"أوبك" تقطع الطريق على محاولات أوروبا حظر النفط الروسي... ماذا حدث؟

"أوبك" تقطع الطريق على محاولات أوروبا حظر النفط الروسي... ماذا حدث؟


12/04/2022

في خطوة ربما تضع نهاية للضغوط الأمريكية والأوروبية على منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بكافة الأشكال الفردية والجماعية لزيادة إنتاجها من النفط لتعويض غياب محتمل للنفط الروسي الذي يخطط الاتحاد الأوروبي لاستهدافه بعقوبات جديدة، رفضت المنظمة المطالب الأوروبية بزيادة إنتاجها من النفط.

ونقلت شبكة "ريتي" الأيرلندية عن الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو إبلاغه الاتحاد الأوروبي رفض"أوبك" ضخ المزيد من النفط في الأسواق الدولية.

رفضت أوبك زيادة إنتاجها من النفط، في خطوة ربما تضع نهاية للضغوط الأمريكية والأوروبية عليها لتعويض النفط الروسي

وأجرى مسؤولو الاتحاد الأوروبي محادثات في فيينا مع ممثلي منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، في الوقت الذي يدرس فيه الاتحاد الأوروبي عقوبات محتملة على النفط الروسي.

أسوأ صدمات النفط على الإطلاق

في حديثه لمسؤولي الاتحاد الأوروبي، حذّر باركيندو من أنّ "العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا قد تخلق واحدة من أسوأ صدمات إمدادات النفط على الإطلاق، وسيكون من المستحيل استبدال هذه الكميات".

وأوضح باركيندو: "من المحتمل أن نرى خسارة أكثر من (7) ملايين برميل يومياً من صادرات النفط والسوائل الروسية الأخرى، نتيجة العقوبات الحالية والمستقبلية أو الإجراءات التطوعية الأخرى"، مضيفاً: "بالنظر إلى توقعات الطلب الحالية، سيكون من المستحيل تقريباً تعويض خسارة في أحجام بهذا الحجم".

من جهته، قال مسؤول بالمفوضية الأوروبية: إنّ الاتحاد الأوروبي كرر دعوته، خلال الاجتماع، للدول المنتجة للنفط لبحث ما إذا كان بإمكانها زيادة الشحنات "للمساعدة في تهدئة أسعار النفط المرتفعة"، موضحاً أنّ ممثلي الاتحاد الأوروبي أشاروا أيضاً إلى أنّ "أوبك تتحمل مسؤولية ضمان توازن أسواق النفط."

حذّر باركيندو من أنّ العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا قد تخلق واحدة من أسوأ صدمات إمدادات النفط على الإطلاق

وقد قاومت أوبك دعوات من الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية لضخ مزيد من الخام لتهدئة الأسعار التي بلغت ذروتها الشهر الماضي، بعد أن فرضت واشنطن وبروكسل عقوبات على موسكو في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

خروج السوق عن السيطرة

تبرأت منظمة الدول المصدرة للنفط من خروج سوق النفط الحالية عن السيطرة، فقد قال باركيندو: إنّ السوق الحالية الشديدة التقلب كانت نتيجة "عوامل غير أساسية" خارج سيطرة أوبك، في إشارة إلى أنّ المجموعة لن تضخ المزيد.

وفي المقابل، قررت أوبك +، التي تتكون من أوبك ومنتجين آخرين، بما في ذلك روسيا، زيادة إنتاجها من النفط بنحو (432) ألف برميل يومياً في أيار (مايو)، غير أنّ ذلك لا علاقة له بالضغوط الأمريكية والغربية لزيادة الانتاج، بل كجزء من التراجع التدريجي لتخفيضات الإنتاج التي تمّت خلال أسوأ حالات جائحة كوفيد -19.

 وتم استبعاد النفط الروسي من عقوبات الاتحاد الأوروبي حتى الآن، لكن بعد أن وافقت الكتلة المكونة من (27) دولة الأسبوع الماضي على معاقبة الفحم الروسي -وهو أول استهداف لإمدادات الطاقة الروسية- قال بعض كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي: إنّ "النفط قد يكون التالي."

وقال وزراء خارجية أيرلندا وليتوانيا وهولندا أمس في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج: إنّ المفوضية الأوروبية تُعِدّ مقترحات لحظر نفطي على روسيا، على الرغم من عدم وجود اتفاق على حظر الخام الروسي.

وبالفعل، حظرت أستراليا وكندا والولايات المتحدة، وهي أقل اعتماداً على الإمدادات الروسية من أوروبا، مشتريات النفط الروسي، بينما انقسمت دول الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كانت ستحذو حذوها، نظراً لاعتمادها العالي عليها، وإمكانية التحرك لرفع أسعار الطاقة المرتفعة بالفعل في أوروبا.

ويتوقع الاتحاد الأوروبي أن ينخفض استخدامه للنفط بنسبة 30% بحلول 2030 مقارنة بمستويات 2015، بموجب سياساته المخطط لها لمكافحة تغير المناخ، على الرغم من أنّ الحظر على المدى القصير من شأنه أن يؤدي إلى اندفاع لاستبدال النفط الروسي بإمدادات بديلة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية