تقرير: مشاعر الأتراك المعادية للاجئين السوريين في تصاعد

تقرير: مشاعر الأتراك المعادية للاجئين السوريين في تصاعد


26/09/2021

يعاني كثير من اللاجئين السوريين في تركيا من المشاعر المعادية للمهاجرين، وقد تم توثيق العديد من التجاوزات في حقهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب تقرير لوكالة أنباء "أسوشيتد برس".

وقد تم الترحيب باللاجئين السوريين في تركيا المجاورة في البداية بأذرع مفتوحة، لكنّ المواقف ازدادت صلابة بالتدريج مع تضخم عدد الوافدين الجدد خلال العقد الماضي.

 تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ويقول العديد من الخبراء إنّ ذلك كان له ثمن

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" شهادات لاجئين عمّا يتعرضون له من اعتداءات على أيدي مواطنين أتراك، بينهم فاطمة الزهراء شون، التي كشفت أنّ جيرانها هاجموها هي وابنها في البناية التي يقيمون فيها في إسطنبول لأنها سورية.

واجهت اللاجئة البالغة من العمر 32 عاماً من حلب، في الأول من أيلول (سبتمبر) امرأة تركية سألتها عما تفعله في "بلدها"، فأجابت شون "من أنت لتقولي هذا لي؟" ليتصاعد الموقف بعدها بسرعة، وفق قولها.

تتذكر شون أنّ رجلاً خرج من شقة المرأة التركية بنصف لباس، وهدد بتقطيع شون وعائلتها "إلى أشلاء".

جارة أخرى جاءت إلى شون وهي تصرخ وتضربها، ثم قامت المجموعة بدفعها على درج. 

وكشفت أنه عندما حاول ابنها عمرو، البالغ من العمر 10 أعوام، التدخل تعرّض للضرب أيضاً.

وقالت إنّ الدافع وراء العدوان هو "العنصرية" دون شك.

تقترب المشاعر المعادية للمهاجرين الآن من نقطة الغليان، تغذيها المشاكل الاقتصادية في تركيا. 

الارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والإسكان حوّل مشاعر العديد من الأتراك تجاه ما يقرب من 5 ملايين أجنبي مقيم في البلاد، ولا سيّما 3.7 مليون شخص فروا من الحرب الأهلية في سوريا.

في آب (أغسطس) الماضي اندلعت أعمال عنف في أنقرة العاصمة التركية، حيث قام حشد غاضب بتخريب المحلات والمنازل السورية، رداً على حادث طعن مميت لمراهق تركي.

وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ويقول العديد من الخبراء إنّ ذلك كان له ثمن. 

وقال سليم سازاك الباحث الأمني الدولي الزائر في جامعة بيلكنت في أنقرة: إنّ مردّ هذا الوضع هو كون الجميع اعتقد أنّ الأمر مؤقت، لكنّ الأتراك انتبهوا في الآونة الأخيرة أنّ هؤلاء الناس لن يعودوا إلى وطنهم.

ثم تابع: "لقد فهموا مؤخراً فقط أنه يتعين عليهم أن يصبحوا جيراناً ومنافسين اقتصاديين وأصدقاء مع هؤلاء الأجانب".

وفي زيارة قام بها مؤخراً إلى تركيا، أقرّ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بأنّ ارتفاع عدد اللاجئين قد خلق توترات اجتماعية، لا سيّما في المدن الكبرى في البلاد.

وحث "الدول المانحة والمنظمات الدولية على بذل مزيد من الجهد لمساعدة تركيا".

وعزز احتمال حدوث تدفق جديد للاجئين في أعقاب استيلاء طالبان على أفغانستان المزاج العام غير المستجيب.

وأثارت مقاطع الفيديو التي يُزعم أنها تظهر عدداً من الشبان الأفغان يتم تهريبهم إلى تركيا من إيران غضباً عارماً، وأدت إلى دعوات للحكومة لحماية حدود البلاد.

وتقول الحكومة إنّ هناك حوالي 300 ألف أفغاني في تركيا، يأمل بعضهم في مواصلة رحلاتهم للوصول إلى أوروبا.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دافع منذ فترة طويلة عن سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين، اعترف مؤخراً بـ "عدم ارتياح" شعبه، وتعهد بعدم السماح للبلاد بأن تصبح "مستودعاً" للاجئين. 

وأرسلت حكومة أردوغان جنوداً إلى الحدود الشرقية لتركيا مع إيران لوقف التدفق المتوقع للأفغان وتسريع بناء جدار حدودي.

 

تقترب المشاعر المعادية للمهاجرين الآن من نقطة الغليان، تغذيها المشاكل الاقتصادية في تركيا

 

ومن المتوقع أن تصبح الهجرة موضوعاً رئيسياً في الحملة الانتخابية، على الرغم من أنّ الانتخابات العامة المقبلة في تركيا ما زالت على بعد عامين.

حزب الشعب الجمهوري وعد بالعمل على تهيئة الظروف التي من شأنها أن تسمح بعودة اللاجئين السوريين. 

وفي أعقاب أعمال العنف المناهضة لسوريا في منطقة ألتنداغ في أنقرة الشهر الماضي، زار المنطقة أوميت أوزداغ السياسي اليميني، وهو يحمل حقيبة فارغة ويقول إنّ الوقت قد حان للاجئين "لبدء توضيب حقائبهم".

واندلعت أعمال الشغب في 11 آب (أغسطس) الماضي، بعد يوم من مقتل مراهق تركي طعناً في قتال مع مجموعة من الشباب السوريين. 

وخرج مئات الأشخاص إلى الشوارع وهم يرددون شعارات مناهضة للمهاجرين، وخربوا متاجر يديرها سوريون ورشقوا منازل اللاجئين بالحجارة. 

وقالت امرأة سورية تبلغ من العمر 30 عاماً ولديها 4 أطفال، طلبت من وكالة "أسوشيتد برس" عدم ذكر اسمها خوفاً من الانتقام: إنّ عائلتها حبست نفسها في الحمام بينما صعد أحد المهاجمين إلى شرفتهم وحاول فتح الباب بالقوة. 

وقالت المرأة: إنّ الحادثة أصابت ابنتها البالغة من العمر 5 أعوام بصدمة، وإنّ الطفلة تعاني من صعوبة في النوم ليلاً.

وما تزال بعض المتاجر في المنطقة مغلقة، وما تزال آثار الاضطرابات ظاهرة، ونشرت الشرطة عدة سيارات وخراطيم مياه في الشوارع لمنع تكرار الاضطرابات.

 وغالباً ما يُتهم السوريون بالفشل في الاندماج في تركيا، الدولة التي لها علاقة معقدة مع العالم العربي تعود إلى أيام الإمبراطورية العثمانية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية