الإخوان في بنغلاديش ومحاولة تفجير أزمة سياسية مع الهند

الإخوان في بنغلاديش ومحاولة تفجير أزمة سياسية مع الهند

الإخوان في بنغلاديش ومحاولة تفجير أزمة سياسية مع الهند


05/02/2024

بعد فشلها في تقويض الانتخابات البرلمانية، التي جرت وفق مستويات مشاركة قياسية، عاودت الجماعة الإسلامية البنغالية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، أنشطتها الرامية للعودة إلى المشهد السياسي، وهذه المرة من خلال السعي تجاه تصدير أزمتها للدولة عبر توريطها في صراع مع جارتها الهند.

وكان جندي من حرس الحدود البنغالي قد قُتل بالرصاص على يد قوة أمن الحدود الهندية، في منطقة بينابول الحدودية في جاشور في وقت مبكر من يوم 21 كانون الثاني (يناير) الماضي، وتم التعرف على المتوفى، واسمه محمد رئيس الدين، وهو جندي من قوات حرس الحدود  (BGB).

واعترضت دورية حرس الحدود من الكتيبة (49) مجموعة من مهربي الماشية، الذين عبروا إلى بنغلاديش عبر حدود الهند، وفقاً لبيان صحفي صدر عن الكتيبة، أضافت فيه أنّه "بعد مطاردتهم من قبل فريق حرس الحدود، حاول المهربون الفرار نحو الهند، وفي مرحلة ما، انفصل رئيس الدين عن فريقه، وضلّ الطريق وسط الضباب الكثيف".

وجاء في البيان الصحفي الذي حصلت (حفريات) على نسخة منه أنّه "لم يتم العثور عليه، ولكن في وقت لاحق علم من مصادر مختلفة أنّ جندي حرس الحدود البنغالي خضع للعلاج في مستشفى في الهند، بعد إصابته بنيران قوات حرس الحدود". وأضاف البيان أنّه "فور وقوع الحادث، تمّ عقد اجتماع على مستوى قائد كتيبة، وعلم أنّ الجندي توفي أثناء تلقيه العلاج في المستشفى"، وأنّه طلب من قوات حرس الحدود إجراء تحقيق عادل في الحادث، قبل أن تُجرى اتصالات لإعادة الجثة إلى أرض الوطن سريعاً.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن

وفي يوم 28 كانون الثاني (يناير) قُتل رجل بنغالي بالرصاص على يد قوات أمن الحدود الهندية (BSF) على طول حدود أنجوربوتا-داهاجرام، في باتجرام أوبازيلا، في منطقة لالمونيرهات. وتمّ التعرف على المتوفى، واسمه ربيع الإسلام توكل، وعمره (33) عاماً، من قرية دانجاربارا في باتجرام.

بدوره، قال نايك سوبيدار غلام مصطفى، قائد معسكر أنجوربوتا لحرس الحدود البنغالي التابع للكتيبة (51): إنّ أفراد قوات حرس الحدود الهندي أخذوا جثة القتيل إلى الجزء الهندي، وإنّ القوات البنغالية طلبت إعادة الجثة على الفور.

 

اعترضت دورية حرس الحدود من الكتيبة (49) مجموعة من مهربي الماشية، الذين عبروا إلى بنغلاديش عبر حدود الهند

 

وقال مسؤول حرس الحدود: إنّ توكل دخل الهند عبر حدود أنجوربوتا-داهجرام، حوالي الساعة 4:30 صباحاً عندما فتح فريق دورية من معسكر أرجون، في منطقة كوتش بيهار في ولاية البنغال الغربية في الهند، النار عليه؛ فسقط قتيلاً.

وبحسب تأكيدات حرس الحدود البنغالي، فإنّ المواطن القتيل كان متورطاً في تهريب البضائع الهندية عبر الحدود.

محاولة تفجير أزمة سياسية

وعلى الرغم من وضوح الدوافع الكامنة خلف الحادثتين، وأنّهما تتعلقان بمطاردة المهربين عبر الحدود، باعتراف قوات حرس الحدود البنغالية نفسها، إلّا أنّ الجماعة الإسلامية قررت المضي قُدماً في توظيف الحوادث الحدودية كعادتها، فقد أعرب القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية، النائب السابق مجيب الرحمن، عن قلقه العميق إزاء مقتل عنصر قوات حرس الحدود محمد رئيس الدين، والشاب البنغالي ربيع الإسلام توكل، على أيدي قوات حرس الحدود الهندية، وطالب بإجراء تحقيق عادل تحت إشراف الأمم المتحدة.

جدير بالذكر أنّه وفقاً للتقارير الدولية، فإنّه حتى العام 2023 قُتل (245) شخصاً بنغالياً على يد قوات حرس الحدود الهندية، في الأعوام الـ (9) الماضية، بسبب عمليات التهريب التي تمارسها عصابات محترفة عبر الحدود بين الهند وبنغلاديش.

الجماعة الإسلامية أصدرت بياناً في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، قالت فيه إنّ الجندي محمد رئيس الدين، وهو عضو في قوات حرس الحدود البنغالية، قُتل برصاص قوات حرس الحدود الهندية صباح 21 كانون الثاني (يناير) في المنطقة المجاورة لمركز جاليبارا في دانياخولا على حدود جيسور. وفي 28 كانون الثاني (يناير) قُتل الشاب البنغالي ربيع الإسلام بالرصاص على يد قوات حرس الحدود الهندية في قرية أملاباري، وعبّرت الجماعة عن استيائها وشعورها بالقلق البالغ إزاء عمليات القتل التي ارتكبتها قوات حرس الحدود الهندية.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

وأضاف البيان: "نلاحظ بقلق عميق أنّ قوات حرس الحدود الهندية ترتكب في كثير من الأحيان عمليات قتل غير مبررة على طول حدود بنغلاديش. وعلى الرغم من وعود الهند المتكررة بإيقاف عمليات القتل على الحدود، إلّا أنّ عمليات القتل مستمرة في الارتفاع". 

وقالت الجماعة الإسلامية: إنّ الافتقار إلى العدالة فيما يتعلق بعمليات القتل، التي وصفتها بـ "غير المشروعة"، التي يتعرض لها المواطنون البنغال على الحدود بين الهند وبنغلاديش، أمر مقلق للغاية، مطالبة بتحقيق دولي عاجل.

محاولات الاصطياد

الجماعة الإسلامية حاولت توظيف حادثتي الحدود للتعريض بالحكومة، فقد زعمت أنّ استخفاف الهند بأرواح البنغلاديشيين يحدث بسبب السياسة الخارجية الواهنة وغير المحسوبة التي تنتهجها حكومة رابطة عوامي. وقالت: إنّ الهند تقتل الناس بشكل متكرر على حدود بنغلاديش، بسبب سياسة المداهنة مع الهند، وإنّ حكومة رابطة عوامي هي المسؤولة عن جرائم القتل هذه. وزعمت الجماعة أنّ رابطة عوامي وصلت إلى السلطة من خلال تعهدها للهند بالحفاظ على مصالحها. ولذلك فإنّ حكومة رابطة عوامي لا تملك البسالة الصادقة للاحتجاج على أيّ مخالفات ترتكبها الهند، بحسب مزاعم الإخوان.

 

الجماعة الإسلامية حاولت توظيف حادثتي الحدود للتعريض بالحكومة، فقد زعمت أنّ استخفاف الهند بأرواح البنغلاديشيين يحدث بسبب السياسة الخارجية الواهنة وغير المحسوبة التي تنتهجها حكومة رابطة عوامي

 

بيان الجماعة الإسلامية تجاهل تماماً حوادث التهريب التي تمارسها العصابات البنغالية، وأردف قائلاً: إنّ شعب بنغلاديش يرغب دائماً في التعامل مع جيرانه بسلوك ودود، وإنّ الجماعة تأمل أن توقف الحكومة الهندية عمليات القتل الوحشي على الحدود، وتتخذ إجراءات قانونية ضدّ الجناة من خلال إجراء تحقيقات عادلة ونزيهة في الحوادث الأخيرة. وأضاف البيان: "نطالب بإجراء تحقيق دولي، ومحاكمة تحت إشراف الأمم المتحدة، في عمليات قتل جميع البنغلاديشيين، بما في ذلك أعضاء قوات حرس الحدود البنغلاديشية على الحدود الهندية البنغلاديشية، وندعو حكومة بنغلاديش إلى اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الصدد".

مواضيع ذات صلة:

مواجهات شاملة في بنغلاديش.. هل أطلق الإخوان نفير الحرب الأهلية؟

ضربة أمنية جديدة تجهض مخطط الإخوان في بنغلاديش




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية