جسد ضخم بـ4 أذرع.. شبكة الإخوان في أوروبا

جسد ضخم بـ4 أذرع.. شبكة الإخوان في أوروبا

جسد ضخم بـ4 أذرع.. شبكة الإخوان في أوروبا


18/04/2023

حسام حسن

شبكة مظلية من المؤسسات تغطي القارة الأوروبية، وتمسك بتلابيب مجالات حياتية مختلفة، بهدف واضح: السيطرة على المسلمين في القارة الأوروبية.

وعلى هامش الهدف الأكبر، تحاول المؤسسات المظلية الإخوانية تحقيق أهداف مرحلية أخرى، منها اختراق المؤسسات الأوروبية، وبناء نفوذ في بروكسل على مقربة من مؤسسات التكتل الأوروبي.

ومنذ أواخر الثمانينيات، سعى قادة شبكة الإخوان في عموم أوروبا إلى إنشاء هيكل للجماعة في القارة العجوز.

ففي عام 1989، أسس عناصر الإخوان، اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (FIOE)، وهي منظمة مقرها بروكسل، لتكون المظلة الجامعة للمؤسسات التابعة للتنظيم في عموم دول القارة.

وكل جمعية أو مؤسسة تشغل عضوية اتحاد المنظمات الإسلامية، ترتبط بالإخوان بشكل أو بآخر، وفق تقرير سابق لمركز توثيق الإسلام السياسي (حكومي) في النمسا

وفي هذا الإطار، قال التقرير أيضا، إن "الغالبية العظمى من المناصب القيادية في اتحاد المنظمات الإسلامية، كان يحتلها دائما، كبار القادة في بيئة الإخوان، ويشرف الاتحاد على كل الجمعيات والمؤسسات التابعة للجماعة في القارة الأوروبية".

وعلى مدار سنوات طويلة، أسس اتحاد المنظمات الإسلامية الذي تغير اسمه مؤخرا إلى مجلس مسلمي أوروبا، العديد من الكيانات المتخصصة لخدمة أهداف محددة، ومن بينها اتحاد الشباب الأوروبي المسلم والمنظمات الطلابية "فيميسو".

فيميسو

تعمل فيميسو التي تتخذ من بروكسل أيضا مقرا لها، كمنظمة جامعة للشباب والمنظمات الطلابية لكل بيئة إخوانية في كل دولة بالقارة. وعادة ما يشغل أبناء بعض كبار قادة شبكة الإخوان في أوروبا، مناصب قيادية في فيميسو.

وكانت منظمة اتحاد الشباب الأوروبي المسلم والمنظمات الطلابية، محور طلب إحاطة في البرلمان الأوروبي في 2021، بسبب علاقاتها بالإخوان، واختراقها مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

ففي أواخر العام الماضي، قدم النائب نيكولاس فيست طلب إحاطة موجهاً إلى المفوضية الأوروبية، يحمل عنوان "تمويل حملة WE CAN4HR (يمكننا) وتنفيذها والإشراف عليها"، في خطوة جديدة تستهدف منظمات الإخوان.

وجاء في ديباجة طلب الإحاطة التي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها: "في فبراير/شباط 2020، أطلق المجلس الأوروبي حملة بعنوان "يمكننا" أو (WECAN4HR) بهدف مكافحة خطاب الكراهية على شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي".

وتابعت: "تلقت هذه الحملة تمويلًا من الاتحاد الأوروبي، وبالتحديد من برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة" التابع للتكتل.

ديباجة الإحاطة أضافت في سردها للوقائع: "في يومي 27 و28 سبتمبر/أيلول 2021، جرى تنظيم ورشة عمل كجزء من الحملة نفسها، بالتعاون مع منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الأوروبية المسلمة (فيميسو)، وهي منظمة مرتبطة بجماعة الإخوان"، وفق ما اطلعت عليه "العين الإخبارية".

مجلس الفتوى والبحوث

بعيدا عن "فيميسو"، أسس اتحاد المنظمات الإسلامية، ما يعرف بـ"المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث" (ECFR)، ومقره في مدينة دبلن، والذي يصف نفسه بأنه "هيئة فقهية تقدم المساعدة الدينية للمسلمين الأوروبيين، في ضوء رغبتهم في التوفيق بين احترام الشريعة والعيش داخل مجتمعات ذات أغلبية غير مسلمة".

ويقول مركز توثيق الإسلام السياسي عن هذا المجلس، إنه "يخضع لقيادة يوسف القرضاوي (توفي في سبتمبر/أيلول 2022)، وغالبية أعضائه مرتبطون بفروع الإخوان في أوروبا أو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

"أوروبا ترست"

العنصر الأهم في المؤسسات التي أسسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، هو شركة "أوروبا ترست" التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، وتملك فروعا في دول أوروبية مختلفة، وفق التقرير النمساوي.

وتخضع مؤسسة "أوروبا ترست"، لسيطرة مجموعة من كبار قادة شبكة الإخوان الأوروبية، وتشارك في مجموعة متنوعة من الأنشطة المالية تدور في الأغلب حول تجارة العقارات، والتي بدورها تخدم غرض تمويل مختلف كيانات الإخوان الإرهابية.

وفي 2021، موّلت المؤسسة المذكورة "أوروبا ترست" عملية شراء لعقار كامل في برلين، ليصبح مقرا لجمعيات تابعة للجماعة الإرهابية، ما حرك عاصفة انتقادات سياسية وصحفية كبيرة.

يذكر أن منظمة "Europe Trust" تتخذ من العمل الخيري والتنموي في أوروبا غطاء لتحركاتها منذ تأسيسها في 1996 بقرار من اتحاد المنظمات الإسلامية، المنظمة المظلية للإخوان في القارة العجوز.

ووفق مراقبين، فإن اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، يملك ثلاث أذرع رئيسية هي فيميسو، ومجلس الفتوى، وأوروبا ترست، وكل منها تنشط في مجال مهم للجماعة الإرهابية؛ التأثير على الشباب ونشر الأفكار المتطرفة، وأخيرا تمويل التنظيمات والقيادات الإخوانية في أوروبا. 

وتلخص هذه الأذرع الثلاث أهداف الإخوان الإرهابية الأساسية في أوروبا، وهي التأثير على الشباب ونشر التطرف، وجمع التمويل، وفق المراقبين.

عن "العين" الإخبارية

الصفحة الرئيسية