تحذيرات... أوروبا تواجه أزمة حقيقية في هذا القطاع

تحذيرات... أوروبا تواجه أزمة حقيقية في هذا القطاع


05/01/2022

تواجه قارة أوروبا خطر نفاد مادة الغاز في الشهرين المقبلين؛ بسبب الطقس المتجمد، وانخفاض احتياطيات الوقود الأزرق في المستودعات، وانخفاض الإمدادات الروسية.

وحذّرت وكالة "بلومبرغ"، في تقرير لها، من تفاقم أزمة الغاز في أوروبا، قائلة: "أمامنا أبرد شهرين من الشتاء، لذلك هناك مخاوف من أنّ الغاز قد ينفد من أوروبا".

وأشارت وكالة "بلومبرغ" إلى مؤشرات مسبقة لحدوث هذه الأزمة، ومنها الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتراجع الإنتاج المحلي (في أوروبا) للغاز الطبيعي.

وكانت أوروبا قد شهدت العام الماضي انخفاضاً في إنتاج الكهرباء بسبب تقلبات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وكالة "بلومبرغ" تُحذّر من تفاقم أزمة الغاز في أوروبا؛ بسبب نقص الإمدادات الروسية من الغاز

من جهته، أشار نائب رئيس شركة الاستشارات Wood Mackenzie ماسيمو دي أوداردو إلى أنّ السبيل الوحيد أمام أوروبا لتجاوز الوضع الحالي هو زيادة إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا عبر المسارات الحالية أو عبر إطلاق مشروع "السيل الشمالي-2".

وبدأت أسعار الغاز في أوروبا بالارتفاع منذ الربيع الماضي، وأمس ارتفع سعر العقود الآجلة للغاز في أوروبا ليتجاوز مستوى (1100) دولار لكل (1000) متر مكعب، بارتفاع بنسبة 30%، وقبل ذلك بيوم تمّ تداول العقود عند (800) دولار، بسبب نقص الإمدادات الروسية لأوروبا.

وقال متعاملون: إنّ خط الأنابيب الرئيسي الذي يُستخدم عادة لنقل الغاز من سيبيريا إلى أوروبا ما زال يعمل في الاتجاه المعاكس، مرسلاً تدفقات الغاز من ألمانيا إلى بولندا، في الوقت الذي تراجعت فيه أيضاً إمدادات الغاز الروسي من أوكرانيا إلى سلوفاكيا.

وتتسلط أضواء كثيفة على صادرات الطاقة الروسية في ظلّ مواجهة على نطاق أوسع بين الغرب وموسكو، بشأن قضايا من بينها التوترات مع جارتها أوكرانيا، التي تعزز علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي.

ارتفع سعر العقود الآجلة للغاز في أوروبا لتتجاوز مستوى (1100) دولار لكل (1000) متر مكعب، بارتفاع بنسبة 30%

وأظهرت بيانات شركة «جاسكاد»، مُشغِّل الشبكة الألماني، أنّ إمدادات الغاز عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، الذي يضخ الغاز الروسي في اتجاه الغرب نحو أوروبا، قفزت أمس في الاتجاه المعاكس نحو الشرق مع تدفق الغاز من ألمانيا إلى بولندا لليوم الـ15 على التوالي.

وقال متعامل: إنّ توقعات الطقس شديد البرودة في أوروبا أسهمت بنصيب في الضغط التصاعدي على الأسعار، لكنّ تدفقات الغاز الروسية المنخفضة هي السبب الرئيسي.

وتعاني أوروبا من أزمة طاقة منذ العام الماضي، عندما أدى رفع قيود كوفيد-19 إلى زيادة الطلب على المخزونات المستنفدة من الغاز الطبيعي.

وتضاعفت الأسعار لأكثر من (5) أمثال السعر القياسي منذ كانون الثاني (يناير) 2021، ممّا ترتب عليه ضغوط على المستهلكين والشركات وتهديد للانتعاش الاقتصادي.

على صعيد آخر انخفض حجم الغاز الروسي المنقول عبر أوكرانيا إلى أوروبا 25% العام الماضي؛ الأمر الذي تسبب في الحدّ من تدفق مورد إيرادات رئيسي لاقتصاد أوكرانيا المتعثر في وقت يتصاعد فيه التوتر مع موسكو.

وقالت الشركة الحكومية المُشغِّلة لمنظومة نقل الغاز في أوكرانيا أمس: إنّه تم نقل (41.6) مليار متر مكعب من الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا في 2021، بما يعادل (114) مليون متر مكعب يومياً في المتوسط.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ الكمية تلك تزيد قليلاً عن الـ40 مليار متر مكعب التي تعهدت شركة غازبروم الروسية العام الماضي بضخها عبر أوكرانيا.

وتراجع مستوى العلاقات بين كييف وموسكو بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ونشوب حرب في شرق أوكرانيا، وتعمل موسكو كذلك على تطوير طرق أخرى لنقل الغاز إلى أوروبا؛ ممّا يهدد تدفق الإيرادات لأوكرانيا، التي كانت قد بلغت ملياري دولار عام 2020.

وتتهم كييف روسيا بخفض إمدادات الغاز عبر أوكرانيا لرفع الأسعار وممارسة ضغط على الاتحاد الأوروبي لإقرار خط أنابيب آخر، هو «نوردستريم2» الجاهز لضخ الغاز الروسي لأوروبا بعيداً عن أوكرانيا.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية