تقرير يكشف عن إجراءات صارمة لمنع الإخوان من استغلال النظام المصرفي السويسري

تقرير يكشف عن إجراءات صارمة لمنع الإخوان من استغلال النظام المصرفي السويسري

تقرير يكشف عن إجراءات صارمة لمنع الإخوان من استغلال النظام المصرفي السويسري


25/11/2024

في تقرير جديد نشر بالإنجليزية على موقع (The Algemeiner) استعرض هاني غرابة، الزميل في المشروع الاستقصائي حول الإرهاب (IPT) ، الجهود الحثيثة التي تبذلها سويسرا مؤخراً لمواجهة الإسلاموية التي استغلت حياد سويسرا، والسلمية التي تتميز بها تجاه الصراعات الدولية، من أجل التمدد والهيمنة، حيث أصبحت سويسرا هدفاً للإسلاموية والجهادية، وشهدت ارتفاعاً في أنشطة الإرهاب مؤخراً.

واتخذت سويسرا خطوات لمكافحة هذه التهديدات المتصاعدة، والتي قد يراها البعض بمثابة تراجع عن موقفها المحايد تاريخياً، من خلال استهداف الإرهابيين الإسلامويين، كما يستعرض التقرير.

حظر حماس وحزب الله

صوتت لجنة برلمانية سويسرية لصالح حظر حركة حماس، نظراً لصلاتها بحركة الإخوان، في الثالث والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، واقترحت اللجنة حظر حزب الله للسبب نفسه. ومن المقرر أن يصادق مجلس النواب ومجلس الشيوخ على الحظر في الشتاء المقبل. ومن المتوقع، بحسب غرابة، أن يعاقب الحظر أيّ شخص ينضم إلى هذه المنظمات، أو يساعدها، بالسجن لمدة تصل إلى (20) عاماً.

من جهتها، قالت المحامية والصحفية إيرينا تسوكرمان، التي تعمل في نيويورك: إنّه "ليس من الدقة أن نقول إنّ سويسرا ابتعدت عن موقف الحياد. فهي ما تزال تحافظ على الحياد الرسمي في قضايا النزاعات، على الرغم من وجود تحركات رسمية لإعادة النظر في هذه القاعدة، في ضوء الحرب بين روسيا وأوكرانيا".

وتظل السلطات الأمنية السويسرية في حالة تأهب قصوى هذا العام، نتيجة للتهديدات الإرهابية المتزايدة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ضدّ الدول الأوروبية، بحسب بيان صادر عن كريستيان دوسي، مدير جهاز الاستخبارات الفيدرالي السويسري (FIS) في آب (أغسطس) الماضي.

تظل السلطات الأمنية السويسرية في حالة تأهب قصوى هذا العام، نتيجة للتهديدات الإرهابية المتزايدة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ضدّ الدول الأوروبية

وينقل تقرير (The Algemeiner) عن دوسي قوله في مقابلة مع صحيفة (تاغس أنزيجر)  السويسرية: "لم تفعل الجماعة الإرهابية الإسلامية هذا منذ فترة طويلة. لقد أعطى ذلك زخماً جديداً للحركة، وتضاعف من خلال الشبكات الاجتماعية".

إجراءات صارمة

في الأشهر الـ (8) الأولى من هذا العام وحده تمّ اعتقال نحو (30) شخصاً في مختلف أنحاء أوروبا، من المشتبه بهم في تنظيم الدولة الإسلامية الذين كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية. ولم تسلم سويسرا من تحركات ونفوذ تنظيم الدولة الإسلامية. ففي آذار (مارس) الماضي طعن مراهق يبلغ من العمر (15) عاماً، أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية، رجلاً في زيوريخ. ووصف المراهق نفسه بأنّه "جندي" في جيش "الخلافة" المزعومة.

وبحسب (The Algemeiner) فإنّ التحركات الأخيرة التي قامت بها الجماعات الإسلاموية  تستدعي المزيد من التدقيق، وتحديث الاستراتيجية الوطنية السويسرية لمكافحة الإرهاب، والتي تمّ وضعها في العام 2015 وتم تحديثها في أيّار (مايو) الماضي. وقد مكنت الاستراتيجية المحدثة وحدات الشرطة من المزيد من الحريات في التعامل مع القضايا المتعلقة بالإرهاب، وأعطت تعريفات أوسع للإرهاب لمكافحة التهديدات الجديدة.

استغلال النظام المصرفي السويسري

يستعرض التقرير الكيفية التي يجري من خلالها استغلال شبكات الإرهاب الإسلاموية للنظام المصرفي السويسري من خلال مخططات غسل الأموال، الأمر الذي دفع سويسرا إلى الانضمام إلى عدد من المنظمات الدولية لمكافحة هذه الأنشطة غير المشروعة، بما في ذلك مجموعة العمل لمكافحة الإرهاب التابعة لمجموعة الـ (8).

يستعرض التقرير الكيفية التي يجري من خلالها استغلال شبكات الإرهاب الإسلاموية للنظام المصرفي السويسري من خلال مخططات غسل الأموال

ومع ذلك، تعتقد تسوكرمان أنّ القضاء على الحسابات والتمويل المرتبط بالإرهاب لن يكون بالمهمة السهلة. وتضيف: "الخطوة الأولى في هذا السياق تتلخص في استكمال القوانين التي تحظر هذه المنظمات، والتأكد من أنّ الحسابات التي تمولها هذه المنظمات يمكن تعقبها إلى الإرهابيين. وعلى نحو مماثل، لا بدّ من التحقيق في المنظمات الوهمية والمنظمات غير الحكومية والكيانات التجارية، وحتى الحسابات الفردية المرتبطة بالشبكة".

وتبدو سويسرا أكثر حزماً هذه المرة بشأن تجميد جميع الأصول المرتبطة بالإرهاب في البلاد؛ لمنع تمويل المنظمات الدولية التي يمكن استخدامها لدعم الإرهاب، حتى لو كانت تحمل علامة الأمم المتحدة.

وعليه، اضطر المشرعون السويسريون إلى التحول من موقفهم المتهاون تجاه الجماعات الإسلاموية، الذي ساد خلال العقود الماضية، إلى موقف أكثر استباقية، في ضوء التهديدات الوشيكة التي تواجه بلادهم وجيرانها.

وبعيداً عن إجراءات مكافحة الإرهاب، وقّعت سويسرا إعلاناً للانضمام إلى مبادرة الدرع الجوي الأوروبي، التي تشكلت كإجراء احترازي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في العام 2022. وقد بدأت ألمانيا في إنشاء هذا النظام، وهو مصمم للسماح للدول الأوروبية بشراء أنظمة دفاع جوي موحدة، وإجراء تدريبات مشتركة. وفي ذلك تقول تسوكرمان: "هناك علاقة مباشرة بين تحول موقف سويسرا نحو الموقف الدفاعي فيما يتعلق بالتهديد الروسي لأوروبا، والانفتاح على إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الإرهاب".

إنّ تصاعد الموقف في أوكرانيا إلى جانب التهديدات من جانب التنظيمات الإسلاموية، وعلى رأسها جماعة الإخوان وأمثالها، أجبر السويسريين على إعادة النظر في موقفهم المحايد السلبي، إلى موقف أكثر إيجابية يستند إلى الواقع وليس إلى التمنيات. ولا أحد يستطيع أن يتنبأ إلى أيّ مدى قد تذهب سويسرا في جهودها لمكافحة الإرهاب. يقول تقرير (The Algemeiner) مضيفاً: إنّ السويسريين يمارسون الآن الواقعية السياسية أكثر من أيّ وقت مضى في تاريخهم الحديث، وذلك بفضل الحقائق الجديدة والتهديدات الإرهابية التي تحيط بهذا البلد المسالم الواقع في وسط أوروبا.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية