بمساعدة الذكاء الاصطناعي... خبراء يكملون السيمفونية العاشرة لبيتهوفن

بمساعدة الذكاء الاصطناعي... خبراء يكملون السيمفونية العاشرة لبيتهوفن


11/10/2021

تمكّن فريق خبراء ألماني، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، من إكمال السيمفونية العاشرة لبيتهوفن، والتي تركها الموسيقي الكبير غير مكتملة عند وفاته عام 1827.

وبمناسبة عيد ميلاده الـ 250، عُرض السبت 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2021 العمل، الذي تم تأجيله بسبب جائحة كورونا، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، كجزء من مهرجان بيتهوفن.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي.. الدماغ لن يعود حكراً على الإنسان

ولهذا الغرض شكلت شركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تيليكوم"، ومقرها مدينة بون مكان مسقط رأس بيتهوفن، فريقاً من الخبراء، ضم مجموعة من علماء الموسيقى والملحنين وعلماء الكمبيوتر، حاولوا تحليل وتعلم أسلوب بيتهوفن، بطريقة تمكنهم من إكمال عمله "غير المكتمل".

وقد تم إكمال العمل عبر تغذية برنامج الذكاء الاصطناعي بعدد قليل من الرسومات والمسودات المكتوبة بخط اليد تركها بيتهوفن ونجت من التلف، بالإضافة إلى القطع الموسيقية التي ألفها معاصروه.

تم تزويد البرنامج بسيمفونيات بيتهوفن وسوناتات البيانو (sonnets) والرباعيات الوترية التي ألفها

ويقول ماتياس رودر، مدير معهد "كاراغان" في سالزبورغ: "علينا أن نتخيل أنّ بيتهوفن كان عندما تأتيه أفكار جديدة يدونها في نفس اللحظة، أحياناً على شكل كلمات مكتوبة، وأحياناً كعلامات موسيقية".

وبناء على هذه المواد المتوفرة، وضع مدير المشروع وفريقه افتراضات "كيف كان بيتهوفن سيكمل أشياء معينة؟"، حسبما أوضح رودر أكثر عن عمل فريقه في بيان صحفي.

وتم تزويد البرنامج بسيمفونيات بيتهوفن وسوناتات البيانو (sonnets) والرباعيات الوترية التي ألفها؛ أي إنه تتم تغذية الذكاء الاصطناعي وتدريبه وتكرار ذلك، وكحال الشبكة العصبية في الدماغ، فإنّ الكمبيوتر قادر على إنشاء اتصالات جديدة بشكل مستقل.

ويتم إرجاع النتائج الأنسب إلى النظام لتضاف إلى المواد الأصلية التي زُود بها.

 تم إكمال العمل عبر تغذية برنامج الذكاء الاصطناعي بعدد قليل من الرسومات والمسودات المكتوبة بخط اليد تركها بيتهوفن ونجت من التلف، بالإضافة إلى القطع الموسيقية التي ألفها معاصروه

ويقول البروفيسور روبرت ليفين، عالم الموسيقى في جامعة هارفارد: "ما يتيحه لنا الذكاء الاصطناعي هو إمكانية تقديم مسار إضافي لجملة موسيقية بعشرين أو حتى مئة نسخة مختلفة. وهذا أمر رائع جداً، لأنه إذا تم إجراؤه بشكل جيد من خلال الخوارزميات، فإنّ كل محاولة تكون معقولة"، وفق ما أورد موقع "دويتشه فيله" الألماني.

ويعتبر هذا التعاون مثيراً للغاية بالنسبة للبحث العلمي؛ لأنه يوضح أكثر كيف تدعم الآلات الإنسان، أو حتى تساعد على تقليد الإنجازات الإبداعية.

ويوضح أحمد الجمال، مدير معمل الفنون والذكاء الاصطناعي في جامعة روتجرز في نيويورك، ومطور "برنامج بيتهوفن للذكاء الاصطناعي" في تصريحات للصحيفة الألمانية: "أردنا أن نفهم بشكل أفضل ما مدى قدرة التقنية على توليد الموسيقى، وحاولنا اختبار أبعد حد يمكن الوصول إليه، عموماً، استخدمنا بعض الوحدات النمطية لما يسمى معالجة اللغة الطبيعية، المستوحاة من معالجة اللغة البشرية الطبيعية".

اقرأ أيضاً: "نفط المستقبل".. كيف سبقت الإمارات غيرها في توظيف الذكاء الاصطناعي؟

يذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الخبراء إلى الذكاء الاصطناعي لإكمال أعمال موسيقية تركها أصحابها غير مكتملة، فقد سبق لفريق من خبراء الموسيقى والبرمجيات الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإكمال مؤلفات غير مكتملة للموسيقيين غوستاف مالر وفرانز شوبرت.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية