارعينا في كوتاهية، بلغ إجماليه (1.5) مليار، وهم يقولون بلا خجل، هناك بطالة، أيّ بطالة؟".

وفي حين لم يعترف أردوغان بالبطالة، وهو الذي يواجه أزمة اقتصادية طاحنة قبل انتخابات 2023، ألقى باللوم على العاطلين عن العمل، قائلاً: "المواطن الذي يريد عملاً، يجد العمل فوراً، فالعمل كثير، ولكنّه يقول إنّه ليس العمل الذي يريده".

 ووفق بيانات رسمية، يبلغ عدد العاطلين عن العمل في تركيا (3) ملايين و(654) ألف شخص.

 مقارنات غير منطقية

بعيداً عن البطالة، كرر أردوغان المقارنة غير المنطقية للوضع الاقتصادي في تركيا والدول الأوروبية، وقال: "لقد جعلنا تركيا واحدة من أكثر الدول استراتيجية في العالم من حيث التطورات العالمية والإقليمية. لا يمكن حتى مقارنة تجارب البلدان المتقدمة مع ما نختبره. حالياً أرفف متاجر البقالة فارغة في أوروبا. بدأنا في بيع منتجاتنا مع تعاونيات الإقراض الزراعي وسيستمر هذا في الزيادة، سنزيد عدد الأسواق إلى (3) آلاف".

وعد أردوغان بانعكاسات أكثر "إيجابية" للتدابير التي اتخذتها الحكومة ولكن بعد العام الجديد أي بعد اجتيازه انتخابات 2023 مناشداً الأتراك التحلي بـ "بعض الصبر"

ومطلع الشهر الجاري، أظهرت البيانات التركية الرسمية أنّ التضخم السنوي قد تسارع إلى 79.6% في تموز (يوليو) الماضي من 78.6% في حزيران (يونيو) الماضي. وشهدت إسطنبول، أكثر مدن تركيا اكتظاظاً بالسكان، نمواً في الأسعار تجاوز 99% في تموز (يوليو)، مقارنة بالعام الذي سبقه.

وعلى الرغم من التقارير السلبية بشأن الاقتصاد التركي والتضخم، وعد أردوغان بانعكاسات أكثر "إيجابية" للتدابير التي اتخذتها الحكومة ولكن بعد العام الجديد، أي 2023، وبعد اجتيازه انتخابات 2023، مناشداً الأتراك التحلي بـ "بعض الصبر".

ويواجه الاقتصاد التركي هزة عنيفة، فقد ارتفع معدل التضخم بشكل كبير وانخفضت قيمة العملة التركية، وسط تحذيرات من أنّ وضع الاقتصاد التركي قد يزداد سوءاً ما لم يغير أردوغان مساره، ويعكس استراتيجيته النقدية المثيرة للجدل، ففي حين تتجه غالبية الأنظمة الاقتصادية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، يصرّ أردوغان، الذي أعلن نيته الترشح لولاية جديدة في انتخابات 2023، على خفض أسعار الفائدة.

وفي آذار (مارس) الماضي، حذّر كينيث روجوف، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد الأمريكية وكبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، من أنّ تركيا تواجه خطر الانزلاق إلى أزمة اقتصادية أعمق من عام 2001.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية