توتر بين الحريري وفرنسا بعد زيارة وزير الخارجية... ما القصة؟

على خلاف التوقعات بأن تحمل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دعماً لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أمام عرقلة تأسيسها، أضفت الزيارة أجواء من التوتر بين الحليفين تيار المستقبل من جهة وفرنسا من جهة أخرى.

وصرّح نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش بفشل المبادرة الفرنسية، وكانت فرنسا قد عرضت مساعدة لبنان بمنحه مساعدات مالية وتنظيم مؤتمر للمانحين عقب انفجار مرفأ بيروت في آب (أغسطس) الماضي، بشرط القيام بإصلاحات سياسية. 

وبحسب جريدة الشرق الأوسط، فإنّ الحريري انزعج من مساواة فرنسا بين المسهلين والمعرقلين لتأليف الحكومة.

علوش: تعرّض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لضغوط فرنسية كثيرة، مؤكداً أنّ المبادرة الفرنسية فشلت في إيجاد حل للأزمة بلبنان

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد شنّ هجوماً كبيراً على القوى السياسية في لبنان، واتهمها بالانتحار الجماعي، وهدد بشن عقوبات.

وفي غضون ذلك، كشف علوش عن تعرّض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لضغوط فرنسية كثيرة، مؤكداً أنّ "المبادرة الفرنسية فشلت في إيجاد حل للأزمة بلبنان".

وأضاف: إنّ السبب الأساسي لزيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى لبنان كان لإبلاغ المسؤولين اللبنانيين بانتهاء المبادرة الفرنسية، مستبعداً إيجاد أي حل للأزمة اللبنانية بسبب فشل هذه المبادرة، بحسب "مرصد مينا".

إلى جانب ذلك، أكد علوش أنّ الحريري تعرّض لضغوط كبيرة من قبل الفرنسيين، وآخرها اقتراح لقائه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وقد اشترط الحريري قبل حصول اللقاء أن يعلن باسيل صراحة تأييده للحكومة واستعداده لإعطائها الثقة.

واتهم علوش الجانب الفرنسي بعدم المساعدة على حل الأزمة والاكتفاء بإطلاق المواقف التي لم توصل إلى نتيجة، منتقداً لقاءات لودريان في قصر الصنوبر، مقر السفارة الفرنسية في لبنان.

واعتبر نائب رئيس تيار المستقبل أنّ القوى التي التقاها لودريان ليس لها بغالبيتها أي وزن سياسي، وأضاف: مشكلة الحريري أنه كان واثقاً جداً بالفرنسيين.

يُذكر أنّ وزير الخارجية الفرنسي أكد يوم الجمعة الماضي أنّ جميع القادة اللبنانيين لم يلتزموا بتعهداتهم التي قطعوها أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيراً إلى أنّ "لقاءاته مع الرؤساء الـ3، جاءت من منطلق ما يمثلون دستورياً، وليست محاباة".