"الحركة الشعبية".. خطة إخوان بنغلاديش لنشر الفوضى في البلاد

"الحركة الشعبية".. خطة إخوان بنغلاديش لنشر الفوضى في البلاد

"الحركة الشعبية".. خطة إخوان بنغلاديش لنشر الفوضى في البلاد


07/12/2022

عقد مجلس الشورى المركزي للجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان في بنغلاديش، اجتماعاً تنظيمياً، ترأسه أمير الجماعة، الشيخ شفيق الرحمن، وذلك يوم الجمعة الموافق 2 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.

شهد الاجتماع العاصف إعادة تشكيل اللجان التنفيذية والعملية المركزية للجماعة، وانتخاب ثلاثة نواب لأمير الجماعة الإسلامية هم: القيادي مجيب الرحمن، والدكتور سيد عبد الله محمد طاهر، والشيخ شمس الإسلام، كما تمّ انتخاب ميا غلام بروار أميناً عاماً للجماعة، وجرى كذلك انتخاب الأمناء العامين المساعدين، والأمناء العامين للجان التنفيذية المركزية، وكذا اللجان العملية، وقد تم تكليف المحامي مطيع الرحمن أكند، بمهمة سكرتير المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية.

اليمين يواصل هيمنته

في أعقاب العملية التنظيمية، التي هيمن عليها التيار اليميني داخل الجماعة، ألقى أمير الجماعة كلمة أمام مجلس الشورى، قال فيها إنّ "الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، وما تبع ذلك من أزمات أخرى في قطاعات مختلفة، لا يمكن الخروج منها إلا بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتشاركية، تحت إشراف حكومة انتقالية". زاعماً أنّ حكومة عوامي تفتقد للشرعية.

زعيم الإخوان جدد مطالبه بأسلمة المجال السياسي، بداعي أنّ بنغلاديش دولة ذات أغلبية مسلمة

زعيم الإخوان جدد مطالبه بأسلمة المجال السياسي، بداعي أنّ "بنغلاديش دولة ذات أغلبية مسلمة، لذلك، من البديهي، بحسب قوله، أن تكون العادات والتقاليد الإسلامية هي السائدة في الحياة اليومية للمواطنين". متهماً الحكومة بممارسة ما أسماه "الأنشطة المعادية للإسلام". زاعماً في الوقت ذاته أنّ جماعته التي أنعم الله عليها بالإيمان، هي وحدها القادرة على حماية الشباب من الانحراف الأخلاقي والفكري. وهو ما يتسق إلى حد كبير مع تصريحات عضو المجلس التنفيذي المركزي، وسكرتير المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية، المحامي مطيع الرحمن أكند، الذي زعم أنّ الجماعة تعمل "من أجل نصر دين الله". مؤكداً أنّ ا"لطريق الوحيد للتوسع في الحركة الإسلامية هو الدعوة". الأمر الذي يكشف عن نهج الإخوان في التمدد السياسي، تحت ستار الدعوة الدينية.

 أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن


وبالعودة إلى أمير الجماعة، اتهم شفيق الرحمن الحكومة بسلب حقوق الناس، التي انتهكت على حد قوله "من قبل النظام الاستبدادي الذي يعيث في الأرض فساداً منذ الــ 14 سنة الماضية". وزعم أنّه تم تدمير النظام الاقتصادي، "عن طريق تنفيذ مشاريع عملاقة واحدة تلو الأخرى؛ لتسهيل تمرير ملفات الفساد والتجاوزات المالية في هذه المشاريع، وقد كون أصحاب الأموال السوداء الذين قاموا بتهريب هذه الأموال قرية في مدينة كندية، اسمها بيغوم بارا، واشتروا منازل وقصور في ماليزيا ودبي وغيرها، والآن يحاولون تدمير البنك الإسلامي بالنهب والاختلاسات المليارية". وهي كلها اتهامات مرسلة، لم يقدم أمير الجماعة الإسلامية أيّ أدلة عليها.

اتهم شفيق الرحمن الحكومة بسلب حقوق الناس، التي انتهكت على حد قوله من قبل النظام الاستبدادي الذي يعيث في الأرض فساداً منذ الــ 14 سنة الماضية

وبعد أن وزع اتهاماته على الجميع، زعم شفيق الرحمن أنّ البنك الإسلامي البنغلاديشي، حقق نجاحاً بارزاً في القطاع المصرفي في بنغلاديش والعالم الإسلامي، وأنّه أصبح ضحية مؤامرة كبيرة.

جدير بالذكر أنّ البنك الإسلامي الذي يسيطر عليه الإخوان، شهد عدة مخالفات مالية كبيرة، ما دفع المودعين إلى سحب ودائعهم، وتحويل الأسهم، تحت ضغط الخسائر الفادحة.

حملة أمنية جديدة بالتزامن مع دعوات الفوضى

من جهة أخرى، شنت الأجهزة الأمنية البنغالية، في اليومين الأخيرين، حملة اعتقالات جماعية جديدة، في صفوف منتسبي ونشطاء الجماعة الإسلامية في مدينة جشور وضواحيها، وأسفرت الحملة عن اعتقال العشرات، منهم بينهم أمير الجماعة الإسلامية في مدينة جشور، محمد أبو جعفر، وذلك بالتزامن مع احتجاجات فوضوية دشنتها الجماعة في عدة مناطق، وصاحبتها أحداث عنف، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمرافق العامة.

بدوره، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم، يوم الأحد الموافق 4 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بياناً أدان فيه بشدة حملة الاعتقالات، واصفاً الحكومة بالفاشية والجنون، والقيام بمحاولة وصفها باليائسة، لقمع الثورة. رافعاً في الوقت نفسه راية التحدي، مؤكداً أنّ الإخوان سوف يواصلون ما وصفه بالحركة الشعبية لتحرير البلاد.

شنت الأجهزة الأمنية البنغالية، في اليومين الأخيرين، حملة اعتقالات جماعية جديدة، في صفوف منتسبي ونشطاء الجماعة الإسلامية في مدينة جشور وضواحيها، وأسفرت الحملة عن اعتقال العشرات

من جهته، واصل مجلس الشورى المركزي بالجماعة الإسلامية حملة التصعيد، زاعماً "أنّ هناك وضعاً حرجاً يسود البلاد؛ بسبب التجاوزات القانونية للحكومة وغطرستها وعنادها في إدارة البلاد، وعدم احترامها للقوانين والدستور". وتابع بيان مجلس الشورى: "نحن اليوم نعيش في دولة، كأنها لا توجد فيها حكومة تراعي مصالح مواطنيها، ومنذ وصول حكومة رابطة عوامي إلى السلطة، قاموا بنزع الطابع السياسي عن البلاد؛ من خلال القمع المستمر، والتعذيب الممنهج..وقتل النشطاء السياسيين المعارضين".

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

وفي دعوى صريحة للفوضى، حث مجلس الشورى المركزي للجماعة الإسلامية، المواطنين على إطلاق حركة شعبية موحدة؛ لتشكيل حكومة محايدة، من أجل ضمان حقوق التصويت للشعب في الانتخابات المقبلة.

الشورى المركزي حثّ المواطنين على الانخراط في العمل الثوري، لمواجهة ما وصفه بالارتفاع الجنوني في أسعار المواد التموينية الأساسية، معتمداً في الوقت نفسه خطة عمل، لمواجهة ما أسماه الوضع الكارثي في بنغلاديش. مضيفاً: "الحكومة لم تأخذ أيّة إجراءات جدية للنهوض بالقطاع الاقتصادي للبلاد، في عهد ما بعد كورونا، ووفقاً للبيانات التي قدمتها معاهد البحوث المختلفة، فإنّ حوالي 30 مليون شخص تدهور مستواهم المعيشي، ونزلوا تحت خط الفقر". دون أن يحيل على أيّ من هذه البيانات أو المعاهد، بل واصل أقواله المرسلة متابعاً: "الفساد وغسيل الأموال ونقابات السوق، لعبت دوراً كبيراً في ارتفاع أسعار المواد التموينية الأساسية اليومية، بشكل خارج عن السيطرة، وتجاوزت القوة الشرائية للمواطن العادي".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية