"الإخوان" معول هدم الأوطان

"الإخوان" معول هدم الأوطان


04/08/2021

أحمد محمد الشحي

تُبنى الأوطان بسواعد أبنائها المخلصين، وتزدهر بتكاتفهم وتعاونهم وحرصهم المشترك على أمنها واستقرارها وتغليبهم مصالحها العليا والعمل الدؤوب في سبيل نهضتها، وفي المقابل تضعف الأوطان بالتفرق والتصارع وتغليب مطامع حزب أو تنظيم على المصالح الوطنية وبالرؤى الضيقة والأجندات المشبوهة للأفراد والأحزاب، وإن من أشد التنظيمات إضراراً بالأوطان وإضعافاً لها في العصر الحديث تنظيم الإخوان الذي ما أن يظهر في دولة حتى يصبح معول هدم وتخريب لها.

فـ«الإخوان» على مر تاريخهم وواقعهم معاول هدم للأوطان، وذلك لأن أساس أيديولوجيتهم وأجنداتهم تقوم على التعصب والانغلاق والإقصاء ومحاولة الهيمنة والسيطرة وبسط النفوذ، والعمل السري وتكوين الخلايا للاستيلاء على أنظمة الحكم، وعدم الاعتراف بكل ما لا يمت إلى فكرهم وأجنداتهم بصلة، فالحق والصواب حكر عليهم، بزعمهم، وقد فضحهم الواقع، وأسقط أقنعتهم التي تستروا بها، وكشف عن تهافت شعاراتهم، وعن مدى متاجرتهم بالدين وتسييسه، فقد وصلوا للحكم في بعض البلدان، ومن ثم حاولوا الاستيلاء على الدولة ومؤسساتها، ونَشْر أعضاء الجماعة وأتباعها فيها، وتوظيف ذلك كله لتحقيق مصالح التنظيم، ليثبتوا بذلك أن وصولهم إلى سدة الحكم لم يكن سوى وسيلة لغاية أخرى، وهي خدمة أجندات التنظيم والائتمار بأمر المرشد، إلى أن سقطوا سقوطهم المدوي في مصر، فجن جنونهم، فحاولوا إدخال الدولة في أنفاق مظلمة من العنف والاقتتال والصراعات، ولكنهم فشلوا في ذلك، فهرب منهم من هرب، وقُدِّم منهم من قُدِّم ليد العدالة، ليكونوا عبرة لغيرهم.

وأما الهاربون خارج الأوطان من أعضاء هذا التنظيم فقد أصبحوا خناجر مسمومة في ظهر دولهم، ومعاول هدم للتآمر ضدها، حيث لم يتركوا وسيلة إعلامية إلا واستخدموها لتشويهها والتحريض عليها، ونشر الأكاذيب عنها، والإساءة إلى مؤسساتها، وارتموا في أحضان كل جهة معادية تستخدمهم للهدم والتخريب.

وها هم اليوم يتخبطون في تونس، ويلفظون أنفاسهم الأخيرة، ولذلك لجؤوا إلى استخدام أساليب التهديد والوعيد، وزعموا أن مصير تونس سيكون مشابهاً لمصير دول أخرى إذا لم يلغِ الرئيس التونسي قراراته الاستثنائية التي اتخذها في إطار الدستور بتجميد سلطات مجلس النواب ورفع الحصانة عن أعضاء البرلمان، كما أصبحوا يحرضون الجهات الخارجية لممارسة الضغط على تونس لإلغاء تلك القرارات، بعد أن كشف الرئيس التونسي عن مخطط لنشر الفوضى والعنف وتخريب الاقتصاد وتنفيذ عمليات نهب واعتداء على الممتلكات، ولم يتوانَ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة عن التهديد والوعيد بتحريك الشارع الأمر الذي من شأنه أن يشعل العنف والفوضى في تونس، وقد اعترف بعض أفراد هذا التنظيم أنفسهم بخطورة تصريحات الغنوشي، وأنها تهدد السلم الاجتماعي في تونس، كما دعا آخرون قيادة حزبهم إلى تحمل المسؤولية كاملة على التقصير في تحقيق مطالب الشعب التونسي، والفشل في تلبية حاجيات المواطن، وهو ما حدا براشد الغنوشي نفسه أخيراً إلى الاعتراف بأن الإخوان أحد أسباب الاضطراب الاقتصادي والسياسي في تونس.

إن هذه الوقائع والأحداث جعلت الشعوب تزداد وعياً بخطورة تنظيم «الإخوان»، وأن ما يرفعه هذا التنظيم من شعارات براقة دينية ومدنية ليست سوى وهم ومتاجرة ومحاولة غسل للأدمغة، وأن الإخوان ليسوا في حقيقة الأمر سوى معاول هدم للأوطان، فما أن يصلوا إلى السلطة حتى يغلقوا أعينهم وآذانهم عن كل ما لا يخدم أجنداتهم، فلا يهمهم مصالح الناس، ولا تلبية احتياجاتهم، ولا السعي لنهضة الأوطان وازدهارها، وإنما يسعون بكل وسيلة إلى خدمة التنظيم، ولو على حساب الأوطان والشعوب.

لقد لفظت الشعوب هذا التنظيم، وخاصة في البلدان التي وصلوا فيها للسلطة وفشلوا فشلاً ذريعاً، وتسببوا في إحداث الأزمات الاقتصادية والسياسية والاضطرابات الداخلية فيها، مثل مصر وتونس، وكذلك في كثير من المجتمعات التي كشفت حقائقهم، ولا يزال الحبل يضيق حول عنق هذا التنظيم، حيث اتجهت دول كثيرة لمحاصرة الإخوان، وسن القوانين لكبح جماح تطرفهم وإرهابهم ومنع هدمهم للأوطان، أفلم يأن لأولئك المخدوعين بهذا التنظيم بعد هذا إلى أن يفيقوا ويعودوا إلى رشدهم ويلفظوا هذا التنظيم الذي لفظه العقلاء في كل مكان؟!!

عن "البيان" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية