تونس: اتحاد الشغل يُصعد ضد سعيد ونُذر صدام وشيك

تونس... اتحاد الشغل يُصعد ضد سعيد ونُذر صدام وشيك

تونس: اتحاد الشغل يُصعد ضد سعيد ونُذر صدام وشيك


04/02/2023

صعّد الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي مجدداً من خطابه المناهض للرئيس التونسي قيس سعيّد، متهماً الأخير بدفع البلاد إلى الاقتتال، في تصريحات وصفت بالخطيرة، وهدفها تأجيج الأوضاع. وقال الطبوبي الجمعة: إنّ "الرئيس قيس سعيّد اختار الطريق الخطأ عبر خطاب ترهيب الشعب وتخويفه، ودعوته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى الاقتتال".

جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع الهيئة الإدارية الطارئة التي عقدها اتحاد الشغل، والتي كان هدفها بحث المستجدات في علاقة بتحذيرات الرئيس سعيّد الأخيرة من استغلال الغطاء النقابي لغايات سياسية، والتي أعقبها إيقاف مسؤول نقابي كان قد حرّض على قطع الطرق في البلاد.

كان الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يُعتبر المنظمة الأكبر في البلاد، أبرز المرحّبين بقرارات 25 تموز 2021

وقال الطبوبي: إنّه كان على الرئيس بعد فشل المسار الذي دعا إليه، وبعد مقاطعة الشعب للانتخابات التشريعية بدوريها الأول والثاني، كان عليه ومن منطلق الحكمة مخاطبة التونسيين من أجل العمل وإيجاد حلول للقضايا الشائكة.

وأضاف: "كان من المفترض بسعيّد بعد فشل المسار الذي دعا إليه وبعد مقاطعة الانتخابات بصورة حضارية من الشعب، أن يخاطبه من أجل الوحدة والعمل وإيجاد حلول للقضايا الشائكة". وتابع: "رئيس الجمهورية يخاطب شعبه بالتهديد والوعيد من ثكنات الجيش أو من مقر وزارة الداخلية، ويريد أن يقول إنّ القوات العسكرية والأمنية معه ومساندة لخياراته، في حين أنّ دورها حماية الوطن من الاختراقات وأيّ تدخل أجنبي".

وكان الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يُعتبَر المنظمة الكبرى في البلاد، أبرز المرحّبين بقرارات 25 تموز (يوليو) 2021، التي أغلق بموجبها البرلمان الذي كانت تسيطر عليه حركة النهضة الإخوانية، وغيّر الدستور عبر استفتاء شعبي، واختتمها بإجراء انتخابات برلمانية.

العلاقات توترت مؤخراً بين اتحاد الشغل والرئيس قيس سعيّد بعد اعتقال مسؤول نقابي كبير

يُشار إلى أنّ العلاقات كانت قد توترت خلال الساعات الأخيرة بين اتحاد الشغل والرئيس قيس سعيد، بعد اعتقال مسؤول نقابي كبير بسبب تنفيذ إضراب في محطات استخلاص الطرق السريعة، في خطوة اعتبرها الاتحاد "ضرباً للعمل النقابي واستهدافاً للمنظمة".

أتى ذلك بعد ساعات من انتقاد الرئيس للتحركات النقابية الأخيرة، وسط توقعات بتصاعد المواجهة بينهما خلال الأيام القادمة.

وقال سعيّد الثلاثاء الماضي، في خطاب من داخل أكبر ثكنة للحرس الوطني في تونس، "إنّ الحق النقابي مضمون، ولكن لا يمكن أن يتحول إلى غطاء لمآرب سياسية"، داعياً إلى "ضرورة اتخاذ إجراءات ضد من يتآمرون على الأمن القومي أو ضد الشركات العامة".

اتحاد الشغل يتهم السلطة السياسية بالانشغال عن الأزمة الاقتصادية، في الوقت الذي تعمل فيه المنظمة على تعميق هذه الأزمة

وعقب هذا التصريح، دعا اتحاد الشغل مناصريه إلى "التعبئة والاستعداد للدفاع عن الحريات العامة والفردية والحق النقابي بكل الأشكال النضالية".

كما طالب الرئيس بضرورة تعديل المسار السياسي الذي ينتهجه، واللجوء إلى الحوار وعدم الانفراد بالسلطة.

وعلى ضوء هذا التوتر السياسي الذي تعيشه تونس مرفوقاً بأزمة مالية واقتصادية، يتوقع أن يعلن اتحاد الشغل عن قرارات جديدة قد تكون تصعيدية ضد الرئيس قيس سعيّد.

ويشير المراقبون إلى أنّ اتحاد الشغل يتهم السلطة السياسية بالانشغال عن الأزمة الاقتصادية، في الوقت الذي تعمل فيه المنظمة على تعميق هذه الأزمة لتوظيفها في معركتها السياسية مع السلطة، ويضغط الاتحاد على وتر الأزمة لدفع الرئيس سعيّد إلى التنازل، والإقرار بالشعار الذي لطالما تغنت به المنظمة الشغيلة "الاتحاد أكبر قوة في البلاد".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية