تقرير يؤكد خروج "نووي" إيران عن السيطرة... هل يضع الاتفاق النووي حداً له؟

تقرير يؤكد خروج "نووي" إيران عن السيطرة... هل يضع الاتفاق النووي حداً له؟


11/09/2022

في الوقت الذي تسارع فيه القوى الدولية الخطى لإنقاذ مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني لإعادة تفعيل الاتفاق النووي المبرم في 2015، رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنّ أيّ اتفاق نووي مع طهران لن يمنعها من صنع قنبلة نووية، فقد بات برنامجها أكثر تقدّماً ممّا كان عليه عند توقيع اتفاق 2015.

واقترح التحليل، الذي كتبه الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى دينيس روس، أنّ التهديد الفعلي باستخدام القوة هو السبيل الوحيد الذي سيمنع النظام الإيراني من تجاوز العتبة النووية والوصول إلى القنبلة النووية.

"فورين بوليسي" ترى أنّ أيّ اتفاق نووي مع طهران لن يمنعها من صنع قنبلة نووية، فقد بات برنامجها أكثر تقدّماً

ورأى روس، وهو دبلوماسي أمريكي سابق شغل عدة مناصب، بينها مبعوث الشرق الأوسط في عهد الرئيس بيل كلينتون، أنّه وفقاً لبنود الاتفاق المحتمل الحالي ستكون إيران بعد عام 2030 في وضع يمكنها من التحرك بسرعة نحو الحصول على قنبلة نووية، ما لم يعتقد القادة الإيرانيون أنّ تكلفة القيام بذلك "باهظة للغاية"، بالتالي يعتقد روس أنّ أيّ اتفاق جديد مع طهران سيؤدي لتأجيل التهديد النووي الإيراني فقط، وليس إنهاءه، وفقاً لما نقله موقع "الحرة" عن تقرير "فورين بوليسي".

 ترسانة صواريخ باليستية

في حال توقيع أيّ اتفاق مع إيران خلال الأيام المقبلة، يشير روس إلى أنّ طهران ستستغل ذلك للحصول على مئات مليارات الدولارات لتعزيز وكلائها الإقليميين، وبناء ترسانتها من الصواريخ الباليستية بشكل أكبر، وتقوية بنيتها التحتية النووية لجعلها أقلّ عرضة للهجوم.

خلاصة القول، وفقاً لروس، هي أنّ عدم التوصل إلى اتفاق سيقرّب إيران أكثر من الحصول على القنبلة النووية، والاتفاق سيؤخر ذلك قليلاً، ما لم تتحرك الولايات المتحدة وحلفاؤها لإيصال رسالة للمسؤولين الإيرانيين بالمخاطر التي يواجهونها، بما في ذلك التلويح صراحة باستخدام القوة.

ولفت التقرير إلى أنّ الايرانيين لا يعتقدون اليوم أنّ واشنطن ستستخدم القوة ضدهم، لكن ما يزال بإمكان المسؤولين الأمريكيين تغيير هذا التصور من خلال اتخاذ عدد من الخطوات، ومن بينها إرسال رسالة أمريكية للإيرانيين مفادها أنّ الولايات المتحدة ستتصرف عند نقطة معينة وتدمّر البنية التحتية النووية لطهران بالكامل.

وفقاً لبنود الاتفاق المحتمل الحالي، ستكون إيران بعد 2030 في وضع يمكنها من التحرك بسرعة نحو الحصول على قنبلة نووية

ومن بين تلك الإجراءات أيضاً، اقترح روس أن تُجري القوات الأمريكية تدريبات لعمليات جو-أرض ضد أهداف محصنة، لأنّ طهران تولي اهتماماً كبيراً للتدريبات الأمريكية، وستفهم نوع الهجمات التي يُعدّ لها البنتاغون، بالإضافة إلى اقتراح بأن تواصل واشنطن تحديث دفاعات شركائها الإقليميين ضد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار، بهدف طمأنة شركائها الإقليميين، وتقليل تأثير التهديدات الإيرانية في المنطقة.

ويختتم الكاتب بالإشارة إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة بتعزيز قدرات إسرائيل في مجال تزويد الطائرات بالوقود جواً، وزيادة قدرتها على ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، وإقناع القادة الإيرانيين بأنّ الخيار العسكري حقيقي.

وأمس، أعربت قوى أوروبية عن "شكوك جدّية" في مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذّرة من أنّ موقف طهران يقوّض احتمالات إحياء اتفاق 2015.

وبدا أنّ المفاوضين الأوروبيين يحققون تقدّماً باتجاه إحياء اتفاق العام 2015، مع موافقة إيران إلى حدّ كبير على نص المقترح النهائي، لكنّ درجة التفاؤل تراجعت عندما أرسلت الولايات المتحدة ردّها الذي ردّت عليه إيران بدورها.

وفي بيان مشترك أمس، قالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا: إنّ المقترح النهائي الذي طُرح على طهران يمثل "الحدّ الأقصى" لمرونة القوى الأوروبية بشأن الملف.

وأضافت: "للأسف، اختارت إيران عدم استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية الحاسمة"، مشيرة إلى أنّ طهران "تواصل بدلاً من ذلك التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أيّ مبرر مدني معقول".

ويأتي بيان القوى الأوروبية الـ3 بعد يوم على تأكيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّ ردّ إيران الأخير على مسألة إحياء الاتفاق النووي يمثل خطوة "إلى الوراء".

الصفحة الرئيسية