أوضحت دراسة حديثة صادرة عن موقع "عين على أوروبا" الدور الذي لعبته جماعة الإخوان المسلمين في تشكيل المشهد الإسلاموي المتطرف الذي يضمّ العديد من الجماعات والمنظمات في بريطانيا اليوم، حيث عدّت الدراسة جماعة الإخوان أحد منهلين رئيسيين لتلك الجماعات، مع الجماعة الإسلامية في آسيا.
تقول مقدّمة الدراسة المنشورة عبر الموقع: إنّ الإسلام السياسي تجلّى في المملكة المتحدة في العديد من المنظمات المختلفة، ولكنّها تنبع أساساً من جماعتين مؤثرتين رئيسيتين؛ الجماعة الإسلامية القادمة من جنوب آسيا، وجماعة الإخوان المسلمين القادمة من الدول العربية.
ويحدّد التقرير عدداً من المواضيع التي تركز عليها المنظمات والأفراد المرتبطون بها، وهي كراهية مؤسسات الدولة للإسلام، والصراعات التي يُنظر إليها على أنّها جزء من حرب غربية على الإسلام والتعليم الإسلامي.
يحدّد التقرير عدداً من المواضيع التي تركز عليها المنظمات والأفراد المرتبطين بها، وهي كراهية مؤسسات الدولة للإسلام، والصراعات التي يُنظر إليها على أنّها جزء من حرب غربية على الإسلام
ويخلص التقرير إلى عدد من المشكلات التي تخلقها الإسلاموية في المملكة المتحدة، بما في ذلك خلق شعور لدى المسلمين بأنّهم مهدّدون في المملكة المتحدة، لا سيّما التهديد من الدولة والشعور بأنّ العالم الغربي يقف ضد الإسلام على مستوى العالم. وهذا يغرس بذور الانقسام، ويجعل الأفراد أقلّ قابلية للاندماج في المجتمع، وأقلّ ثقة في غير المسلمين وفي الحكومة، وأكثر عُرضة للتطرّف، ويسعى التقرير لتفنيد النظرية الأكاديمية التي يقوم عليها ذلك.
علاوة على ذلك، يتضمّن هذا التقرير حركة خاتم النبوة، وخاتم النبوة حركة طائفية في جنوب آسيا متأثرة بشدة بالمنظمات الإسلاموية، مثل الجماعة الإسلامية، وقد كان لها تأثير مدمّر على طائفة محددة في المملكة المتحدة، هي الطائفة الأحمدية.
ونظراً لأنّها لا تندرج بسهولة في فئة المنظمات الإسلاموية، وعدم تركيزها على مبدأ "نحن" ضدّ "هم" الذي يثير القلق بين المنظمات الأخرى في المملكة المتحدة، فإنّه يتمّ تجاهلها بسهولة، ولكنّ تأثيرها، هي والمنظمات الأخرى التي تشاركها وجهات نظرها، ربما يكون هو الذي قاد إلى القتل نتيجة دوافع طائفية لأسد شاه في عام 2016. وينبغي مناقشة تأثير خاتم النبوة وتلك التي تشاركها الخطاب المعادي للأحمدية؛ ذلك لأنّها تمثل جرس إنذار على تنامي التطرّف في المملكة المتحدة.
وتنطلق الدراسة المعنونة بـ"تاريخ المنظمات الإسلاموية في المملكة المتحدة: بدءاً من سلمان رشدي حتى اليوم"، من قضية رشدي، وهو كاتب بريطاني من أصل هندي، صدرت فيه فتوى تبيح دمه من مرشد الثورة الإيرانية، وذلك بدعوى تأليفه كتاب ينال من الدين.
ويُعدّ نهج إباحة الدماء والاغتيالات متجذّراً في كافة الجماعات الإسلاموية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين التي ينسب إليها العديد من الاغتيالات للمخالفين في دول عدة.
وتستعين الدراسة بالفتوى التي قال فيها الخميني: "أود أن أبلغ جميع المسلمين البواسل في العالم أنّ مؤلف الكتاب المعنون "آيات شيطانية"، الذي تمّ إعداده وطباعته ونشره ضد الإسلام والنبي والقرآن، وكذلك الناشرين الذين كانوا على علم بمحتوياته، قد أهدر دمهم. أدعو جميع المسلمين الغيورين إلى إعدامهم بسرعة، أينما وجدوا، حتى لا يجرؤ أحد على إهانة الإسلام مرّة أخرى…".