مواجهات شاملة في بنغلاديش.. هل أطلق الإخوان نفير الحرب الأهلية؟

مواجهات شاملة في بنغلاديش.. هل أطلق الإخوان نفير الحرب الأهلية؟

مواجهات شاملة في بنغلاديش.. هل أطلق الإخوان نفير الحرب الأهلية؟


12/12/2023

فيما يشبه إعلان الحرب، ذهبت الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في بنغلاديش، إلى تصعيد جديد؛ بالإعلان عمّا سمّته برنامج الحصار لمدة (36) ساعة، من 12 كانون الأول (ديسمبر) الساعة السادسة صباحاً، حتى 13 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، الساعة السادسة مساءً، احتجاجاً على إعلان الجدول الزمني للانتخابات، والحكم النهائي الصادر في قضية تسجيل الجماعة الإسلامية كحزب سياسي، والمطالبة باستقالة الحكومة، وتشكيل حكومة تصريف أعمال خلال الانتخابات، والإفراج عن جميع سجناء الجماعة الإسلامية.

الجماعة استقر لديها القيام بسلسلة احتجاجية؛ عبر قطع الطرق، وإغلاق المعابر الرئيسية في أنحاء البلاد، والمنافذ والموانئ، والمصالح الحكومية، استمراراً لسياستها الرامية إلى إثارة الفوضى في البلاد قبيل الانتخابات البرلمانية.

تصعيد متواصل

الجماعة الإسلامية بدأت موجة جديدة من التصعيد في يوم 7 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، حيث أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية أبو طاهر محمد معصوم بياناً دعا فيه إلى إنجاح برنامج السلسلة البشرية، وقطع الطرق يوم الأحد 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. 

الجماعة الإسلامية بدأت موجة جديدة من التصعيد في يوم 7 كانون الأول (ديسمبر) الجاري

معصوم قال في بيانه: إنّ "لجنة الانتخابات مهدت الطريق لإجراء انتخابات أحادية الجانب بدون ناخبين؛ من خلال تجاهل آراء المواطنين، وإبعاد الأحزاب المعارضة عن الانتخابات"، داعياً إلى تقويض الأمر برمته من خلال التصعيد والخروج إلى الشارع.

 

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية أبو طاهر محمد معصوم أصدر بياناً أدان فيه هجوم الشرطة وإطلاق النار خلال برنامج السلسلة البشرية، الذي أعلنته الجماعة الإسلامية في اليوم العالمي لحقوق الإنسان

 

معصوم وصف حكومة رابطة عوامي بالفاشية، زاعماً أنّها أكملت كافة الاستعدادات للاستيلاء على السلطة مرة أخرى، مطالباً الشعب البنغالي بعدم السماح بتحقيق ما أطلق عليه "الرغبة في الاستيلاء على السلطة بطريقة غير ديمقراطية"، متهماً الشرطة بالفساد وتلقي الرشاوى للتنكيل بعناصر الجماعة.

الشرطة ردت باعتقال (15) من قادة وناشطي الجماعة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي الطلابي، ظلماً وعدواناً، ومسؤول الجماعة في قسم كوتوالي، بمدينة سيلهيت، بعد تورط العناصر المعتقلة في القيام بأعمال عنف وتخريب لمنشآت عامة.

الأحد الدامي في بنغلاديش

شهد يوم الأحد 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري أحداث عنف دامية، حيث أعلنت الجماعة الإسلامية، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، عن برنامج سلسلة بشرية على مستوى البلاد بما في ذلك داكا. وبالفعل نظم الفرع الجنوبي لمدينة داكا سلسلة بشرية في جاتراباري، حاول من خلالها الإخوان قطع الطرق، وإغلاق المحال والمؤسسات العامة، ومنع المارة من العبور، ممّا دفع الشرطة البنغالية إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لفتح الطرق، وقابل الإخوان الأمر بالعنف المفرط، وتخريب المنشآت العامة والخاصة، ممّا دفع الشرطة إلى التعامل مع الأمر.

وسرعان ما تحول الأمر إلى اشتباكات دامية، وحاولت الشرطة ضبط النفس، رغم تعرض عناصرها لإصابات متعددة، وسط سقوط جرحى من الطرفين، البعض حالته خطيرة، بحسب البيانات الأولية.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية البنغلاديشية أبو طاهر محمد معصوم  أصدر بياناً أدان فيه هجوم الشرطة وإطلاق النار خلال برنامج السلسلة البشرية، الذي أعلنته الجماعة الإسلامية في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، واتهم الشرطة بنصب كمين للمتظاهرين، على الرغم من وجود مقاطع فيديو توثق عمليات التخريب، وهجوم الإخوان على رجال الشرطة.

 

زعيم الإخوان قال إنّ تحرير بنغلاديش من الحكومة الفاشية أمر حتمي، ووصف الانتخابات بأنّها استهزاء بالديمقراطية، مطالباً أحزاب المعارضة بالتحالف مع جماعته من أجل منع الانتخابات

 

الأمين العام للجماعة الإسلامية ناشد قادة وعمال الجماعة الإسلامية على كافة المستويات، وفي كل أنحاء البلاد، بالخروج ومواجهة الشرطة، من أجل غاية واحدة، هي إسقاط النظام.

وعلى خلفية الأحداث الدامية، نظمت الجماعة اجتماعاً عاجلاً ظهر يوم الأحد 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بالتزامن مع المواجهات الجارية في الشارع، وترأس الاجتماع الأمير بالنيابة الشيخ مجيب الرحمن، وأدار الجلسة عضو المجلس التنفيذي المركزي، أمين إدارة الدعاية والإعلام المركزية، المحامي مطيع الرحمن أكاند.

مجيب الرحمن بدأ خطبته بغطاء ديني، مؤكداً عزم الجماعة على إقامة الدولة الإسلامية، التي تحتكم إلى الشريعة، مؤكداً أنّ الجماعة مصرة على استكمال طريق الجهاد الذي بدأته، لنصرة الإسلام، وصولاً إلى تحرير الأقصى.

 أعلنت الشرطة حالة الاستنفار الكامل لمواجهة الإرهاب الإخواني في كل أنحاء البلاد

زعيم الإخوان قال: إنّ تحرير بنغلاديش من الحكومة الفاشية أمر حتمي، ووصف الانتخابات بأنّها استهزاء بالديمقراطية، مطالباً أحزاب المعارضة بالتحالف مع جماعته؛ من أجل منع الانتخابات بأيّ ثمن، وتشكيل حكومة تصريف أعمال.

مجيب الرحمن أكد عزم الجماعة على استمرار المواجهات، والخروج إلى الشارع، ومنع إقامة الانتخابات بأيّ شكل، مهدداً بإغلاق اللجان الانتخابية، والمضي قُدماً نحو التصعيد بكل الوسائل الممكنة.

استنفار كامل

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة حالة الاستنفار الكامل لمواجهة الإرهاب الإخواني في كل أنحاء البلاد، خاصّة مع اندساس عناصر إخوانية بين صفوف العمال، والتحريض على الإضراب والعنف، والدفع بالنساء إلى الصفوف الأمامية، فيما يشبه الدروع البشرية أثناء المواجهات.

الشرطة وضعت استراتيجية اعتراضية، ألقت من خلالها القبض على (28) شخصاً في ديناجبور وبارجونا وناتور، ووجهت إليهم تهم التخريب المتعمد لمنشآت عامة وخاصة، وقطع الطريق، والاعتداء على رجال الشرطة، على إثر مواجهات دامية جرت، في أعقاب محاولات الإخوان إغلاق الطرق الرئيسية، حيث تحول الأمر في ديناجبور إلى حرب شوارع حقيقية.

الحكومة البنغالية أعلنت عزمها إجراء الانتخابات في موعدها، والتصديق على حكم المحكمة العليا، برفض استئناف الجماعة الإسلامية في قضية تسجيلها كحزب سياسي، وأعلنت أنّ الجماعة غير مؤهلة قانونياً لخوض الانتخابات، وأنّ الدولة ستواجه الإرهاب الإخواني القائم والمحتمل، من أجل فرض النظام والقانون، وعدم السماح بأيّ تجاوزات، في سياق برنامج الاحتجاجات الذي أعلنت عنه الجماعة الإسلامية.

مواضيع ذات صلة:

"الحركة الشعبية".. خطة إخوان بنغلاديش لنشر الفوضى في البلاد

ضربة أمنية جديدة تجهض مخطط الإخوان في بنغلاديش

اليمين المتطرف يواصل هيمنته على قيادة الإخوان في بنغلاديش




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية