تحرك أممي على الأرض لمنع انهيار هدنة الحديدة

تحرك أممي على الأرض لمنع انهيار هدنة الحديدة


27/12/2018

عقدت لجنة عسكرية تضم طرفي النزاع اليمني وترأسها الامم المتحدة، اجتماعها الاول في الحديدة الاربعاء لتبدأ رسميا مهمتها المتمثّلة في منع الهدنة من الانهيار وفي الاشراف على الانسحاب المتفق عليه من المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين المدنيين.

وقال مسؤول مقرّب من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ان ممثلي السلطة "اجتازوا خطوط التماس في الحديدة بشكل آمن، ووصلوا إلى فندق يونيون حيث يقع مقر اللجنة" في شرق المدينة.

من جهته، ذكر مسؤول في الحكومة اليمنية ان ممثلي السلطة "تنقّلوا على متن سيارات تابعة للأمم المتحدة" للدخول الى المدينة المطلة على البحر الاحمر.

واللجنة مكلّفة بـ"مراقبة وقف إطلاق النار" في محافظة الحديدة والذي تم التوصل إليه في محادثات سلام في السويد هذا الشهر، وتطبيق بندين آخرين في الاتفاق ينصان على انسحاب المتمردين من موانئ المحافظة، ثم انسحاب الاطراف المتقاتلة من مدينة الحديدة.

ويسيطر المتمرّدون على الجزء الأكبر من أرجاء المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.

ويسري وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 كانون الاول/ديسمبر. وقبيل الاجتماع الأول للجنة، اندلعت اشتباكات جديدة في مدينة الحديدة بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين.

وتردّدت في القسم الشرقي من المدينة المطلة على البحر الاحمر في الساعات الأولى من صباح الاربعاء أصوات طلقات مدفعية واشتباكات بالاسلحة الرشاشة.

ورغم الخروقات، قال المسؤول المقرب من الحكومة اليمنية "نتوقع الخروج بنتائج ايجابية" من اجتماع "لجنة تنسيق إعادة الانتشار".

بدأت حرب اليمن في 2014، ثم تصاعدت حدّتها مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري يضم الامارات خصوصا في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة المتمرّدين الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في النزاع اليمني منذ بدء عمليات التحالف، بينما يواجه نحو 14 مليون من السكان خطر المجاعة. وتدخل عبر ميناء مدينة الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في اليمن.

ويطالب التحالف بانسحاب المتمردين من موانئ محافظة الحديدة (الحديدة والصليف ورأس عيسى) بحلول نهاية يوم 31 كانون الأول/ديسمبر.

كما أنّه يتوجّب على المتمرّدين والقوات الموالية للحكومة الانسحاب من مدينة الحديدة التي يسيطر عليها المتمردين منذ 2014، بحلول نهاية السابع من كانون الثاني/يناير المقبل.

وقال المصدر في التحالف لفرانس برس مساء الثلاثاء "نحن سعداء لوصول الجنرال كمارت لبدء الاشراف على تطبيق الاتفاق". وأضاف "نتطلع لدعم جهوده".

وتابع "نأمل في أن ينجح، لكن إذا لم يحدث ذلك، فاننا نملك الحق لاعادة إطلاق الحملة لتحرير المدينة" التي تحاول القوات الموالية للحكومة استعادتها منذ أشهر بدعم من التحالف.

وكان كمارت أكّد في اجتماع مع مسؤولين محليين في مدينة الحديدة الاثنين ان اللجنة التي يقودها ستعمل على تطبيق الاتفاق ومنع الهدنة من الانهيار كما حدث في مرات سابقة في اليمن.

وأوضح أن "خرق الاتفاق يعني العودة للوراء وليس التقدم للامام. الهدف من وجود جداول زمنية قصيرة هو عدم فقدان الزخم الذي وفّره الاتفاق".

وفي السويد، اتّفق طرفا النزاع كذلك على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز (جنوب غرب) التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمرّدون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وكذلك على عقد جولة محادثات جديدة الشهر المقبل لوضع الأطر لاتّفاق سلام ينهي الحرب.

ويرى محللون أنّ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها هي الأهمّ منذ بداية الحرب لوضع البلد الفقير على سكّة السلام، لكنّ تنفيذها على الأرض تعترضه صعوبات كبيرة، بينها انعدام الثقة بين الاطراف.

وتبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع دوله الجمعة اتفاقات السويد، وبينها إرسال المراقبين المدنيين إلى اليمن بهدف تأمين العمل في ميناء الحديدة الاستراتيجي والإشراف على إجلاء المقاتلين من هذه المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان.

عن "ميدل إيست أونلاين"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية