اعتراف أمريكي ضمني... واشنطن: نحن مستعدون للعمل مع المنظمات الإرهابية

اعتراف أمريكي ضمني... واشنطن: نحن مستعدون للعمل مع المنظمات الإرهابية

اعتراف أمريكي ضمني... واشنطن: نحن مستعدون للعمل مع المنظمات الإرهابية


12/12/2024

اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية للاعتراف ضمنياً أنّها مستعدة للتفاوض مع الميليشيات الإرهابية، بعد أعوام طويلة من التهم التي وجهت إليها بإقامة علاقات وطيدة مع الإرهابيين.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان يوم الإثنين الماضي: إنّ الجماعات المتمردة الرئيسية في سوريا، بما فيها تلك التي المصنفة منظمات إرهابية، تقول "كل الأشياء الصحيحة"، وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما سيحدث بعد سقوط نظام الديكتاتور بشار الأسد.

وأضاف جيك سوليفان، في تصريح تلفزيوني نقلته شبكة (سي إن إن)، "سنعمل مع جميع الجماعات في سوريا، حتى الإرهابية منها".

وأردف جيك سوليفان: من الجيد أنّه رحل (الأسد)، ولكن كما قال الرئيس بايدن، هناك خطر وعدم يقين بشأن ما سيأتي بعد ذلك. هناك فرصة لبناء شيء أفضل في سوريا، ولكن هناك مخاوف من أنّ الإرهابيين والجهاديين وغيرهم من الأشخاص الذين لا يضعون مصالح الولايات المتحدة في الاعتبار، على أقل تقدير، قد يستغلون هذا. نحن يقظون بشأن ذلك، ونتخذ إجراءات للتعامل مع ذلك، ومستعدون للعمل مع أيّ شخص في سوريا يريد مستقبلاً ديمقراطياً مستقراً وشاملاً لذلك البلد".

وتأتي تعليقات سوليفان بعد أن صرح الرئيس بايدن علناً، الأحد، بأنّ السقوط الاستثنائي لنظام الأسد هو "لحظة مخاطرة"، و"فرصة تاريخية" للبلاد.

وأضاف سوليفان: "لذا، آمل وأتوقع أنّهم سيواصلون الجهود لضمان أن يكون أصدقاؤنا أقوى وأعداؤنا أضعف في المنطقة، والأهم من ذلك أن تظل أمريكا بعيدة عن الحرب، وهو ما نجحنا فيه على مدار العام الماضي".

 مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض: جيك سوليفان

هذا، وحذّر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن هيئة تحرير الشام في سوريا من العمل مع إرهابيي داعش، في رسائل سرّية تم تبادلها أثناء انهيار نظام بشار الأسد، وفقاً لصحيفة (نيويورك تايمز).

وأكد مسؤولون أتراك وأمريكيون للصحيفة الأمريكية أنّ بايدن الذي استخدم الحكومة التركية كوسيط، تلقى طمأنة هيئة تحرير الشام بأنّها لا تنوي السماح لداعش بالانضمام إليهم.

وكانت هيئة تحرير الشام مرتبطة بتنظيم القاعدة في السابق، لكنّها تدّعي أنّها أصبحت أكثر اعتدالاً في الأعوام الأخيرة، وما تزال محظورة كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة، ويقال إنّ بايدن يناقش الآن مدى مشاركتهم بشكل مباشر مع الجماعات المتمردة، وسط مخاوف من أنّها ما تزال قادرة على التعاون مع الجهاديين.

وافق الكونجرس الأمريكي على تعديل قانون يقضي بوقف الدعم المالي المقدم لمنظمات الحشد الشعبي ومنظمة "بدر".

وفي الإطار ذاته، قال شركاء الولايات المتحدة الرئيسيون في مكافحة تنظيم (داعش) في سوريا أمس: إنّ المعسكرات التي تمّ احتجاز مسلحي التنظيم فيها، والتي يحرسونها، تتعرض للهجوم، وأنّهم أجبروا على وقف العمليات ضد التنظيم الإرهابي، ممّا أدى إلى تعقيد جهود الجيش الأمريكي لمنع (داعش) من إعادة تشكيل نفسه بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وكان المسؤولون الأمريكيون يكافحون لضمان عدم تمكن الإرهابيين من إعادة تجميع صفوفهم في سوريا، ونفذوا عشرات الغارات الجوية على أهداف (داعش) في الأيام الأخيرة، حيث تتنافس العشرات من الفصائل على السيطرة في أجزاء مختلفة من البلاد.

لكنّ أهم شريك للولايات المتحدة هناك، وهو قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)، تعرضت لهجوم لا هوادة فيه من قبل مسلحين تدعمهم تركيا في الأيام الأخيرة، ممّا أثار مخاوف بين المسؤولين والخبراء الأمريكيين بشأن أمن أكثر من (20) مخيماً ومعسكر احتجاز، احتجزوا فيها مسلحين تابعين لتنظيم (داعش) وعائلاتهم في شمال سوريا.

مجموعة من قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)

وتتكون (قسد) من مقاتلين أكراد، من مجموعة تُعرف باسم "وحدات حماية الشعب"، التي تعتبرها تركيا المجاورة منظمة "إرهابية".

ولم يتوقف دعم الولايات المتحدة للميليشيات الإرهابية في سوريا، بل تجاوزها ليصل إلى ميليشيات مدعومة بالأصل من العدوة اللدودة إيران.

فوفقاً لموقع (واشنطن فري بيكون)، وافق الكونجرس الأمريكي قبل عامين على تعديل قانون يقضي بوقف الدعم المالي المقدم لمنظمات الحشد الشعبي ومنظمة "بدر" منذ عام 2014، والذي قدّر -وفق أحد المصادر العراقية- بـ (200) مليون دولار شهرياً، وقد أقر هذا الدعم من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

بمعنى أنّه حتى اللحظة، وإلى أن يقر المشروع الجديد من قبل مجلس الشيوخ ويصبح نافذاً، فإنّ دافع الضرائب الأمريكي يدفع لمنظمات إرهابية تقتل قوات أمريكية، وفق صحيفة (الوطن).

وتدفع الولايات المتحدة الأمريكية هذا الدعم للمنظمات من أصل (700) مليون دولار لوزارة الدفاع العراقية، يذهب (200) مليون منها للحشد الموالي لإيران.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية