في انعكاس واضح لدعم الولايات المتحدة الأمريكية لحركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنّ بلاده لن تتخلى عن "أصدقائها في تونس"، في إشارة إلى الحركة الإخوانية، التي تلقت ضربة قاتلة بتمرير الدستور الجديد، الذي يتصدى للأحزاب ذات المرجعية الدينية، وفي مقدمتها "النهضة".
ونقلت قناة "نسمة" التونسية عن أوستن قوله: "لن نتخلّى عن أصدقاء أمريكا في تونس! بيننا في تونس من يتمتّعون بالرعاية الأمريكية، وقد يعودون إلى الحكم على ظهر دبّابة"؛ الأمر الذي أثار غضب الاتحاد العام التونسي للشغل، فقد اعتبر الناطق باسم الاتحاد سامي الطاهري تصريحات وزير الدفاع الأمريكي "تهديداً واضحاً وتدخلاً سافراً في الشأن التونسي"، مشيراً إلى أنّ هناك من يتمتع بالرعاية الأمريكية في تونس.
أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنّ بلاده لن تتخلى عن "أصدقائها في تونس"، في إشارة إلى الحركة الإخوانية
وفي حوار مع وكالة الأناضول نُشر أمس، أقر راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة بدعم الولايات المتحدة للحركة الإخوانية، قائلاً: "أمريكا دعمت دكتاتوريات كثيرة في العالم وانقلابات، ولكن عندما تقف إلى جانب الديمقراطية نقول: هذا موقف صح".
لوبيات متربصة
في حين اعتبر الناطق باسم اتحاد الشغل التونسي تصريحات الوزير الأمريكي "تدخلاً سافراً" في شؤون تونس، أشار إلى أنّ هناك ما أطلق عليه "لوبيات" "تستعد وتتربص" بتونس، في الوقت الذي تمر فيه البلاد بـ"وضع اقتصادي متدهور ووضع اجتماعي كارثي"، مع تنامي الفساد.
اعتبر الناطق باسم الاتحاد سامي الطاهري تصريحات وزير الدفاع الأمريكي "تهديداً واضحاً وتدخلاً سافراً في الشأن التونسي"
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد اعتبر، في تصريحات أول من أمس، أنّ تونس تشهد "تآكلاً للديمقراطية"، وأنّ "حلمها في تكريس حكم ذاتي مستقل بات مرة أخرى في خطر"، نتيجة صراعات بين من سمّاهم بـ"داعمي الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، وبين قوى الاستبداد والفوضى والفساد".
أوستن هو وزير دفاع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المعروف بدعمه للإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي التي دمرت سوريا، بإيعاز من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد باراك أوباما، وفقاً لتسريب نشرته ويكيليكس لإحدى إيميلاتها، ضمن ما عُرف بـ"ثورات الربيع العربي" التي كان الهدف منها تصعيد الإخوان المسلمين إلى الحكم في عدد من الدول العربية.