تونس... مخططات الإخوان لنشر الفوضى تُكشف تباعاً

تونس... مخططات الإخوان لنشر الفوضى تُكشف تباعاً

تونس... مخططات الإخوان لنشر الفوضى تُكشف تباعاً


28/02/2023

بدأت ملامح المخططات والمؤامرات الإخوانية، التي تحدّث عنها الرئيس التونسي قيس سعيّد على امتداد العامين الماضيين، تتضح على خلفية الاعتقالات الأخيرة التي طالت عدداً من قادة الإخوان وأذرعهم بتونس، وبعض الشخصيات السياسية والإعلامية المعارضة.

المؤامرات التي جرى الحديث عنها تعلّقت في مجملها بالتخطيط لإثارة الفوضى، وإدخال البلاد في أزمات اجتماعية واقتصادية؛ بسبب فقدان أغلب المواد الأساسية من الأسواق والترفيع في بعضها الآخر، مثلما حدث في اختفاء أدوية مهمة من الصيدليات الصيف قبل الماضي.

اعترافات تورط الإخوان

تفاصيل المخطط كشف عنها رجل الأعمال التونسي وليد بن نعمان اللوز، الذي ألقي القبض عليه الأحد بضواحي العاصمة، وهو صاحب إحدى الشركات المختصّة في بيع وتزويد الأسواق بـ "البن"، ثبت تورطه في قضية التآمر على أمن الدولة، وتم حجز أطنان من البن في مخازن شركاته، وقد اعترف بالتهمة الموجهة إليه.

التحقيقات الأولية مع اللوز أشارت إلى اعترافه بوجود ضغوط مارسها زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي لإخفاء البن من الأسواق، ضمن مخطط أكبر لاختلاق فوضى في الأسواق التونسية.

وبحسب تسريبات للتحقيق نشرتها المحامية وفاء الشاذلي، فقد تحدث اللوز خلال التحقيقات عن (5) جلسات جمعته بقيادات موالية لجماعة الإخوان، منهم رضا بلحاج وعبد الحميد الجلاصي، بالإضافة إلى رجل الأعمال كمال لطيف، بمنزل السياسي خيام التركي المعروف بصلاته في أروقة الحكم في فرنسا.

التحقيقات الأولية مع اللوز أشارت إلى اعترافه بوجود ضغوط مارسها زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي لإخفاء البن من الأسواق

وقال اللوز في التحقيق: إنّه تمّ الضغط عليه من طرف خيام التركي وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي لإخفاء مادة القهوة من السوق، وإنّ لطيف (رجل الأعمال) وعده بدعم مالي شرط عدم طرح مخزون البن في الأسواق.

كما اعترف بأنّه أهدى (4) ساعات ذهبية مستوردة من سويسرا لكلٍّ من مدير عام إذاعة موزاييك التونسية نور الدين بوطار والتركي ولطيف والمعارض البارز غازي الشواشي، وتمّ ختم الأبحاث، وأحيل الملف على النيابة التي أذنت بإيقافه وإحالته على التحقيق.

زوجة اللوز كشفت المخطط

وكانت زوجة اللوز قد أبلغت السلطات بنشاطه المريب في أعقاب خلاف زوجي، وحينما داهمت السلطات الأمنية مخازنه عثرت على (50) طناً من البن، تقدّر قيمتها المالية بـ (1.7) مليون دينار (نحو 650 ألف دولار).

وأشار المصدر إلى مصادرة السلطات ساعات فاخرة كانت تستخدم على ما يبدو في تهريب الأموال إلى خارج تونس بطريقة غير مباشرة.

المؤامرات التي تمّ الحديث عنها تعلّقت في مجملها بالتخطيط لإثارة الفوضى وإدخال البلاد في أزمات اجتماعية واقتصادية

ومنذ أسبوعين، اعتقلت السلطات التونسية الناشط السياسي خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي القيادي الإخواني، البرلماني السابق عن حركة النهضة، وكمال لطيف رجل الأعمال التونسي، بالإضافة إلى فوزي الفقيه، وهو أكبر مورِّد للبن بتونس، في قضية التآمر على أمن الدولة ومحاولة الانقلاب على الحكم.

حملة الاعتقالات التونسية شملت كذلك القيادي الإخواني وزير العدل السابق نور الدين البحيري، ونجله الأكبر، ومدير عام إذاعة موزاييك نور الدين بوطار، والمحامي الأزهر العكرمي.

وثبت تورط المتهمين بعلاقات مع استخبارات وجهات أجنبية للإطاحة بالحكم، وإلغاء دستور 2022، والإبقاء على دستور الإخوان لعام 2014، مع تعيين حكومة جديدة.

تفاصيل المخطط

وكان السياسي التونسي عبد الرزاق الخلولي القيادي بحراك 25 تموز (يوليو) قد قال لـ"العين الإخبارية": إنّ الاعتقالات الأخيرة توفرت بشأنها معطيات وتقارير أمنية، تشير إلى وجود تآمر على أمن الدولة، والعمل على إسقاط الرئيس قيس سعيّد والانقلاب عليه وعزله، عن طريق تأجيج الاحتجاجات الشعبية بعد رفع الأسعار وشح المواد الأساسية من السوق".

وأضاف أنّ هذه الاعتقالات تمّت في إطار مطلب شعبي يتمثل في المحاسبة، داعياً إلى ضمان المحاكمة العادلة للموقوفين.

وأشار إلى أنّ الاعتقالات ما زالت متواصلة، وستشمل أعداداً كبيرة، حيث توجد عصابات ولوبيات ذات مصالح مشتركة، ثبت بالحجة أنّ هناك اتصالات فيما بينها، كما أنّ هناك مخططاً للتآمر على أمن الدولة والانقلاب على الرئيس قيس سعيّد.

وقد اتّهم الرئيس التونسي قيس سعيّد، في أول تعليق على الاعتقالات، بعض الموقوفين بتأجيج الأوضاع الاجتماعية، متعهداً بالمضي قُدماً بالقوة نفسها وبالتصميم نفسه "لتطهير البلاد".

وقال سعيّد: إنّ بعض المعتقلين مسؤولون عن نقص الغذاء وارتفاع الأسعار في البلد، مضيفاً أنّ "الإيقافات الأخيرة أظهرت أنّ عدداً من المجرمين المتورطين في التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي هم وراء أزمات توزيع المواد الغذائية ورفع أسعارها".

الاعتقالات الأخيرة توفرت بشأنها معطيات وتقارير أمنية تشير إلى وجود تآمر على أمن الدولة، والعمل على إسقاط الرئيس قيس سعيّد

هذا، وتحدثت وسائل إعلام محلية عن وجود "عصابة متشعبة" حاولت في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي الانقلاب على الحكم في البلاد، عن طريق تأجيج الوضع الاجتماعي وإثارة الفوضى ليلاً، مستغلة بعض الأطراف داخل القصر الرئاسي.

إلا أنّ قوات الأمن والاستخبارات التونسية تمكنت من إفشال هذا المخطط عن طريق تتبع مكالماتهم واتصالاتهم وخطواتهم، ليتبين أنّ خيام التركي، وهو الشخصية التي أجمع عليها الإخوان لخلافة قيس سعيّد، كان حلقة الوصل فيها.

من يقف وراء المخطط؟

ونشرت قناتا "العربية" و"الحدث" وثيقة شملت قائمة المشتبه بهم، وتضمنت القائمة قيادات من "حركة النهضة" وأعضاء من "جبهة الخلاص" وسياسيين ورجال أعمال وإعلاميين، إلى جانب شخصيات أجنبية.

وضمّت القائمة كلّاً من نائب رئيس حركة النهضة وزير العدل السابق عبد الحميد الجلاصي، والناشط السياسي خيام التركي، ورجل الأعمال ذي النفوذ الواسع في الأوساط السياسية كمال لطيف، ورئيس "الحزب الجمهوري" عصام الشابي، والأعضاء بـ "جبهة الخلاص" المعارضة شيماء عيسى ورضا بلحاج وجوهر بن مبارك، والأمين العام السابق لحزب "التيار الديمقراطي" غازي الشواشي، ومدير إذاعة "موزاييك" نور الدين بوطار، إضافة إلى "عرّاب الربيع العربي" بيرنار ليفي، وآخرين.

وبحسب الوثيقة المنشورة، فإنّ هؤلاء يخططون لتكوين مجموعة إرهابية بهدف الانقلاب على الحكم، وتغيير هيئة السلطة القائمة بعد 25 تموز (يوليو) 2021، والتآمر على أمن الدولة الداخلي، وكذلك الإضرار بالأمن الغذائي للدولة، كما أنّهم متهمون بقضايا فساد مالي.

مواضيع ذات صلة:

تونس: ضربات أمنية جديدة لعزل حركة النهضة عن حزامها السياسي

تراجع حركة النهضة الإخوانية في تونس... ما الأسباب والدلالات؟

تونس: هل تُسرّع الإيقافات في صفوف الإخوان بأفول حركة النهضة؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية