بعد تورطهم في عملية البحر الميت.. مصير الإخوان على المحك

القراعان الأردن لديه حكومة واحدة وجيش واحد وليس من الحكمة والعقلانية أن تعتبر أي جهة نفسها مسؤولة عن إرادة الأردنيين والدولة

اثار العملية التي نفذتها الإخوان المسلمين في الاردن ضد الجيش الإسرائيلي من خلال اختراق عنصرين منها الحدود، الكثير من التساؤلات:  هل باتت الجماعة تسير على خطى حماس ؟ وهل كشفت عن وجهها الآخر من خلال العملية التي نفذت، التي اعتمدت فيها أسلوب الحركة الفلسطينية؟ وهل عملياً دخل إخوان الأردن العمل المسلح ؟ وما هي تداعيات هذه القضية على العلاقة بين الإخوان والدولة الأردنية؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير يطرحها الشارع الأردني في الوقت الحالي.

عامر قواس ووسام أبو غزالة، يمثلان «حالة مستجدة» تماما ومهمة للغاية برزت وفي اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة المفتوحة على كل الاحتمالات

عامر قواس ووسام أبو غزالة، يمثلان «حالة مستجدة» تماما ومهمة للغاية برزت وفي اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة المفتوحة على كل الاحتمالات، خلافا للوضع المتوتر والمتأزم أصلا على أكتاف منطقة الأغوار حيث الحدود الأردنية مع إسرائيل.

فوفق صحيفة عكاظ السعودية فإن الأول معلم أردني  من مواليد عام 1999، متزوج ولديه عائلة، أما الثاني فهو مهندس يعمل في القطاع الخاص ، كلاهما قرر تنفيذ عملية في منطقة الأغوار «نصرة لغزة»، وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان مقتل يحيى السنوار، ولعلها المرة الأولى تماما منذ عام 1994، التي تشهد فيها الأغوار عملية من هذا النوع مسجلة عبر «وصية شرعية» على طريقة عمليات حماس.

الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين معاذ خوالدة،  أكد أن عامر قواس وحسام أبو غزالة مسجلان تنظيميا في تنظيم الإخوان

المهندس والمعلم كما يرد في منصات التواصل الاجتماعي صديقان وتربطهما علاقة خاصة انتهت فيما يبدو باتخاذ قرار بتنفيذ عملية إطلاق نار ومواجهة الجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة ملحقة بالبحر الميت، وأسفرت عن مقتلهما وإصابة جنديين إسرائيليين.

ووفق الصحيفة ذاتها فان المنفذان في المستجد الأكثر أهمية من الشباب الجامعي الناجح المتدين ولديهما خلفية وظيفية متقدمة والأهم استعمال «ألقاب شرعية دينية» أبو عبيدة الشافعي وأبو عز الدين ، فيما العنصر الأبرز في عملية البحر الميت يمثله الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين معاذ خوالدة، الذي نقلت عنه وكالات الأنباء القول الصريح إن كلا من عامر قواس وحسام أبو غزالة مسجلان تنظيميا في تنظيم الإخوان.

العموش: احذر إخوان الأردن من الانجرار وراء العاطفة على حساب أمن البلد واستقراره ، فكلنا مع غزة وضد الصهاينة ولكن الأمر أكبر مما نتخيل

وتعليقا على العملية وجه القيادي الإسلامي السابق  الدكتور بسام العموش تحذيرا لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، التي بارك ذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي عملية البحر الميت.

وقال النائب والوزير والسفير الأسبق العموش،  في منشور له على الفيسبوك تعليقا على بيان الحزب: "احذر إخوان الأردن من الانجرار وراء العاطفة على حساب أمن البلد واستقراره ، فكلنا مع غزة وضد الصهاينة ولكن الأمر أكبر مما نتخيل".

بدوره حذر الأكاديمي الأردني الدكتور خلف الطاهات ، جماعة الإخوان المسلمين في الاردن ، من “أن تخرج الجماعة عن حدود الدولة الأردنية بالتحريض على العنف أو جر الأردن لمربعات الفوضى”.

الطاهات  يحذر من أن تخرج جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، عن حدود الدولة الأردنية بالتحريض على العنف أو جر الأردن لمربعات الفوضى

وقال الطاهات في منشور له على منصة إكس امس “جماعة الإخوان في الأردن أمام مسؤوليات لا وقت فيها لترف الاستعراض والشعبويات التي دمرت غزة لارتهان قياداتها للقرار الإيراني الذي ضحى بجنوب لبنان وغزة لحماية مصالحه. لا يجب بأي حال أن تخرج الجماعة عن حدود الدولة الأردنية بالتحريض على العنف أو جر الأردن لمربعات الفوضى”.

هذا واعتبر استاذ الاعلام والكاتب الصحفي الدكتور محمد كامل القرعان، انه من الرعونة وعدم المسؤولية الخروج عن الإطار الوطني لأي حركة أو جماعة تخطط وتنفذ عمليات خارج حدودنا كوننا نحتكم لدولة ذات سيادة وجيش قوي وتتحرك بعقلها السياسي الكبير تجاه احداث غزة.

وقال القرعان في منشور على منصة اكس أنه بعد تنفيذ عملية لمتسللين شابين أردنيين "لن يكون أحد معنياً بغزة وفلسطين أكثر من الأردن وقيادته الهاشمية الحكيمةًً.

وشدد على ان الاردن لديه حكومة واحدة وجيش واحد وليس من الحكمة والعقلانية أن تعتبر أي جهة نفسها مسؤولة عن إرادة الأردنيين والدولة.

الرداد: مهما حاول الإخوان التنصل من مسؤوليتهم عن العملية، فإنها عملية تم التخطيط لها والتنفيذ من قبل الجماعة أو على الأقل من قبل تيار فيها، يعمل مع حركة حماس وإيران

من جهته قال الخبير الامني الاردني عمر الرداد أن تبني الإخوان المسلمين الهجوم الذي نفذه عضوان من الجماعة أمس، انطلاقا من جنوب البحر الميت، يعكس تحولا عميقا في علاقة الإخوان المسلمين في الأردن مع الدولة، تلك العلاقة التي حكمتها مقاربة " اللاحرب واللاسلم" بمعنى أن الدولة صاغت هذه العلاقة على أساس أنهم ليسوا أعداء ولا حلفاء.

وأضاف الرداد في مقالة نشرها عبر موقع مدار الساعة المحلي إن أصدر الإخوان المسلمون بيانا صحفيا بعد مضي أكثر من ١٥ ساعة على العملية يزعمون فيه إن العملية فردية، وذلك بعد نشر وصايا المنفذين، وصدور بيان عن حزب جبهة العمل الإسلامي يبارك العملية، على طريقة بيانات حماس في مباركة عمليات القسام بالضفة الغربية، والإعلان عن مهرجان مركزي احتفالا بعرس الشهيدين.

وأكد العميد المتقاعد ، أنه مهما حاول الإخوان التنصل من مسؤوليتهم عن العملية، فإنها عملية تم التخطيط لها والتنفيذ من قبل الجماعة أو على الاقل من قبل تيار فيها، يعمل مع حركة حماس وإيران، وهي محطة من محطات الخط البياني المتصاعد للجماعة عبر نشاطات جماهيرية، استهدفت الدولة الأردنية.

من جهته قال وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة ان تبني تنظيم الإخوان المسلمين لهجوم أمس، دليلا على أن هناك تنظيما عسكريا للجماعة يحمل أجندة وهذا يأخذنا إلى مكان آخر.

واضاف المعايطة في تصريح صحفي لقناة المملكة الأردنية، أن العملية التي تمت أمس بالبحر الميت سواء كانت فردية أو حتى متبنى من الإخوان ستحدد مسار العلاقة مع الإسلاميين في الأردن بشكل جوهري، لهذا على الجماعة إصدار توضحات كاملة للدولة  وللرأي العام، لان الدولة لها سيادة وحقوق على الجميع وليس من حق أحد أن يذهب بأي اتجاه مخالف لتوجيهاتها.

المعايطة: إذا عملت الجماعة على  إنشاء تنظيم مسلح مهما كانت مهامه أو أجندته فهذا تغيرا جوهريا، سيأخذ علاقة الدولة بالإخوان إلى مسارات مختلفة 

وأكد وزير الاعلام الاسبق نه إذا انشأ تنظيم الإخوان خلايا مسلحة فان هذا سيعيدنا الى عقود مضت  كنا فيها بمسار مختلف ومؤسف، وهذا الأمر سنتوقف عنده طويلا. أ

وأوضح المعايطة أن على الإخوان توضيح موقفهم حول الاثنين الذان نفذا الهجوم، هل هو عمل فردي أو أن هناك طرف ثالث يستغفل الإخوان، لأنه إذا عملت الجماعة على  انشاء تنظيم مسلح مهما كانت مهامه او اجندته فهذا تغيرا جوهريا، سياخذ علاقة الدولة بالإخوان الى مسارات مختلفة عما هو موجود عليه اليوم. 

هذا وجددت جماعة عمان لحوارات المستقبل تحذيرها من المحاولات المحمومة التي تبذلها بعض الجهات لتوريط الأردن في صراعات لا تخدم الشعب الأردني ولا أمته.

وجددت في بيان نشرته وسائل الإعلام المحلية اليوم، دعوتها للأردنيين لرص صفوفهم خلف قائد الوطن، ولحماية ظهر قواتهم المسلحة واجهزتهم الأمنية، حماة امن الأردنيين واستقرارهم،  في منطقة تمور بلدانها بالقلاقل  والفتن بل والمذابح وفقدان مواطنيها للأمن و الاستقرار، حيث تبذل بعض الجهات جهودا مضنية لهز استقرار وآمن الأردن والأردنيين. 

كما دعت الجماعة الأردنيين إلى عدم  الاستجابة للخطابات الشعبوية، التي لا هم لاصحابها الا تحقيق الشهرة، وتحقيق مصالح ضيقة. ولو كان ذلك على حساب مصالح الوطن العليا.في طليعتها أمن الأردنيين واستقرارهم.

كما جددت الجماعة دعوتها لقادة الأحزاب والسياسين الى اعتماد خطاب عقلاني يراعي ظروف الاردن، ويساهم ببناء الوعي الجمعي الوطني الذي يشكل حاجز صد مهم أمام المخاطر التي تواجه الأردنيين ووطنهم.وأولها الخطر الصهيوني. 

وختمت جماعة عمان لحوارات المستقبل بيانها بدعوة الأردنيين، إلى الحذر من الانقياد للإشاعات المغرضة التي تهدف إلى أضعاف ثقتهم بأنفسهم بوطنهم، من خلال التشكيك بمواقف دولتهم، لأنها تخوض معركة سياسية يقودها جلالة الملك، للدفاع عن قضايا أمتهم، وفي طليعتها وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان.

وكانت قد أعلنت جماعة الإخوان في الأردن ، انتماء منفذي "عملية البحر الميت" إلى صفوفها ودعت "للاحتفال بهما".

وأكدت جماعة الإخوان في بيان لها، امس أن العملية "جاءت كرد فعلٍ فردي من شباب أردني لم يتحملوا مشاهد الوحشية الصهيونية الغاشمة"، وردا على ما وصفته بـ"المجازر الإسرائيلية بحق النساء والأطفال في غزة"، وفق ما نقلت رؤيا.