
اعتبرت السلطات الأردنية الهتافات غير المسبوقة التي تم ترديدها في التظاهرات التضامنية مع غزة التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين قبل أيام مقلقة ومربكة للموقف الأردني المتقدم على صعيد التضامن مع غزة ومحاولة إيقاف الحرب فيها.
ووصلت الاحتجاجات الشعبية التي تقودها الجماعة في الأردن إلى مرحلة "الاحتكاك" السياسي، بعد هتافات مستفزة أطلقها أنصار الجماعة، وطالت هذه المرة الجيش الأردني والأجهزة الأمنية، وفق ما نقلت شبكة (إندبندنت عربية).
وبدا أنّ التظاهرات الأخيرة في محيط سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تجاوزت الخطاب التقليدي باتجاه رسالة أكثر جرأة وإرباكاً للسلطة، وقد طالب ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بمحاسبة الجماعة على ما سمّوه "التجاوز" ضد المؤسستين العسكرية والأمنية، ومحاولة زجّ البلاد في أتون حرب غير متوازنة، والتغافل عن كل الخيارات وأدوات الضغط التي مارستها الدبلوماسية الأردنية على إسرائيل طوال الأشهر الماضية.
هذا، وأكد مصدر مقرب من الحكومة الأردنية لـ (إندبندنت عربية) أنّ جماعة "الإخوان المسلمين" بدأت تستنفد رصيدها من الصبر الذي تتحلى به السلطات الأردنية حيال أداء الجماعة التحريضي وغير المنضبط في الشارع، والذي تجاوز حرّية التعبير والتظاهر إلى الإساءة لمؤسسات الدولة، عبر ترديد هتافات "تشكيكية" و"استفزازية" تجاوزت السقف، وبعضها حمل رسائل سياسية كالدعوة إلى العصيان المدني.
ناشطون يطالبون على منصات التواصل الاجتماعي بمحاسبة الجماعة على ما سمّوه "التجاوز" ضد المؤسستين العسكرية والأمنية.
ويعتقد مراقبون أنّ الأمر لا يتجاوز تصرفات فردية من عناصر منفلتة محسوبة على الجماعة، تجعلها في حال مواجهة مع الدولة، بينما يصر آخرون على أنّ الجماعة تمارس في حقيقة الأمر ضغوطاً عبر استثمار الغضب الشعبي في الشارع.
وتجدر الإشارة إلى أنّ تظاهرات الشارع الأردني المتضامنة مع غزة يقودها الملتقى الوطني لدعم المقاومة، وهو ملتقى شعبي يمثل عددًا من الشخصيات السياسية المعارضة، إضافة إلى نحو (7) أحزاب، أبرزها حزب "جبهة العمل الإسلامي" الذي يمثل "الإخوان المسلمين".
وشهدت الاحتجاجات في الأردن في الآونة الأخيرة تصعيداً ملحوظاً، وانقسم الأردنيون حيالها بين من يرى فيها تهديداً لاستقرار المملكة، وبين آخرين يعتبرونها ردّ فعل ضد الأوضاع السياسية الراهنة.
وكثيراً ما اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن أنّ القضية الفلسطينية، وخاصة غزة، تمثل نقطة ارتكاز خطابها التعبوي والديني والسياسي، ومنذ اندلاع حرب غزة الأخيرة وجدت الجماعة في الميدان منبراً لإحياء حضورها الشعبي والسياسي في لحظة إقليمية متوترة.