بعد نفي "قسد" و"الكردستاني" مسؤوليتهما... فمن يقف وراء تفجير إسطنبول؟

بعد نفي "قسد" و"الكردستاني"... من يقف وراء تفجير إسطنبول؟

بعد نفي "قسد" و"الكردستاني" مسؤوليتهما... فمن يقف وراء تفجير إسطنبول؟


15/11/2022

وسط تكهنات بتورط المخابرات التركية في التدبير له وإمكانية توظيفه من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نفى حزب العمال الكردستاني أيّ صلة له بالهجوم الذي وقع في شارع الاستقلال في إسطنبول مساء الأحد، وأسفر عن مقتل (6) أشخاص، وقال الحزب الانفصالي: "إنّه من غير الوارد بالنسبة إلينا استهداف المدنيين بأيّ شكل من الأشكال". 

وقال الحزب الذي يخوض تمرّداً مسلّحاً ضد أنقرة منذ العام 1984، في بيان نشرته وكالة فرات للأنباء: "إنّنا لن نستهدف مدنيين بشكل مباشر، ولا نقبل أعمالاً تستهدف مدنيين"، وأضاف: "شعبنا والأشخاص الديمقراطيون يعلمون عن كثب أنّنا لسنا على صلة بهذا الحادث".

لا يستبعد مراقبون سيناريو تورط المخابرات التركية خدمة للأجندة السياسية للرئيس التركي وحزبه

إعلان المجموعة التي تعتبرها تركيا "إرهابية" عدم مسؤوليتها عن التفجير الذي وقع الأحد في شارع الاستقلال، جاء بعد أن كشفت السلطات التركية الإثنين تفاصيل تتعلق بهوية منفذ الهجوم الدامي، فقد أكدت الشرطة التركية أنّ "منفذة هجوم إسطنبول هي امرأة من الجنسية السورية، تلقت تدريباً على أيدي الميليشيات الكردية في سوريا".

وهو ما ينفيه مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الذي نفى وجود أيّ علاقة بين قواته والانفجار الذي استهدف شارعاً حيوياً في الشطر الأوروبي من إسطنبول، وقال عبدي في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "إنّنا نؤكد أنّ قواتنا ليست لها أيّ علاقة بتفجير إسطنبول، ونرفض المزاعم التي تتهم قواتنا بذلك"، مضيفاً: "نعبّر عن خالص تعازينا لأهالي المفقودين والشعب التركي، ونرجو للجرحى الشفاء العاجل".

هذا، وأكدت تقارير تركية أنّ المشتبه بها التي تُدعى أحلام بشير، دخلت تركيا بطريقة غير قانونية من سوريا، قادمة من منطقة عفرين التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها منذ هجوم على المنطقة استهدف الأكراد قبل بضع أعوام.    

يُعتقد أنّ أردوغان وحزبه سيوظفان هذا الاعتداء لأغراض انتخابية أو لعمل عسكري

بالمقابل، أكدت الإدارة الذاتية الكردية أنّ "المدعوة أحلام البشير لا قيود لها في مناطقنا". واعتبرت أنّ اتهام أنقرة "لبعض مؤسساتنا العسكرية يتماشى بالمطلق مع سياسات تركيا وأفعالها التي تريد من خلالها في كل مرة خلق الذرائع والحجج لتهيئة الأرضية لمهاجمتنا".

ومنذ العام 2016 شنت تركيا (3) عمليات عسكرية في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد، وتمكنّت مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على مناطق حدودية واسعة.

ولا يستبعد مراقبون، بحسب صحيفة "أحوال تركيا"، سيناريو تورط المخابرات التركية خدمة للأجندة السياسية للرئيس التركي وحزبه، لكنّ هذا السيناريو يبقى مجرد افتراضات، ولا توجد أيّ أدلة تثبت صحته.

وبحسب المصدر نفسه، يُعتقد أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية سيوظفان هذا الاعتداء، أيّاً كانت الجهة التي تقف وراءه، لأغراض انتخابية أو لعمل عسكري يجري التحضير له في الغرف المغلقة لوزارة الدفاع التركية.

التفجير يذهب إلى أبعد من مجرد اعتداء إرهابي، والغاية منه إمّا انتخابية، وإمّا التحضير  لهجوم عسكري

ونقلت الصحيفة عن مصادر كردية أنّ التفجير الذي هز وسط إسطنبول يذهب إلى أبعد من مجرد اعتداء إرهابي، وأنّ الغاية إمّا انتخابية، وإمّا التحضير لهجوم واسع على مدينة كوباني أو عفرين، بذريعة أنّ من نفذ الهجوم هو حزب العمال الكردستاني، وأنّ المرأة التي اعتقلتها الشرطة التركية ونسبت إليها وضع حقيبة بها عبوة ناسفة في الميدان تتحدر من المناطق الكردية السورية.

وقد عثرت الشرطة التركية أثناء إلقاء القبض على منفذة الهجوم على مسدس وبعض العملات الأجنبية والتركية، بالإضافة إلى كميات من الذهب، وذلك قبل الإعلان عن اعتقال عدد من المتورطين في التفجير الذي هز وسط إسطنبول بعد ظه أول من أمس.

يُذكر أنّ الشرطة التركية أكدت الإثنين أنّ المنفذة الرئيسية للهجوم شابة سورية الجنسية تدعى أحلام البشير، وهي من زرعت القنبلة في الشارع المكتظ، وأضافت الشرطة أنّ منفذة الهجوم تلقت تدريباتها في سوريا من قبل "حزب العمال الكردستاني"، ودخلت الأراضي التركية بشكل غير قانوني من المنطقة الممتدة بين مدينتي عفرين وإدلب.

وتعتبر كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، تقود تمرداً على الدولة التركية منذ 1984، وقد سقط أكثر من (40) ألف قتيل في الاشتباكات.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية