تقرير: السودان على شفا أزمة غذاء لهذه الأسباب

تقرير: السودان على شفا أزمة غذاء لهذه الأسباب


24/03/2022

مع إتمام الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الأول، وإنغلاق آفاق التوصل إلى حل وشيك لإنهاء الحرب، وما خلفته من أعباء إضافية أثقلت كاهل الشعوب التي تعاني بالأساس من أزمات على كافة الأصعدة، حذّرت منظمة إغاثية دولية من أنّ الحرب الروسية الأوكرانية وضعت السودان على شفا أزمة يؤججها نقص الغذاء، خصوصاً مع اعتماد الخرطوم في أكثر من 80% من واردتها من القمح على البلدين المتحاربين.

ويعاني السودان أساساً من أزمة اقتصادية متفاقمة منذ أن نفذ قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان انقلاباً عسكرياً في 25 تشرين الأول (أكتوبر)، أطاح فيه بشركائه المدنيين من إدارة البلاد في فترتها الانتقالية بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير في 2019، ممّا دفع العديد من دول الغرب إلى قطع مساعداتها عن الخرطوم.

حذّرت منظمة إغاثية دولية من أنّ الحرب الروسية الأوكرانية وضعت السودان على شفا أزمة يؤججها نقص الغذاء

ومن جهة أخرى، أدى الصراع الروسي الأوكراني، وما تبعه من عقوبات اقتصادية فرضت على موسكو، إلى تعطيل شحنات الحبوب من البلدين التي تشكل صادراتهما من القمح ما يقرب من 30% من صادرات القمح العالمية، ممّا قد يهدد بعض البلدان بأزمات جوع واضطراب اجتماعي على الصعيد المحلي.

ونقل موقع"فرانس 24" عن ديفيد رايت رئيس العمليات في منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) قوله: إنّ بيانات الأمم المتحدة حذّرت من معاناة "ما يقرب من (20) مليون شخص، أو نصف سكان البلاد تقريباً، من انعدام الأمن الغذائي".

وأضاف رايت: "السودان في وضع غير آمن، خصوصاً أنّ 86 إلى 87% من وارداته من القمح تأتي من روسيا وأوكرانيا"، لافتاً إلى "تزامن" الأحداث في السودان بين الأزمة السياسية وأحداث العنف القبلي في الأقاليم والأزمة الاقتصادية العميقة، ممّا أدى إلى "تفاقم حقيقي لوضع كان سيئاً في الأساس".

 ويُعدّ السودان من أفقر بلدان العالم، ويشهد تسارعاً كبيراً في وتيرة ارتفاع الأسعار، حيث بلغ معدل التضخم السنوي 258% في شهر شباط (فبراير)، ويأتي الخبز على رأس السلع التي تشهد زيادة مطردة في ثمنها في الأشهر الأخيرة.

الأمم المتحدة حذّرت من معاناة ما يقرب من (20) مليون شخص، أو نصف سكان البلاد تقريباً، من انعدام الأمن الغذائي

وكان سعر الخبز من الأسباب الرئيسية لاندلاع انتفاضة كانون الأول (ديسمبر) 2019، التي انتهت بسقوط البشير ونظامه في نيسان (أبريل) من العام نفسه. وما يفاقم الأوضاع سوءاً هو تجميد الصادرات من روسيا؛ بسبب العقوبات الدولية الشاملة التي فرضت على موسكو بعد غزوها أوكرانيا منذ قرابة شهر، ممّا ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود عالمياً.

 تكيّف سلبي

قال رايت: إنّ الأسر السودانية قد "تلجأ أيضاً إلى استراتيجيات تكيّف سلبية"، بما في ذلك إجبار الأطفال على ترك المدارس أو زواج الفتيات القاصرات. وأضاف أنّ "المهمشين هم أكثر الأشخاص معاناة من أسوأ الآثار"، مشيراً إلى النازحين السودانيين داخلياً الذين بلغ عددهم (3,3) ملايين شخص في إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الأخرى.

 وحذّر رايت أيضاً من أنّ المساعدات الموجهة للاحتياجات الإنسانية في السودان وأماكن أخرى قد تتأثر بالاحتياجات المتزايدة في أوكرانيا التي تشهد حرباً، قائلاً: "إنّه لأمر رائع أن نرى التضامن الذي يتم التعبير عنه بمساعدة الأوروبيين لبعضهم بعضاً...، لكن ما يقلقنا هو أنّه سوف يمتصّ الكثير من أموال نظام (المساعدات) الإنسانية في العالم".

في كانون الأول (ديسمبر) قدّرت الأمم المتحدة أنّ ما يقرب من ثلث سكان السودان، أو أكثر من (14) مليون شخص، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام 2022، كذلك استقبلت البلاد أكثر من مليون لاجئ فرّوا من الصراعات في بلدانهم، مثل جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا وغيرها، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية