"الفكرة والقناع".. كتاب يفكك نماذج إخفاء الصورة الوحشية للإسلاميين والجهاديين

"الفكرة والقناع".. كتاب يفكك نماذج إخفاء الصورة الوحشية للإسلاميين والجهاديين

"الفكرة والقناع".. كتاب يفكك نماذج إخفاء الصورة الوحشية للإسلاميين والجهاديين


04/04/2024

فضح كتاب “الفكرة والقناع” للصحافي المختص بالشأن الديني محمود عبدالله تهامي حول أنساق التضليل عند منظري الجماعات المتطرفة من أهم هذه الإصدارات، الخداع الذي مارسته نخب مستقلة روجت لأفكار مؤسسي الجماعات الدينية عبر دسها داخل مقولات وتصديرها في منتجات معرفية اتخذت الأقنعة ستارًا للتمويه والتحايل على القراء.

تتبع تهامي نماذج الانحياز إلى فكر الإسلاميين في مؤلفات وكتابات العديد من النخب الليبرالية واليسارية، لافتاً إلى مغالطات عقلية وتاريخية استندوا إليها، ورد الأفكار إلى جذورها لإظهار اتساقها مع أفكار الإسلام السياسي.

واستبعدت الأقنعة التي ارتداها بعض المثقفين والمفكرين من خارج الإطار التنظيمي للجماعات اللغة الصدامية، لكنها تسربت بنعومة محدثة تغييرًا وبلبلة في كل المجالات لإخفاء الصورة الوحشية للإسلاميين والجهاديين.

 

فضح كتاب “الفكرة والقناع” الخداع الذي مارسته نخب مستقلة روجت لأفكار مؤسسي الجماعات الدينية عبر دسها داخل مقولات وتصديرها في منتجات معرفية 

 

كما لفت الباحث محمود عبدالله تهامي إلى أنّ أدلجة التاريخ تمت بتحويله إلى مجموعة من القوانين والمعادلات الرياضية التي ركزت على تلميع صورة جماعات الإسلام السياسي وقادتها، حيث تؤخذ هذه القوانين وتطبق على الوقائع التاريخية ثم يُعاد إخراجها لقراء التاريخ ومحبيه وباحثيه.

الكاتب أماط أيضاً، في إصداره، اللثام عن بعض الشخصيات المشهورة في الوسط الثقافي والفكري والتي برعت في التضليل وقدمت خدمات كبيرة لجماعات الإسلام السياسي، استنادًا إلى تلقي جمهورها أطروحاتها بالقبول بالنظر لثقته بها بحجة الإخلاص للفكر والثقافة، واصفًا ما حدث بأنّه أكبر عملية تدمير لثقافة المجتمعات العربية، نتج عنها تمدد مُرعِب للأصوليات الدينية مع ازدياد نفوذ الجماعات، خاصة جماعة الإخوان المسلمين.

وقد سمحت هذه التكتيكات بتمدد الجماعة داخل المجتمع المصري ببساطة وانسيابية وأدت في النهاية إلى تضخم الاحتيال الإخواني إلى درجة زرع أعضائها في تيارات منافسة ومعادية، ما جعل تيارًا تقدميًا مثل اليسار المصري ملغمًا بالكثير من العناصر الإخوانية التي أخفت انتماءها الحقيقي.

 

الكاتب أماط اللثام عن بعض الشخصيات المشهورة في الوسط الثقافي والفكري والتي برعت في التضليل وقدمت خدمات كبيرة لجماعات الإسلام السياسي

 

أدى هذا إلى كوارث مختلفة، في مقدمتها إلباس الأفكار الإخوانية ثوب اليسار للتمكن من السيطرة على أجياله اللاحقة، فمن يحلو له سماع مقولات وخطب اليسار سيجد منفذًا للدخول في جماعة الإخوان من مكان آمن، ما أدى إلى رجعية أصولية وسيطرة على المشهد العام بشقيه التقدمي والمحافظ.

إلى ذلك، اتهم تهامي المفكر الراحل حسن حنفي بتقديم خدمات تنظيرية جليلة لجماعات الإسلام السياسي، ونزل إلى الميدان بنفسه لتأسيس تيار إسلامي جديد باسم “اليسار الإسلامي” رغبة منه في أن تستأنف الحركات الإسلامية، مثل الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية، دورها.

وفي ختام كتابه،حث تهامي المثقفين المتقاعسين من غير المتواطئين على إدراك خطورة التمدد الأصولي في شرايين المجتمع، وعلى الكشف عن الأقنعة المستترة في مجالات عدة مثل الفلسفة والتاريخ والنقد الأدبي، والتي يكمن تحتها مسخ مشوه ينتظر الفرصة للانقضاض على الجميع.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية