بعد أيام من اشتباكات طرابلس... أردوغان يستقبل الدبيبة في تركيا... ماذا دار بينهما؟

بعد أيام قليلة من اشتباكات دامية في العاصمة الليبية طرابلس مطلع الأسبوع الماضي، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، المنتهية ولايته.

 وفي تغريدة على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، نشرت الرئاسة التركية صورة للدبيبة وأردوغان وهما يتصافحان، ويعلو وجه الدبيبة ابتسامة عريضة، بعد اجتماع قالت وكالة الأناضول التركية إنّه كان "مغلقاً"، في قصر وحيد الدين بمدينة إسطنبول.

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، المنتهية ولايته

الاجتماع يأتي بعد أقل من أسبوع من اشتباكات دامية اندلعت السبت الماضي إثر محاولة فتحي باشاغا، رئيس حكومة الاستقرار، التي نالت ثقة البرلمان الليبي في طبرق في آذار (مارس) الماضي، استعادة السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، غير أنّ قناة "ليبيا 24" كشفت، الثلاثاء الماضي، تورط تركيا في تلك الاشتباكات عبر الطيران المسيّر التركي و"قوات تركية"، مشيرة إلى أنّ الطيران المسيّر التركي يقوم بعمليات مسح وتأمين في ضواحي العاصمة طرابلس.

ونشرت القناة على موقعها صور قذائف، قالت إنّ الطائرات المسيّرة التركية أطلقتها على أهداف عسكرية معادية للميليشيات المسلحة الموالية للدبيبة.

وفي حين لم تنشر وسائل الإعلام التركية تفاصيل كثيرة عن اللقاء، أصدر مكتب الدبيبة بياناً أشار فيه إلى أنّ اللقاء تناول "الملف السياسي وعدداً من الملفات الاقتصادية والعسكرية والسياسية"، كاشفاً أنّ الجانبين اتفقا على "برنامج عمل بين البلدين يشمل التعاون العسكري ومجال الطاقة، وعودة الشركات التركية لاستكمال المشروعات المتوقفة".

الاجتماع يأتي بعد أقل من أسبوع من اشتباكات دامية اندلعت إثر محاولة فتحي باشاغا استعادة السيطرة على طرابلس

ولم يكتفِ الدبيبة، الذي يحظى بدعم تركي كبير على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية، بالتدخل التركي في ليبيا، بل ذهب أبعد من ذلك، فقد روّج لأهمية الدور التركي في ملف "الانتخابات"، التي تحاول ليبيا الوصول إليها دون جدوى منذ أعوام.

وعلى الرغم من الاتهامات الليبية للدبيبة بالاستيلاء على العاصمة طرابلس تحت حماية الميليشيات الأجنبية والمرتزقة التي تديرها تركيا، وصف رئيس حكومة الوحدة الليبية، المنتهية ولايته بموجب اتفاقات دولية، محاولة باشاغا استعادة السيطرة على طرابلس بأنّها "محاولة للاستيلاء على السلطة بوساطة السلاح والمؤامرات".

وقبل لقائه مع أردوغان مباشرة، التقى الدبيبة أمس في تركيا أيضاً مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، وتناول االقاء إجراء الانتخابات في ليبيا، كما التقى أول من أمس مع وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار والخارجية تشاويش أوغلو، وعقد لقاءً مع رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان.

وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة مع نزاع بين حكومتين؛ الأولى برئاسة فتحي باشاغا التي منحها مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق أقصى شرقي البلاد ثقته في آذار (مارس) الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنبثقة عن اتفاقات سياسية رعتها الأمم المتحدة، قبل أكثر من عام، ويترأسها الدبيبة الذي يبدو متمسكاً بالسلطة، ويرفض تسليمها إلّا بعد إجراء انتخابات لم تتفق الأطراف السياسية المختلفة بعد عليها.