الإخوان المسلمون في مصر والسودان والصومال.. تقدير موقف

الإخوان المسلمون في مصر والسودان والصومال.. تقدير موقف


11/04/2022

الإخوان المسلمون في مصر

على الصعيد التنظيمي، تعاني الجماعة في مصر من الارتباك الشديد، وقد أصبحت عناصر التنظيم تعيش فيما يشبه الجزر المنعزلة، مع تعدد الولاءات، وفي ظل التحولات الإقليمية الحادة، حيث انفرط لأول مرة عقد التنظيم لعدة عوامل هي:

- وجود قيادات الداخل من الصف الأول والثاني داخل السجن، وتردّي الحالة التنظيمية بشكل حاد بعد اعتقال محمود عزت، وصدور أحكام قضائية صارمة ضد قيادات التنظيم وعدد من الأعضاء.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في بلاد الشام.. تقدير موقف

- الانقسام التنظيمي بين (3) جبهات؛ جبهة إبراهيم منير في لندن، وجبهة محمود حسين ومصطفى طلبة في إسطنبول، وجبهة المتمردين في الداخل ومعظمهم من الشباب ذوي النزعة الراديكالية، والذين يوالون القيادي السابق محمد كمال، أضف إلى ذلك مجموعة كبيرة من سجناء الجماعة، الذين طالبوا التنظيم بتقديم تنازلات والاعتراف بالنظام الحاكم، والعمل على إطلاق سراحهم بأيّ طريقة.

- التحول في الموقف الإقليمي، والانقلاب التركي على الإخوان، وتقييد حركة التنظيم في الداخل التركي، والحدّ من انتقاد النظام المصري، مع التقارب التركي الخليجي، وكذا التركي الإسرائيلي، الذي وضع الجماعة في حرج سياسي بالغ.

 

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في الأردن: انحسار متسارع

- الصعوبات التي تواجه حركة الأوعية المالية الإخوانية، مع تراجع الدعم القطري، وانتباه الدوائر الأمنية في أوروبا لحركة الأموال الإخوانية، أضف إلى ذلك إحجام عدد كبير من الأعضاء عن تقديم الاشتراكات الشهرية، نظراً للانقسام التنظيمي، والانفلات الكبير الذي حاق بالإطار الهيكلي للتنظيم، الذي فقد تماسكه للمرة الأولى، وعليه توقفت الإعانات الشهرية لأسر السجناء، ممّا أفقد الجماعة المزيد من الولاءات، وحدّ إلى درجة كبيرة من الحراك التنظيمي، بحيث لم يعد للجماعة صوت في الشارع.

 

تعاني الجماعة في مصر، على المستوى التنظيمي، من الارتباك الشديد، وقد أصبحت عناصر التنظيم تعيش فيما يشبه الجزر المنعزلة مع تعدد الولاءات

 

- صدمة الموقف الأمريكي، وسقوط وهْم دعم الإدارة الديمقراطية المحتمل للإخوان، وفشلهم في لقاء الرئيس جو بايدن، مع التحول الاستراتيجي الذي لم تتوقعه الجماعة فيما يتعلق بسياسة الحزب الديموقراطي تجاه الشرق الأوسط بشكل عام، وملف الإسلام السياسي بشكل خاص.

- السقوط المتتابع للأحزاب والأذرع الإخوانية في المنطقة، في السودان وليبيا وتونس والمغرب، كلّ هذا دفع الجماعة إلى اتباع استراتيجية الكمون والحذر الشديد، مع افتقاد كلّ عناصر الدعم من قبل التنظيم الدولي.

كلّ هذه المعطيات دفعت الجماعة في مصر، عبر أذرعها المتباينة، إلى تحديد أولوياتها فيما يلي:

جمع أكبر قدر من الأنصار والموالين، الأمر الذي عمّق من الانقسام التنظيمي

ويمكن ملاحظة ذلك عبر سيل البيانات والتصريحات الصادرة على لسان المتحدثين الرسميين عن كلّ جبهة، وآخرها البيان الذي صدر منذ أسبوع من قبل جبهة محمود حسين والمذيّل بتوقيع مصطفى طلبة، وجاء فيه: "قررت اللجنة القائمة بعمل فضيلة المرشد العام ما يلي: إنّ مجلس الشورى العام، حسب نصّ اللائحة، هو السلطة العليا للجماعة، وعليه فإنّ أيّ كيان باسم الإخوان المسلمين المصريين لا يلتزم بقرارات مجلس الشورى العام، فهو بذلك كيان أعلن عدم انتمائه لجماعة الإخوان، ومن يشارك في تكوين وإدارة مثل هذا الكيان؛ فقد أعفى نفسه من جماعة الإخوان المسلمين"، ممّا يعكس حالة الاستقطاب الحاد داخل التنظيم.

البحث عن أبواب خلفية، ومسارات بديلة للأوعية المالية

وفي هذا السياق، تتحرك أموال الإخوان نحو الدول الفاشلة مثل؛ الصومال وأفغانستان، أو تلك التي تتبنّى نظماً مالية رخوة مثل؛ بنما، كما تنشط عمليات تأسّيس الشركات الوهمية، خاصة في أمريكا اللاتينية والوسطى والكاريبي، في ظل النشاط الذي انتاب السلطات الأمنية في أوروبا، وطلبات الإحاطة المتتالية المقدمة أمام الجهات التشريعية هناك، للتحقيق في حركة الأموال الإخوانية، التي نشطت عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية، مثل؛ جمعية الإغاثة الإسلامية وغيرها.

البحث عن ملاذات آمنة تحسباً لإجراءات تركية وأوروبية وربما قطرية، تستهدف قيادات التنظيم المقيمين بها

وهنا يمكن القول إنّ قيادات التنظيم اتجهت إلى منطقة الهامش، فيما يتعلق بدوائر نفوذ التنظيم الدولي، لتنتقل من المركز (تركيا- قطر- المغرب العربي ـ أوروبا) إلى الأطراف في الشرق الأقصى وآسيا (ماليزيا ـ أندونيسيا ـ باكستان)، ففي ماليزيا، ينشط الحزب الإسلامي الماليزي (باس) في دوائر السلطة، ويحكم عدداً من الولايات، كما أنّ رئيسه عبد الهادي أوانج هو المبعوث الخاص بالشرق الأوسط، ويستخدم نفوذه الدبلوماسي في دعم الإخوان بشكل دائم.

وفي أندونيسيا، فإنّ حزب العدالة والرفاهية الإخواني ينشط هو الآخر في دوائر السلطة، وقد نجح في عقد عدة شراكات اقتصادية مع عناصر إخوانية، بدعم تركي سابقاً، بينما تمثل الجماعة الإسلامية الباكستانية رأس الحربة القوية للتنظيم الدولي في قلب آسيا، ويحاول أميرها القيادي الإخواني سراج الحق الحشد خلف المشروع الإسلاموي القطبي، والإجهاز على حكومة عمران خان.

 

محمد حبيب: أصبحت الجماعة تفتقد القدرة على التحرك في الشارع، ونشاط المجموعة المركزية الفاعلة فيها بات مقتصراً، في الغالب، على اللجان الإلكترونية وبث الشائعات، فيما يُعرف بحروب الجيل الرابع

 

ولا يمكن إغفال الدور الإيراني؛ حيث تنشط جماعة الإصلاح الإخوانية، برئاسة عبد الرحمن البيراني، في طلب دعم نظام الملالي، عبر الخطوط السياسية المباشرة، وعبر الوسيط الفلسطيني المتمثل في حركة حماس، والتي تربطها علاقات قوية بجماعة الإصلاح، وكذا بالنظام الإيراني.

مداخلة من محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام

على المستوى النظري، التنظيم موجود وعناصره موجودة في شتى بقاع مصر، على الصعيد العملي، فإنّ قدرة التنظيم باتت محدودة للغاية، وقد تقطّعت أوصال الجماعة، وفقدت عقلها المدبر، وبات الانقسام الحاد ينذر بانهيار كلي بعد ما يقارب القرن من الزمان.

 

اقرأ أيضاً: الإخوان: إما الدولة أو الجماعة!

يرى حبيب أنّ المجموعة المركزية الفاعلة تعمل بشكل سرّي ومحدود، والجماعة باتت تفتقد القدرة على التحرك في الشارع، وهذه المجموعة باتت تعمل كمجموعات عنقودية منعزلة، تتحين أيّ فرصة للعودة، لكنّ نشاطها في الغالب بات مقتصراً على اللجان الإلكترونية وبث الشائعات، فيما يُعرف بحروب الجيل الرابع.

النائب السابق للمرشد العام، محمد حبيب

عن سيناريوهات المستقبل، يرى حبيب أنّ مصير الإخوان بات مرتهناً بمسار الأحداث على الصعيد الخارجي، فحتى لو نجحت جبهة حسين / طلبة في ابتلاع التنظيم، فإنّها سوف تغامر بمصير الجماعة، في حال حدوث تحول تركي حاد (متوقع)، وتبقى مطالبة بالمغادرة، والبحث عن شتات آخر، لكنّه يستبعد إمكانية هيمنة مجموعة إسطنبول على الجماعة، ذلك أنّ جبهة منير تحظى بتأييد القيادات الفاعلة من أمثال يوسف ندا.

 

اقرأ أيضاً: مسيرة الإخوان.. هذه أبرز الحقائق التي كشفها "الاختيار3" عن الجماعة

في النهاية، يتوقع محمد حبيب استمرار الانشقاق، وتحول الصراع على جسد الجماعة، إلى صراع على أموالها، وربما تتفتت كلّ جبهة إلى جبهات، لتسقط مفاهيم البيعة والولاء والبراء، وتحكم الجماعة التكتلات العائلية، والمصالح المالية، ويصبح التنظيم بعد فترة من تراث الماضي.

الإخوان المسلمون في السودان

الوضع التنظيمي

شهدت جماعة الإخوان في السودان عدة انقسامات تاريخية، كان أبرزها انقسام العام 1991، الذي أدّى إلى وجود جماعتين للإخوان في السودان: جماعة "الإخوان المسلمين"، ويرأسها الشيخ علي جاويش، وجماعة "الإخوان المسلمين- الإصلاح" برئاسة الشيخ صديق علي البشير، وفي كانون الثاني (يناير) 2016 جرت الوحدة بين الجماعتين بوساطة القرضاوي، وتمّ اختيار الشيخ علي جاويش مراقباً عاماً للجماعة في السودان.

 

فرص التنظيم ليست قوية في العودة إلى صدارة المشهد في السودان، وكل ما يسعى إليه هو الإفلات من العقاب، وإبعاد شبح حلّ التنظيم، والمشاركة في الانتخابات حال عقدها

 

حاول الدكتور عوض الله حسن سيد أحمد، رئيس شورى الإخوان، إجراء إصلاحات هيكلية، وقام بالترتيب لإعداد المؤتمر العام، لاختيار المراقب العام بصورة ديمقراطية، ممّا أغضب الشيخ علي جاويش، فأصدر قراراً بتجميد المكتب التنفيذي، وحلّ مجلس الشورى، وإلغاء المؤتمر العام، فقام مجلس الشورى بعزله في جلسة طارئة، وانتخب الشيخ الحبر يوسف نور الدائم مراقباً عاماً مكلفاً، فرفضت مجموعة علي جاويش الاعتراف به، وحدث الانقسام من جديد.

انعقد المؤتمر العام، واختار الدكتور عوض الله حسن سيد أحمد، مراقباً عاماً، في حين استمر رفض جناح علي جاويش لما يحدث، وتوفي الشيخ علي جاويش، في كانون الأول (ديسمبر) 2018، ليخلفه الدكتور عادل على الله إبراهيم، أستاذ التفسير بجامعة الرباط بالخرطوم.

يُعدّ جناح عوض الله حسن سيد أحمد هو الجناح الأكثر عدداً ونشاطاً وتأثيراً، ويعتبره كثيرون الممثل الحقيقي للإخوان في السودان، بينما يرتبط جناح عادل على الله إبراهيم بالجماعة الأم في مصر، التي تعتبره الممثل الرسمي للتنظيم بالسودان.

نشاط سياسي مكثف لجناح عوض الله حسن

في الأيام الأخيرة للثورة السودانية، سجل عوض الله حسن حضوراً دعائياً، وظلّ طيلة الفترة اللاحقة يحاول اللحاق بالأحداث، مسجلاً اعتراضه على المجلس الانتقالي وتوجهاته العلمانية، داعياً إلى التظاهر ضدّ غالبية القرارات التي وصفها بالحرب ضدّ الإسلام، كما شارك بشكل مكثف في التحريض في الحملة ضدّ مدير المناهج والبحث التربوي السوداني، عمر أحمد القراي، بزعم احتواء كتاب التاريخ المقرر للصف السادس على صورة للوحة خلق آدم، لمايكل أنجلو، التي اعتبرتها جماعة الإخوان تجسيداً للذات الإلهية. كما وصف عوض الله حسن إجازة الحكومة الانتقالية إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل، بعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وأضاف: "انبطاح لا فائدة ترجى منه، فضلاً عن أنّه مخالف لقيم ثورة كانون الأول (ديسمبر)".

في منتصف آذار (مارس) الماضي، انتخب المؤتمر العام لجماعة الإخوان (جناح عوض الله) مجلس الشورى الجديد، وتمّ اختيار سيف الدين أرباب رئيساً للمجلس، والمهندس الصادق أبو شورة نائباً للرئيس، وأرجأ المجلس انتخاب بقية الأجهزة إلى الدورة المقبلة.

انعقد المؤتمر العام بالخرطوم تحت شعار: (آفاق وتحديات المستقبل)، بمشاركة ممثلين لأعضاء الجماعة من ولايات السودان المختلفة، وسبق ذلك في منتصف شباط (فبراير) الماضي، انعقاد المؤتمر القاعدي للجماعة بمنطقة ودالنورة محلية 24 القرشي ولاية الجزيرة، بحضور المراقب العام عوض الله حسن سيد أحمد، والقيادي بالجماعة أمية يوسف حسن أبوفداية، وشارك في المؤتمر القاعدي عدد من القيادات السياسية، ودعا فيه المراقب العام جميع الأحزاب السياسية والمدنية  ومكونات المجتمع المدني إلى كلمة سواء، تجمع كلّ أطياف المجتمع على التوافق الوطني، وطالب بإطلاق سراح السجناء، بينما شدّد مسؤول الجماعة بالمنطقة، عثمان عبد الله بابكر، على المحافظة على القيم الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي، ومحاربة العادات والتقاليد التي تضر بالمجتمع.

 

اقرأ أيضاً: قطر والإخوان: هل حانت لحظة الافتراق؟

ويرتبط جناح عوض الله حسن بعلاقات قوية بالأمين الأول للمؤتمر الشعبي، الدكتور مختار حمزة، الذي التقى بالوفد الاتحادي لجماعة الإخوان الزائر لولاية البحر الأحمر، واتفق الطرفان على تنظيم العمل السياسي.

عادل على الله إبراهيم، وحضور باهت

منذ أن تمّ انتخابه في كانون الثاني (يناير) 2019، يعيش الدكتور عادل على الله إبراهيم، حالة من التهميش، ولم يتبقّ معه سوى مجموعة علي جاويش، مع دعم بقايا التنظيم في مصر، وفلول الهاربين إلى السودان، ويفتقد الدعم المالي الذي يحظى به الجناح الآخر، ونشاطه مقتصر على الخطاب الديني الدعوي، في ظل محدودية دوره السياسي، وينشط في إلقاء الدروس والمحاضرات الدينية، والجناح ككل في حالة كمون سياسي، وآخر بيان سياسي أصدره الجناح، كان في 12شباط (فبراير) الماضي، وقال فيه: "نجدد رفضنا القاطع للتطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني المارقة، الذي لا يتفق مع مبادئ وقيم وأخلاق الشعب السوداني الأصيل، وندعو الحكومة إلى التراجع الفوري عن هذه العلاقة المحرمة، التي لا يجني منها السودان غير الهزيمة والتبعية والانكسار، كما نشدد على موقف الاتحاد الأفريقي، برفض قبول عضوية الكيان المحتل بصفة مراقب، والذي يتسق مع توجه الشعوب الأفريقية نحو التحرر، ومقاومة كلّ أشكال التبعية والاستعمار". وسبق ذلك في 2 كانون الثاني (يناير) الماضي إصدار تهنئة للشعب السوداني في ذكرى الاستقلال، قال فيه: "الإخوان المسلمون يدعون إلى الإجماع على برنامج وطني، يمثل الحد الأدنى من التوافق بين القوى السياسية والاجتماعية"، وطالب بتأجيل كافة القضايا الخلافية، وحقن الدماء، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، والمصالحة بين القبائل، والتوافق على قانون الانتخابات، وأسس صناعة الدستور.

الدكتور عادل على الله إبراهيم

كان ظهوره الأخير أثناء إحياء الذكرى الرابعة لرحيل الشيخ صادق عبد الله عبدالماجد يوم 29 آذار (مارس) بمسجد الشيخ صادق بودنوباوي، وتحدث عن مآثر القيادي الإخواني الراحل.

من المتوقع أن يستمر تضاؤل فرص جناح عادل على الله إبراهيم، في ظل النشاط المكثف للجناح الآخر، بحيث يبقى الخيار الوحيد أمامه هو قبول الاتحاد مرة أخرى.

 

اقرأ أيضاً: لماذا كان الصدام مع "الإخوان" حتمياً؟

بشكل عام، فإنّ فرص التنظيم ككل ليست قوية في العودة إلى صدارة المشهد، وكل ما يسعى إليه هو الإفلات من العقاب، وإبعاد شبح حلّ التنظيم، والمشاركة في الانتخابات حال عقدها، للانخراط ضمن دوائر الفعل السياسي مرة أخرى.

 الإخوان المسلمون في الصومال

تُعدّ حركة الإصلاح الصومالية هي الممثل الرسمي الأول لجماعة الإخوان في الصومال منذ العام 1978، وباتت دائرة الصومال جزءاً رئيسياً من التنظيم الدولي في العام 1987، وقد انحصر نشاطها في منطقة شرق أفريقيا، ليقتصر على الصومال، ولجأت الحركة في عهد الرئيس السابق سياد بري إلى العمل السرّي، حيث تعرضت للملاحقات الأمنية.

 

أبرز المميزات التي تقدّمها الصومال للتنظيم الدولي هي سهولة حركة الأموال هناك؛ فمؤشرات الفساد مرتفعة جداً في ظل عدم وجود رقابة محكمة

 

شاركت حركة الإصلاح بشكل مكثف في مؤتمر عرتا في جيبوتي، ونجحت في تحقيق تمثيل برلماني بنحو (20) نائباً، واقتنصت منصب نائب رئيس البرلمان، والحركة من أبرز الداعمين للرئيس محمد عبد الله فرماجو.

لم تسلم الحركة من الانشقاقات المتتابعة، وباتت الجماعة تتوزع على عدة أذرع هي: حركة الإصلاح، ويتزعمها محمد حسين عيسى، الحركة الإسلامية في القرن الأفريقي "دمج الجديد"، ويتزعمها محمد يوسف، وحركة التغيير بزعامة الشيخ أحمد غريري، وحزب المجتمع الصومالي بزعامة عمر طاهر.

يستفيد الإخوان في الصومال من نظام المحاصصة القبلية، وتنشط الجماعة على صعيد البناء التحتي، وخاصّة فيما يتعلق بالنشاط الاجتماعي، والتعليم، وتحقيق التمدد عن طريق تقديم الخدمات المتعددة، وعلى الصعيد السياسي، فإنّها تسعى عبر أذرعها المختلفة تجاه التمكين، ويرى مراقبون أنّها تتأهب لاقتناص منصب الرئيس، وربما المفارقة هنا أنّ الدور الدعوي للإخوان في الصومال ليس هو الدور الرئيسي، ذلك أنّ نمط التدين السائد لا يحتاج للدعاية الدينية، وقد حكمت حركة الشباب بكلّ تشددها لفترة، لكنّ الجماعة تسعى جاهدة إلى الانتشار، عبر العمل داخل دوائر المكونات السياسية والقبلية في الصومال، وجدير بالذكر أنّ الإخوان أيدوا التدخل العسكري الإثيوبي ضدّ نظام المحاكم الإسلامية.

 

اقرأ أيضاً: "الإخوان المسلمون"... المفككون

يتأهب الإخوان لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، ومن ضمن المرشحين، الرئيس السابق شريف شيخ أحمد، المحسوب على الفكر الإخواني.

أبرز المميزات التي تقدّمها الصومال للتنظيم الدولي هي سهولة حركة الأموال هناك؛ فمؤشرات الفساد مرتفعة جداً، في ظل عدم وجود رقابة محكمة، وقد ظهر إلى السطح حجم الاستثمارات المالية الإخوانية في الصومال، مع احتدام الصراع بين جبهة إبراهيم منير في لندن، وجبهة محمود حسين في إسطنبول؛ حيث حاولت مجموعة منير، بشتى الطرق، السيطرة على استثمارات الجماعة في الصومال والسودان.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية